من حقنا الاحتفال بأعياد سيناء سنويًا، فقد عادت لنا وعادت معها الابتسامة، عادت بِفضل أشجع الرجال وأشرف الرجال، جنود وضباط وقيادات أبطال، أدوا دورهم على أكمل وجه، وقسمًا برحِمة «أحمد المنسى وخالد مغربى ورامى حسنين ومحمد أبوشقرة ومحمد مبروك» وجميع زملائهم من ضباط الجيش والشرطة الذين نالوا الشهادة سنقوم بدورنا وسنُعمِر سيناء وسنُنميها، بِحق دماء كل شهدائنا الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لعودتها وثمنًا لتطهيرها من الإرهابيين، نقول إننا سننفذ وعدنا هذا طالمًا كانت قلوبنا تنبُض وسنظل نحتفل بعودتها إلى آبد الآبدين وسنُعلم أبناءنا وأحفادنا بطولات الرجال وتضحياتهم حتى عادت لنا.. فـ«العريش والشيخ زويد ورفح وبئر العبد والحسنة ونخل ونويبع وطابا ورأس سدر وأبورديس وأبوزنيمة ودهب وشرم الشيخ والطور وسانت كاترين» أجزاء غالية وترابها غال و«أهلها غاليين» ولا بد أن تصل التنمية لهم وهو ما يحرص عليه الرئيس السيسى ويتابع باستمرار خطوات الحكومة لتنفيذ كل المشروعات التنموية.
.. «سيناء» يوم ما راحت مِننا فى الخامس من يونيو ١٩٦٧ عشنا فى تعاسة وانتكاسة، وحِلِفنا لنِرجعها ونِحررها ونِطهرها ونِعمرها، ولا شوفنا طعم النوم ولا أكلنا ولا شِربنا ولا ارتحِنا، وكان كُل همِنا إننا نِرفع رأسنا ونِرجع كرامتنا وتعود أرضنا الغالية المُغتصبة، وفِضِلنا من ٥ يونيو ١٩٦٧ حتى قبل ٦ أكتوبر ١٩٧٣ نقول ونُردد بكل حماس وحمِية: هنحارِب هنحارِب.. وحاربنا ودفعنا الثمن من أرواح أولادنا ورِجعت تانى لنا، وعادت لأحضاننا وزادت غلاوتها وقيمتها.
«سيناء».. دائمًا الحديث عنها يجلب لنا شريط ذكريات، نِصِفه مُؤلِما ونِصِفه مُبهِجا، سنوات طويلة مرت علينا ونحن نحتفل بعودتها وتحريرها من العدو فى ١٩٧٣ حتى تسلم العريش فى ١٩٨١ ورفع العلم المصرى على آخر شبر منها فى طابا بالتحكيم الدولى فى ١٩٨٩.. ومن يومها ونحن نعمل بِجد واجتهاد لتعميرها فى الشمال والجنوب، حتى جاء العام الأسود والذى حكمت فيها جماعة الإخوان الإرهابية ووجدنا أطماعهم فيها تخرج للنور، واكتشفنا مُخططاتهم الخبيثة تجاهها، لدرجة أنهم حسبما قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن اتفقوا مع إسرائيل على التفريط فى جزء منها وضمها لقطاع غزة وإنشاء «غزة الكبرى»، ليس هذا فقط فقد أنشأوا فيها بالفعل ٦ مُعسكرات لتدريب الإرهابيين، وحاولوا فصلها عن مصر، ورفض الشرفاء أيضًا إقدام جماعة الإخوان على تنفيذ مشروع منطقة تجارة حرة على خط الحدود بين مصر وفلسطين، وفى النهاية بقيت سيناء ورحلت الجماعة.
«سيناء».. هى فى قلوبنا وفى ننى عينينا، ومنذ تولى الرئيس السيسى حُكم مصر وهو يُعمرها ويُنفذ بها مشروعات قومية، وخلال العامين الماضيين فقط وطبقًا للإحصائيات الرسمية فقد قامت الدولة بتنفيذ مشروعات تنموية فى محافظة شمال سيناء بلغت ٧ مليارات جنيه وفى محافظة جنوب سيناء بلغت ١٨ مليار جنيه جميعها مشروعات زراعية وسكنية واستثمارية ومزارع سمكية ومحطات تحلية ومصانع للزحام ورصف طرق وتحسين الخدمات وإنشاء مستشفيات.. وإذا رصدنا ما أنفقته الدولة على تطوير وتعمير سيناء، منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٤ حتى الآن، سنجد أنه بلغ ١٩٩ مليار جنيه، وذلك طبقًا للإحصائيات الرسمية، وهو رقم يدل على الاهتمام الشديد من جانب الرئيس السيسى بـ«سيناء» وبتنميتها بإجمالى عدد مشروعات بلغ ٣١٢ مشروعا تنمويا، وتم الانتهاء من ١٧١ مشروعًا منها، وتضم هذه المشروعات ١٤ مشروعًا قوميًا منها: أنفاق السيارات أسفل قناة السويس وتطوير مطار العريش وجامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز ومشروعات تنمية شرق بورسعيد.. وما زلنا ننتظر المزيد من المشروعات.