الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بين أروقة عالم وفيلسوف «2»

رشا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شخصية فريدة ممتلئة بالحيوية والتفاؤل والمحبة، معطاء بلا حدود وبلا مَن ولا أذى، إبن مدلل أشبعته أمه من الحنان والحب ما يكفى أن ينثره على الخلق بكل الرضا..وعلمه والده الضابط طيار كيف يكون رجلا قويا شجاعا لا يأبه بصغائر الخلق وأفعالهم، دؤوب في تحصيل العلم، أديب مثقف مؤرخ شاعر في بعض الأحيان..هو العالم الكبير في مجال طب النساء والتوليد أ.د.أسامة شوقى، والذى روى مؤخرا بإسلوبه الأدبى الممتع، بدايات رحلة نجاحه..والتى لا يتسع المقال لنشرها تفصيليا، لذلك سوف أحاول إختصارها مع الحفاظ على إسلوبه الممتع في السرد.. "في بداية التسعينيات، كنت في مستهل مستقبلى المهني أعمل معيدا في قسم النساء والتوليد بكليه الطب، القصر العيني..إستهواني علم الجراحه أكثر من ممارسة الولادة وأحببت أكثر مجال التكنولوجيا الحديثة لجراحات المناظير..عشقت عملي وعشت حالة من الرغبة في تطوير وتصميم أجهزة وأفكار لآلات جراحية مبتكرة وأساليب جراحية جديدة..كان صوت أمي وكلماتها في أذني دائما..عايزه العالم كله يعرف ابني ويتكلموا عنه ويحبوه..عايزة الدنيا كلها في مصر والخواجات يشاوروا على ابني ويهنوني..كنت يادوب اترك مرحلة سن العشرينات وأخطو للثلاثينات..حيالله دكتور صغير، بيحلم زي كل زمايله أن يكون عنده عياده وعيانين كتير..ويكسب شهره وفلوس ويحقق مستوى علمي متميز..لكن شويه شويه لقيت الحلم اللي استولي على عقلي وشغل كل فكري ووقتي، هو أن أبتكر حاجة جديدة..حاجة تخلي كل العالم يستفيد بيها وتكون السبب في تغيير مفاهيم قديمة..كان في دماغي أفكار لابتكار آلات وأجهزة جراحية، لكن إزاي أقدر أوصل بيها للجهات العالمية..إتشجعت وإتجرأت وكتبت خطاب طويل مفصل بالتصميمات والأفكار اللي في بالي..خليني أقربها لخيالكم شويه..الوضع زي ما يكون واد صغير بيلعب كورة شراب، وبيحلم عايز يلعب في نادي برشلونة جنب ميسي ورونالدو..أو شاب سمكري سيارات في باب اللوق، بيقدم تصميم موتور جديد لشركه رولس رويس..إتكلت على الله وأرسلت ظرف الجواب التقيل على مؤسسه كارل ستورز..بألمانيا..أرسلت الجواب ونسيته..أرسلته لمجرد فقط أنفذ رغبة ملحة بداخلي واستريح..يبقى عملت اللي عليا وخلاص..أرسلت الجواب ومعنديش أي أمل يردوا عليا..تخيلتهم بيقروا جوابي وبيضحكوا ويتريقوا ويقولوا..مين الأفندي المصري ده اللي فاكر روحه عبقرينو..يمر عده شهور أعيش حياتي الروتينية..حتى جاءنى إخطار من البوسطه..لك طرد مسجل بعلم وصول من المانيا..تيجي تستلمه من بريد العتبه..قلبي دق..أتوغوشت..روحت بريد العتبه..حملت الطرد مترددا..أفتحه دلوقتي ولا لما ارجع البيت؟..قررت تأجيل فتح الصندوق حتى أكون وحدى بالمنزل..فتحت الصندوق لأجد خطاب رسمي من مؤسسه ستورز ورزمه ورق في غلاف منفصل..ومكتوب..يسر مؤسسه كارل ستورز أن تخبركم أن الهيئة الهندسية والاطباء الاستشارين أوصوا بقبول تصميمات الآلات الجراحية التي اقترحتها..وتم تصنيع النموذج المبدأي، بروتوتايب كي نجري عليه التجارب بواسطة جراحين في أوروبا لتقييم مدى الإستفاده من تطبيقاته في مجال الجراحة العامة عموما وجراحات النساء أيضا..وستقوم المؤسسة بتصنيع خط إنتاج آلات تحمل اسمك وتسويقها دوليا في الولايات المتحدة، وأمريكا الشمالية ودول أوروبا تحت مسمى براند شوقي..ومرفق طيه نسختين من العقد كي توقع موافقتك وترسل لنا نسخة..ويسرنا إستقبالك في المانيا لمزيد من التفاوض بشأن تصميم اختراعات أخرى..كما مرفق طيه صيغة موافقة منك بقبول أن تكون جراح دولي مسئول عن تدريب عملي وإلقاء محاضرات لنشر وتسويق هذه التكنولوجيا الجديدة وتسهيل استعمالها بين اطباء العالم..تفضل بقبول تحيات وإحترامات مؤسسه ستوز..انهيت قراءة الخطاب..سرحت..رغرغت عيوني..وبدأت بقي الحدوتة الكبيرة..حدوتة لها اجمل بداية وملهاش أبدا نهاية..مش حدوتة..ده حلم..أو خيال وأبعد من خيال..براند شوقي بقى موجود في صفحات الكتب والكتالوجات العالميه"..فحقق حلم أمه..وأصبح يجوب العالم، فزار حوالي56 دولة، وتعامل مع ملايين البشر..وتخطى نشاطه غرف العمليات وقاعات المحاضرات..فكون علاقات اجتماعية معهم، وأدخلوه بيوتهم وسراديب قلوبهم، وعاش معهم أحلامهم وإحباطاتهم..لذلك اختار لرحلته عنوان"دخول قلب الرحم أخذني إلى دخول قلوب البشر"..وكتبها على صفحته على فيس بوك، كى يحفز متابعيه على العمل والنجاح..فكل الشكر لهذا العالم الكبير، الذى لم يكتف بما يقدمه في الطب، وأصر أن يكون له دور اجتماعي، فحول صفحته إلى مركز ثقافى يحلق من خلاله بمتابعيه بين العلم والفن والثقافة في الماضى والحاضر..ويغوص بكلماته في أغوار النفس البشرية، لينتشلها من اليأس والانكسار، ويحفزها على النشاط والإبداع والعطاء.