رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قبائل الفخر بسيناء.. بطولات قادت للانتصار.. «المساعيد» القبيلة التي ضحت بشبابها من أجل تراب الوطن.. قصة أول لقاء بين ثعالب المخابرات المصرية وفئران الموساد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبائل الفخر..
بطولات قادت للانتصار
«المساعيد» القبيلة التى ضحت بشبابها من أجل تراب الوطن
تحل اليوم، الذكرى الـ٣٨ لتحرير سيناء، ففى ذلك اليوم المشهود من العام ١٩٨٢، تم رفع العلم المصرى على سيناء، بعد رحيل آخر جندى إسرائيلي، في ملحمة سطرها الشعب والجيش سويًا.
وفى هذه الذكرى نستعيد، أمجاد وبطولات أبناء سيناء الذين ضحوا بأنفسهم لأجل استعادة تراب أرضهم، وقد شارك كل أبناء سيناء في مهمة التحرير، وما زالوا حتى الآن يُشاركون في مهمة التنمية التى تقودها القيادة السياسية. 

«المساعيد» 
شارك أبناء قبيلة المساعيد في صنع الانتصارات وسقط أول شهيد لمنظمة سيناء العربية، المرحوم الشيخ حسين مسلم من قبيلة المساعيد بسيناء، بعدما شارك في تأسيس منظمة سيناء العربية والتى أطلقها الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام ١٩٦٩ م، وكان هدفها القيام بأعمال فدائية ضد المحتل الإسرائيلى الغاشم الذى استولى على أرض سيناء إثر نكسة يونيو عام ١٩٦٧ م.
وأبلى رجال القبيلة بلاء حسنا وكبدوا المستعمر الغاشم الخسائر الفادحة وكان من المساعيد نحو ٣٧ فردًا ويعاونهم أغلب رجال قبيلة المساعيد البالغ عددهم آنذاك نحو عشرة آلاف من الشباب والرجال، كما شاركت المرأة المسعودية في انتصارات عام ١٩٧٣ م كذلك، وساعدت الجنود والرجال على الجبهة والذين يقومون بعمليات الإمداد والتموين والعمليات الفدائية داخل أراض سيناء، ولعل وجود قبيلة المساعيد بالقرب من قناة السويس أو خط النار المشتعل بلغة العسكريين قد جعل غالبية القبيلة يشاركون في الحرب ويستبسلون في الدفاع عن الديار المصرية، فأنعم بهم من رجال حاربوا المستعمر الإسرائيلى وكبدوه الخسائر الفادحة، وعاونوا قواتنا المسلحة في الحرب.

اللنش.. الذى كان سببًا في أول لقاء بين ثعالب المخابرات المصرية وفئران الموساد
بعد احتلال سيناء احتجز الكثيرين من أهالى سيناء في البر الغربى من القناة وهم الذين كانوا في مأموريات في السويس والإسماعيلية لشراء احتياجاتهم أو زيارة بعض الأقارب والأهل في وادى النيل، ونفس الشيء حدث مع العديد من الأهالى الذين دخلوا سيناء في زيارات أو مصالح أخرى وانقطعت بهم السبيل للعودة إلى وادى النيل.
واستمر هذا الوضع فترة من الوقت وحتى تدافق بعض أهالى سيناء وبعض القبائل الموجودين بالبر الغربى على مكتب مخابرات السويس واقترح الشيخ سلامة صباح، شيخ العليقات تجهيز لنش ينقل هؤلاء العالقين للعودة إلى سيناء سرًا دون علم القوات الإسرائلية، وبدأت أول رحلة في أغسطس ١٩٦٧ من فنار أبوالدرج بالقرب من العين السخنة ووصل اللنش إلى البر الشرقى عند سقالة رأس ملعب التابعة لشركة سيناء للمنجنيز واستمر عمل لنش فنار أبوالدرج في نقل الأهالى عدة أشهر دون علم القوات الإسرائيلية إلى أن ذاع صيته وتم القبض على أفراده ونقلهم إلى مكتب المخابرات الإسرائيلية بالعريش للاستجواب.
بعدها تجمع الكثير من مشايخ سيناء أمام مكتب المخابرات الإسرائيلية بالعريش مطالبين بالإفراج عن ذويهم وساومتهم المخابرات الإسرائيلية بالإفراج عن الأهالى في مقابل أن يعمل اللنش تحت سيطرتهم وإبلاغ المخابرات المصرية بذلك وتم الإفراج عن قائد اللنش والمواطنين، وكانت المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن المخابرات المصرية في السويس لن توافق على ذلك، وكان ذلك هو أول اتصال رسمى بين المخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية.

قبيلة الهرش التى فضحت إسرائيل 
في "مؤتمر الحسنة في ٢٦ أكتوبر عام ١٩٦٨"، وهو المؤتمر الذى عقدته إسرائيل بمنطقة الحسنة وسط سيناء بعد ٦ أشهر فقط من الاحتلال وبحضور جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية لتغطية الخبر القنبلة التى كانت إسرائيل تنوى تفجيرها أمام العالم وهو موافقة أهالى سيناء على تدويل سيناء، ولكن المؤتمر فشل بعدما وصلت أخباره للمخابرات الحربية بالقاهرة عن طريق عيونها في سيناء وتم وضع خطة لإفشال المؤتمر الذى رأسه موشى ديان. وقد نفذ خطة إفشال المؤتمر الشيخ سالم الهرش، شيخ قبيلة الهرش، وقد فوضه شيوخ القبائل بالتحدث في المؤتمر فهو شخصية جريئة وصلبة الإرادة عالى الصوت فتحدث بصوته الجهورى أمام وسائل الإعلام العالمية قائلا: إن هذه الأرض أرضنا جميعا مصريين ورئيسنا هو الرئيس جمال عبدالناصر وإذا كانت سيناء محتلة حاليا فستعود قريبا إلى الوطن الأم. فصفق له الحاضرون من رجال سيناء وفشل مؤتمر الحسنة وقبضت السلطات الإسرائيلية على الشيخ سالم الهرش وسجنوه.

فهد سيناء الأسمر
"حسن على خلف" الملقب بفهد سيناء الأسمر، هو شاب من منطقة الجورة في الجنوب من الشيخ زويد كان وقت احتلال سيناء لا يزال طالبا بالصف الثانى الثانوى عندما احتلت القوات الإسرائيلية سيناء، وقد شهدت منطقة الجورة والشيخ زويد ورفح مجازر حقيقية على يد القوات الإسرائيلية المحتلة التى كانت تقتل كل من يقابلها من المصريين في سيناء سواء من الجنود أو المدنيين رجالا ونساء. وشاهد حسن كل ذلك أمام عينيه، ولكن أرسله والده إلى بورسعيد عبر الملاحات خوفًا عليه ولكن بعد أن وصل حسن إلى البر الغربى التحق بأفراد منظمة سيناء العربية التى شكلتها المخابرات الحربية وبعد تدريبه ذهب في أول مهمة في سيناء خلف الخطوط لتصوير المواقع الإسرائيلية شمال سيناء في مناطق رمانة وبئر العبد والعريش، ونجح حسن وتوالت العمليات الناجحة التى قام بها وأهم عملياته هو ضرب قيادة القوات الإسرائيلية في العريش التى تضم عناصر المخابرات ومبيت لطيارى الهليكوبتر وكان مقرها مبنى محافظة سيناء القديمة بالعريش.

«الترابين» القبيلة التى أبلغت المخابرات عن ثغرة الدفرسوار
هى إحدى أهم وأكبر القبائل بسيناء وابنها النجيب هو "عودة صباح الويمي"، وهو الذى أبلغ المخابرات الحربية عام ١٩٧٢ أن القوات الإسرائيلية في سيناء تقوم بالتدريب على عبور مانع مائى عند منطقة سد الروافع بوسط سيناء وأنه شاهد معدات عبور عبارة عن براطيم فوق تأملات كبيرة. وكان هذا الخبر من الأخبار المهمة جدًا والغريبة، فكيف تقوم إسرائيل بالتدريب على مانع مائى في هذا الوقت الذى تقوم فيه قواتنا أيضا بالتدريب على عبور قناة السويس، وقد قام عودة صباح الويمى بإرسال بعض الصور الفوتوغرافية إلى المخابرات الحربية المصرية التى التقطها لمعدات العبور الإسرائيلية، وفى أكتوبر عام ١٩٧٣ وبعد عبور قواتنا المسلحة قناة السويس وقبل حدوث ثغرة الدفرسوار، أبلغ عودة لويمى المخابرات الحربية أن معدات العبور السابق الإشارة إليها تخرج من المخازن وتتجه نحو قناة السويس وكان ذلك أول بلاغ عن احتمال عبور العدو لقناة السويس في الدفرسوار.

«قبيلة البياضية» أول قبيلة تنضم لمنظمة سيناء العربية
الشيخ متعب هجرس شيخ قبيلة البياضية وأول شيخ ينضم لمنظمة سيناء العربية وأول من فتح بيته لاستقبال الآلاف من الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام ١٩٦٧ وأول من قام بنفسه ورجاله بإيصالهم إلى البر الغربى، قبل أن يتم القبض عليه هو ومجموعة من رجاله بواسطة القوات الإسرائيلية عام ١٩٦٨ ويوضع بالسجون الإسرائيلية، وهو كذلك أول شهيد يتم دفنه في سيناء بعد عودة جزء منها عام ١٩٧٧. "خالد العرابى " شلال متدفق من المعلومات يعتبر المجاهد السيناوى خالد العرابى شلال من أنشط مندوبى المخابرات الحربية وأبرز رجال منظمة سيناء العربية الذى دوخ المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها وأفقدها توازنها في أواخر الستينيات، وأُطلق عليه "هدهد بئر العبد" ورصد جهاز الأمن الإسرائيلى آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عنه أو يساعد في القبض عليه حيًا أو ميتًا. 
وهو المجاهد الذى نُشرت قصته في كتاب المخابرات السرية العربية للكاتب الإسرائيلى ياكوف كاروز، وهو الفدائى الذى قال عنه المدعى العام العسكرى الإسرائيلى "عوزى زاك" إنه وشبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التى كشفت عنها إسرائيل حتى الآن وذلك أثناء محاكمته أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية والتى حكمت عليه في التهم الأربع التى وجهت إليه بالسجن لمدة ٣٩ عاما. وقد قبضت عليه المخابرات الإسرائيلية في آخر عملية قام بها خلف خطوط العدو في ديسمبر عام ١٩٦٨ وهى العملية رقم ٦٤ بعد مقاومة عنيفة منه وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته في الفك وقطع في اللسان وقد عذبوه بقسوة وهو جريح فلم يزده ذلك إلا حماسًا وقوة.