رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«سيناء» بوابة الأمن القومي المصري.. من معركة التطهير من المحتل والإرهاب إلى البناء والتعمير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بطولات تتوارثها الأجيال، وتضحيات يقدمها المصريون في سيناء، فمن معركة التحرير من المحتل إلى معركة التطهير من الإرهابيين، إلى معركة البناء والتعمير.
تحل اليوم الذكرى الثامنة والثلاثين لتحرير سيناء من المحتل الإسرائيلي في وقت تشهد فيه أرض الفيروز معركة حاسمة يخوضها رجال الجيش والشرطة لتحرير الأرض من الإرهابيين، حتى يتواصل مشروع التعمير والبناء الذي بدأه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مدته الأولى، واستمر مع فوزه بمدة رئاسية ثانية. فيد تحارب، ويد تبني، يد تطهر الأرض من دنس الإرهابيين وتعاقب المجرمين، ويد تشيد المشروعات وتحفر القناة الجديدة لتسلم على أيدي أجدادها التي حفرت قناة السويس بدمائها، تُشيد الأنفاق حتى تصل أرض سيناء بالوادى. تحل الذكرى الـ38، في ظل تواصل العملية سيناء 2018 التي أطلقها الجيش لتطهير سيناء، وفرض الأمن فيها، ويحقق انتصارات على قوى الشر، كان آخرها مقتل أمير داعش، ليسجل رجال الجيش المصري ملحمة جديدة لا تقل في أهميتها أو عظمتها عن ملحمة العبور العظيمة. سطر المصريون بطولات كثيرة على أرض سيناء، تكللت بإعادتها لحضن الوطن، بعدما سيطر عليها الإسرائيليون والإرهابيون لعشرات الأعوام، وبفضل القوات المسلحة المصرية، نجحت مصر في إعادة الإعمار لأرض الفيروز، التي رويت بدماء الشهداء.

قال اللواء محمود منصور، الخبير العسكرى، ورئيس الجمعية العربية للدراسات الاسترتيجية، إن الحدود الشرقية لمصر منذ بداية تاريخ الدولة المصرية قبل أكثر من ٧ آلاف عام، كانت البوابة الأساسية لتعاملات مصر مع العالم المحيط بها من الشرق والشمال عن طريق الحدود وتحديدا الحدود الشمالية الشرقية.
وأوضح، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الدولة المصرية القديمة ما قبل الميلاد قامت بعدد من الغزوات الخارجية التي امتدت فيها سيطرة مصر على مساحات شاسعة فيما سمى بعد ذلك الشام وتركيا، وكان ذلك لدرء إخطار بعض المجموعات الهمجية التي كان لها أطماع في أرض مصر ونهر النيل والأراضي التي كانت على ضفاف النيل بما تحتويه من خيرات بشرية في ذلك الوقت.
وتابع: كان كثير من الجهات شمال وشرق مصر محرومة من الأرض الثرية بالغذاء، ثم قامت مجموعة من الغزوات فيما بعد الميلاد تمثلت في غزوات التتار والفرس وغيرهما من المجموعات البشرية لذلك كانت مصر تعطي أولوية عالية لمحاولة تأمين ذلك الاتجاه من حدودها الممتد في الشمال والغرب والجنوب.

7 آلاف عام من التهميش
وأكمل: الشيء المستغرب أنه على مدى ٧ آلاف عام لم يتم تقديم أي إنجازات على الأرض لخلق بيئة سكانية كثيفة داخل ذلك الجزء من أرض مصر التي أطلق عليها اسم "سيناء"، وكانت المشكلة الأكبر قد ظهرت بعد حفر قناة السويس وإيجاد حاجز طبيعي بين شرق وغرب القناة مما ترتب عليه خلق حالة من العزلة بين السكان المصريين بسيناء وسكان شرق القناة ومع زيادة الأطماع وبزوغ الحضارة الغربية الحديثة ظهرت أطماع أخرى للصهيونية العالمية بالمنطقة بدءًا من العالم الغربي ثم من الاتحاد السوفيتي فيما بعد تمدد للولايات المتحدة الأمريكية التي قادت الفكر المسيحي المتصهين والذي ينتمي تحت أقدام الفكر الصهيوني الاستعماري بالمنطقة العربية، والذي بدأ على أرض فلسطين، وحاول أن يتمدد ولكن فشل بشكل ذريع مع مرور الوقت والزيادة في الوعي العربي وتوفر العلوم الحديثة في الاستراتيجيات التي حددت وأثارت الطريق أمام الوطنيين المصريين لأن يقوموا بتوفير دعم لوجيستي "الإداري" الذي يضمن إمكانية تواجد قوات عسكرية مصرية في منطقة شمال مصر.

أطماع إسرائيل والإرهابيين
وأوضحت تطورات الأحداث بعد ذلك وشاهدنا أطماع إسرائيل والإخوان الإرهابيين سواء تباعدت أو تداخلت هذه الأطماع على أرض سيناء وكان لا بد من وقفة جادة للتصدي لأولئك الطامعين الذين لم يحترموا التاريخ والجغرافيا وكان لا بد من إعطائهم دروسا تعيدهم للوعي مرة أخرى.

حرب ٧٣
وأضاف: هذا ما حدث في حرب ٧٣ حينما اجتاح الجيش المصرى أقوى مانع مائي في تاريخ الإنسانية، وفي خلال نصف ساعة سقط خط بارليف تحت أقدام جنود وضباط الصاعقة المصرية، وولت الدبابات والمدرعات الإسرائيلية وانهارت النقط القوية المصنوعة بأموال التبرعات الغربية الأمريكية والتي تكلفت مليارات باهظة، ولكنها فشلت في أن تصنع حائط صد أمام المقاتل المصري الذي استطاع أن يصنع تاريخه بنفسه في مواجهة الإنسانية.

الإخوان ومخطط قطر لاستهداف الدولة
وتابع رئيس الجمعية العربية للدراسات الاسترتيجية: ثم جاءت فلول وغيروا ولاءهم وانتماءهم ليكونوا اتباعا للإخوان المسلمين الذين هم في حقيقة الأمر عملاء حقيقون للاستعمار الغربي والصهيونية العالمية، وهذا ما تيقنا منه خلال الأحداث التي تلت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.
بدأت حرب فارقة استخدمت فيها أموال الخزانة القطرية التي كانت أكثر خزانة العالم ثرائا في يوم ما، والإعلام المعادي الذي يشن حربا نفسية ضد المصريين والدولة المصرية، بهدف إسقاط الدولة المصرية لتحويلها إلى بلد فاشل يعمه الفوضى والخراب.

سيناء مقبرة الطامعين
وتساءل: على أي سلطة وأي دولة بعد أن يتم تخريبها وحرقها وسحقها وتفجيرها وقتل أبنائها وشبابها في الشوارع والصحاري؟ وكانت سيناء هي المدخل السهل في البداية لأولئك المخدوعين الذين حاولوا جاهدين أن ينقضوا على من قدم لهم يد العون منذ عام ٤٨ ولمدة ٧٠عاما ولكن الخيانة والغدر جعلتهم ينسون تضحيات الشعب المصري، وحاولوا استخدام الصحاري وجبال سيناء لاختراق الشعب المصري وصولًا لأهدافهم في إسقاط الدولة المصرية، الذين لم يقدروها قدرها الحقيقي فكان لا بد أن يلقون حتفهم وتكون دماؤهم سمادا لأراضي سيناء حتى نتمكن من زراعتها بعد أن تخضبت بدمائهم وأجسادهم لتفوح منها عفونة الخيانة والغدر تجاه الشعب المصري.

إعمار سيناء
وأكد "منصور" أن المصريين بدءوا في استزراع أراضي سيناء عقب تطهيرها من الإرهابيين، وشيدت المصانع، لتنتج لمصر الخير من كل جزء في أرضها التي حباها الله بثروات معدنية كثيرة يقدرها الخبراء المتخصصون بأن ثروات سيناء يصعب أن تنضب.
وأضاف: على أرض سيناء سقطت حبات عرق المصريين فنبتت بكل جزء منها شجرة تضمن لمصر المستقبل المطمئن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيًا كل هذه القاعدة الأساسية لتأمين القوات المسلحة المصرية التي تمارس مسئولياتها في الدفاع عن الحد الشرقي في الشمال لمصر لتتحول سيناء إلى امتداد طبيعي ومكدس بالسكان المنتجين الذين يمتد نشاطهم في الجنوب إلى نشاط سياحي مميز يجذب السائحين من كل أنحاء العالم.
وختم اللواء محمود منصور حديثه بقوله: "في القريب العاجل سوف نجد هذه الأنشطة ممتدة إلى كل أرجاء سيناء لتتكامل الأنشطة الاقتصادية التي تحقق الرزق للمواطن المصري ليعم الرخاء الذي نحلم به، ولا شك أن الأداة التي تدبر مشرعات التعمير في الأراضي المصرية سيناء تستحق منا الإجلال والتقدير للجهود المتميزة والإسراع في الخطى والأفكار الاقتصادية المتجددة والتي تستخدم في التعامل مع تلك البقعة القيمة وتحويلها مقصدا لكل المصريين في الفترة القادمة".



تكاتف المصريين مع القوات المسلحة
من جانبه، قال الدكتور عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي، يتزامن عيد تحرير سيناء مع غرة الشهر الكريم، الذي يشهد له بالمثالية الإنسانية، بدأ تحرير سيناء في العاشر من رمضان عام ١٩٧٣ بحرب أكتوبر المجيدة ثم تلتها عملية سياسية لإنهاء احتلال سيناء تماما وهذه الفترة شهدت كتلة من الأعمال الإنسانية والعسكرية والاجتماعية حينها قام الشعب المصري بالتكاتف مع الجيش ونتج عن هذه إجراءات تحقيق معاهدة السلام في ٢٥ مارس سنة ١٩٧٩، وتم الانسحاب الكامل من سيناء في ٢٥ سنة عام ١٩٨٢.
وتابع لـ"البوابة نيوز": هذا الحدث يمر عليه ٣٨ عاما عاش الشعب المصري فيها قمة الانتصار، وقمة الشعور بالتحرير، وقمة الشعور بالكرامة والثقة في النفس، اليوم نحتفل بهذه الذكرى الخالدة الغالية على كل مصر التي تتطلع لمستقبل الذي أعرب عنه الرئيس في لقائه الأخير في افتتاح مشروعات تنموية في سيناء بأن سيناء هي جزء عزيز من أرض مصر، وأنها تتطلب استثمارات بلغت ٦٠٠ مليار جنيه دفعها الشعب المصري عن طيب خاطر من أجل أن تبقى هذه القطعة عزيزة على أرض سيناء.

أمن مصر القومي
وأردف: الحقيقة أن سيناء ليست مجرد أرض مصرية تصل بين أفريقيا وآسيا، ولكنها جزء مهم جدا من إستراتيجية الأمن القومي المصري من معبرين قارات السلام وذات قدرات كبيرة جدا إذا أحسن استغلالها سوف تتفوق على هونج كونج في الشرق وما نفعله لمصر حاليا.
وتابع: مرور هذه الذكرى لا يجب أن يمر مرور الكرام ويجب أن يشعر كل فرد في الشعب المصري بعزته وكرامته وقدرة دولته على الانتصار في كل ما تتعرض له من تحديات، ونذكر أيضا دماء الشهداء الذي روى أرض سيناء على مر العصور وآخرها الحرب ضد الإرهاب هي التي تكتب تاريخ مصر، ولولا دم الشهداء وتضحيات شعب مصر ما كانت استقرت مصر على مدى ٧ آلاف عام محتفظة بكل حبة رمل من أرضها لولا شعور المصريين بأن الاستشهاد قيمة مصرية وعليهم دفع ضريبتها حتى تستمر مصر رافعة رأسها بين كل الأمم وفي كل العصور.



قبائل الفخر.. بطولات قادت للانتصار
«المساعيد» قبيلة ضحت بشبابها من أجل تراب الوطن
وفي الذكرى الـ٣٨ لتحرير سيناء نستعيد أمجاد وبطولات أبناء سيناء الذين ضحوا بأنفسهم لأجل استعادة تراب أرضهم، وقد شارك كل أبناء سيناء في مهمة التحرير، وما زالوا حتى الآن يُشاركون في مهمة التنمية التى تقودها القيادة السياسية.
«المساعيد»
شارك أبناء قبيلة المساعيد في صنع الانتصارات وسقط أول شهيد لمنظمة سيناء العربية، المرحوم الشيخ حسين مسلم من قبيلة المساعيد بسيناء، بعدما شارك في تأسيس منظمة سيناء العربية والتى أطلقها الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام ١٩٦٩ م، وكان هدفها القيام بأعمال فدائية ضد المحتل الإسرائيلى الغاشم الذى استولى على أرض سيناء إثر نكسة يونيو عام ١٩٦٧ م.
وأبلى رجال القبيلة بلاء حسنا وكبدوا المستعمر الغاشم الخسائر الفادحة وكان من المساعيد نحو ٣٧ فردًا ويعاونهم أغلب رجال قبيلة المساعيد البالغ عددهم آنذاك نحو عشرة آلاف من الشباب والرجال، كما شاركت المرأة المسعودية في انتصارات عام ١٩٧٣ م كذلك، وساعدت الجنود والرجال على الجبهة والذين يقومون بعمليات الإمداد والتموين والعمليات الفدائية داخل أراض سيناء، ولعل وجود قبيلة المساعيد بالقرب من قناة السويس أو خط النار المشتعل بلغة العسكريين قد جعل غالبية القبيلة يشاركون في الحرب ويستبسلون في الدفاع عن الديار المصرية، فأنعم بهم من رجال حاربوا المستعمر الإسرائيلى وكبدوه الخسائر الفادحة، وعاونوا قواتنا المسلحة في الحرب.

"اللنش" الذي كان سببًا في أول لقاء بين ثعالب المخابرات المصرية وفئران الموساد
بعد احتلال سيناء احتُجز الكثيرون من أهالي سيناء في البر الغربي من القناة، وهم الذين كانوا في مأموريات في السويس والإسماعيلية لشراء احتياجاتهم أو زيارة بعض الأقارب والأهل في وادى النيل، ونفس الشيء حدث مع العديد من الأهالي الذين دخلوا سيناء في زيارات أو مصالح أخرى وانقطعت بهم السبيل للعودة إلى وادي النيل.
واستمر هذا الوضع فترة من الوقت وحتى تدافق بعض أهالي سيناء وبعض القبائل الموجودين بالبر الغربي على مكتب مخابرات السويس. واقترح الشيخ سلامة صباح، شيخ العليقات، تجهيز لنش ينقل هؤلاء العالقين للعودة إلى سيناء سرًا دون علم القوات الإسرائلية، وبدأت أول رحلة في أغسطس ١٩٦٧ من فنار أبوالدرج بالقرب من العين السخنة، ووصل اللنش إلى البر الشرقي عند سقالة رأس ملعب التابعة لشركة سيناء للمنجنيز، واستمر عمل لنش فنار أبوالدرج في نقل الأهالي عدة أشهر دون علم القوات الإسرائيلية إلى أن ذاع صيته وتم القبض على أفراده ونقلهم إلى مكتب المخابرات الإسرائيلية بالعريش للاستجواب.
بعدها تجمع الكثير من مشايخ سيناء أمام مكتب المخابرات الإسرائيلية بالعريش، مطالبين بالإفراج عن ذويهم وساومتهم المخابرات الإسرائيلية بالإفراج عن الأهالي في مقابل أن يعمل اللنش تحت سيطرتهم وإبلاغ المخابرات المصرية بذلك، وتم الإفراج عن قائد اللنش والمواطنين، وكانت المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن المخابرات المصرية في السويس لن توافق على ذلك، وكان ذلك هو أول اتصال رسمي بين المخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية.



قبيلة الهرش التي فضحت إسرائيل
في "مؤتمر الحسنة في ٢٦ أكتوبر عام ١٩٦٨"، وهو المؤتمر الذى عقدته إسرائيل بمنطقة الحسنة وسط سيناء بعد ٦ أشهر فقط من الاحتلال، وبحضور جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية لتغطية الخبر القنبلة التي كانت إسرائيل تنوي تفجيرها أمام العالم، وهو موافقة أهالي سيناء على تدويل سيناء، ولكن المؤتمر فشل بعدما وصلت أخباره للمخابرات الحربية بالقاهرة عن طريق عيونها في سيناء، وتم وضع خطة لإفشال المؤتمر الذي رأسه موشى ديان.
وقد نفذ خطة إفشال المؤتمر الشيخ سالم الهرش، شيخ قبيلة الهرش، وقد فوضه شيوخ القبائل بالتحدث في المؤتمر فهو شخصية جريئة وصلبة الإرادة، عالي الصوت، فتحدث بصوته الجهوري أمام وسائل الإعلام العالمية، قائلا: إن هذه الأرض أرضنا جميعا كمصريين، ورئيسنا هو الرئيس جمال عبدالناصر، وإذا كانت سيناء محتلة حاليًا فستعود قريبًا إلى الوطن الأم.
فصفق له الحاضرون من رجال سيناء، وفشل مؤتمر الحسنة، وقبضت السلطات الإسرائيلية على الشيخ سالم الهرش وسجنوه.

فهد سيناء الأسمر
"حسن على خلف"، الملقب بفهد سيناء الأسمر، هو شاب من منطقة الجورة في الجنوب من الشيخ زويد، كان وقت احتلال سيناء لا يزال طالبا بالصف الثاني الثانوي عندما احتلت القوات الإسرائيلية سيناء، وقد شهدت منطقة الجورة والشيخ زويد ورفح مجازر حقيقية على يد القوات الإسرائيلية المحتلة التي كانت تقتل كل من يقابلها من المصريين في سيناء سواء من الجنود أو المدنيين رجالا ونساء.
وشاهد حسن كل ذلك أمام عينيه، ولكن أرسله والده إلى بورسعيد عبر الملاحات خوفًا عليه، ولكن بعد أن وصل حسن إلى البر الغربي التحق بأفراد منظمة سيناء العربية التي شكلتها المخابرات الحربية وبعد تدريبه ذهب في أول مهمة في سيناء خلف الخطوط لتصوير المواقع الإسرائيلية شمال سيناء في مناطق رمانة وبئر العبد والعريش، ونجح حسن وتوالت العمليات الناجحة التي قام بها وأهم عملياته هو ضرب قيادة القوات الإسرائيلية في العريش التي تضم عناصر المخابرات ومبيت لطياري الهليكوبتر وكان مقرها مبنى محافظة سيناء القديمة بالعريش.

«الترابين» القبيلة التي أبلغت المخابرات عن ثغرة الدفرسوار
هي إحدى أهم وأكبر القبائل بسيناء، وابنها النجيب هو "عودة صباح الويمي"، وهو الذي أبلغ المخابرات الحربية عام ١٩٧٢ أن القوات الإسرائيلية في سيناء تقوم بالتدريب على عبور مانع مائي عند منطقة سد الروافع بوسط سيناء، وأنه شاهد معدات عبور عبارة عن براطيم فوق تأملات كبيرة.
وكان هذا الخبر من الأخبار المهمة جدًا والغريبة، فكيف تقوم إسرائيل بالتدريب على مانع مائي في هذا الوقت الذي تقوم فيه قواتنا أيضا بالتدريب على عبور قناة السويس، وقد قام عودة صباح الويمي بإرسال بعض الصور الفوتوغرافية إلى المخابرات الحربية المصرية التي التقطها لمعدات العبور الإسرائيلية.
وفي أكتوبر عام ١٩٧٣ وبعد عبور قواتنا المسلحة قناة السويس وقبل حدوث ثغرة الدفرسوار، أبلغ عودة لويمى المخابرات الحربية أن معدات العبور السابق الإشارة إليها تخرج من المخازن وتتجه نحو قناة السويس وكان ذلك أول بلاغ عن احتمال عبور العدو لقناة السويس في الدفرسوار.



«قبيلة البياضية» أول قبيلة تنضم لمنظمة سيناء العربية
الشيخ متعب هجرس، شيخ قبيلة البياضية، وأول شيخ ينضم لمنظمة سيناء العربية، وأول من فتح بيته لاستقبال الآلاف من الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام ١٩٦٧، وأول من قام بنفسه ورجاله بإيصالهم إلى البر الغربي، قبل أن يتم القبض عليه هو ومجموعة من رجاله بواسطة القوات الإسرائيلية عام ١٩٦٨ ويوضع بالسجون الإسرائيلية، وهو كذلك أول شهيد يتم دفنه في سيناء بعد عودة جزء منها عام ١٩٧٧.

"خالد العرابي" شلال متدفق من المعلومات
يعتبر المجاهد السيناوى خالد العرابي شلال من أنشط مندوبي المخابرات الحربية، وأبرز رجال منظمة سيناء العربية الذي دوخ المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها وأفقدها توازنها في أواخر الستينيات، وأُطلق عليه "هدهد بئر العبد"، ورصد جهاز الأمن الإسرائيلي آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عنه أو يساعد في القبض عليه حيًا أو ميتًا.
وهو المجاهد الذي نُشرت قصته في كتاب المخابرات السرية العربية للكاتب الإسرائيلي ياكوف كاروز، وهو الفدائي الذي قال عنه المدعي العام العسكري الإسرائيلي "عوزى زاك"، إنه وشبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التي كشفت عنها إسرائيل حتى الآن، وذلك أثناء محاكمته أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، والتي حكمت عليه في التهم الأربعة التي وجهت إليه بالسجن لمدة ٣٩ عامًا.
وقد قبضت عليه المخابرات الإسرائيلية في آخر عملية قام بها خلف خطوط العدو في ديسمبر عام ١٩٦٨، وهي العملية رقم ٦٤ بعد مقاومة عنيفة منه وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته في الفك وقطع في اللسان وقد عذبوه بقسوة وهو جريح فلم يزده ذلك إلا حماسًا وقوة.