في هذا التوقيت من كل عام، نستعد نحن المصريين لاحتفال ورثناه عن أجدادنا الفراعنة قبل آلاف السنين، هو شم النسيم، والذى اعتادنا خلاله الخروج إلى المتنزهات والحدائق لاستنشاق الهواء النقى، وأكل الأسماك المملحة من فسيخ ورنجة، إلى جانب البيض والبصل الأخضر.
ولكن هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا والمقرر لها غدًا الاثنين، تأتى هذا العام في ظل أزمة تعاني منها البشرية كلها، تتمثل في انتشار فيروس كورونا المستجد الذى ألزم الناس رغما عنهم بالبقاء في بيوتهم خوفًا من انتقال العدوى إليهم، ويحتاج الجسم لمقاومة هذا الفيروس إلى جهاز مناعى قوى، الأمر الذى يتعارض نهائيًا مع الأكلة المعتادة في هذا اليوم وهى أكلة الفسيخ والرنجة اللذين يتسببان في حدوث حالات من التسمم الغذائى البكتيرى نتيجة لتناول السموم التى تفرزها البكتيريا وتكون سببا في حدوث أزمة صحية خلال الأوقات العادية.
وإذا كانت الدولة قد اتخذت عددا من الإجراءات الاحترازية في يوم شم النسيم لمنع انتشار فيروس كورونا بين الأفراد مثل غلق جميع المتنزهات والشواطئ والحدائق العامة ووسائل الترفيه كافة وأى أماكن قد تشهد تجمعات مع تشديد المتابعة في المحافظات الساحلية أو التى بها مركب نيلية واعتبارا من اليوم الأحد 19 الجاري، وعقب بدء الحظر في تمام الساعة الثامنة مساء سيتم رفع أى سيارة متواجدة بطرق الكورنيش بكافة المحافظات لمخالفتها القرار الصادر بشان غلق تلك الطرق وعدم السماح بانتظار السيارات بها.
فهذا المقال وسطورة التالية يستعرض بعض الإجراءات للمحافظة على صحة وحياة المصريين والحديث عن الطريقة المثالية لقضاء شم نسيم منزلى، بعيدا عن خطر كورونا وخال من الفسيخ والرنجة فهو بمثابة روشته منزلية لقضاء شم النسيم بطريقة آمنة.
وينصح جميع الأطباء واستشاري جهاز المناعة بعدم تناول أطعمة الفسيخ والرنجة حيث إنها تسبب مضاعفات شديدة تصل للتسمم، بل ويمكن أن تؤدى إلى الوفاة في بعض الأحيان، بل ويمكن استبدالها بتناول وجبة لذيذة من السمك المشوى أو المقلي ومن المعلومات المهمة التى ربما تكون غائبة عن العديد منا أن مصل التسمم اللازم لعلاج مضاعفاته تصل تكلفته إلى 14 ألف جنيه وهو مبلغ يمكن استخدامه في توفير كمية من الكمامات والأدوات الوقائية لمواطنين وأطباء يواجهون فيروس كورونا في المستشفيات في هذا الوقت الحرج.
وإذا كان حتما ولابد من أكل الأسماك المملحة تماشيًا مع تقاليد هذا الاحتفال المعروفة فيمكن أكل أسماك الرنجة مشوية، خاصة وأن درجة الحرارة العالية تقتل البكتيريا الضارة، مع امكانية تناول الأسماك العادية البلطى والبورى، والتونة، والبصل والليمون، حتى نشعر بنفس الأجواء التى كنا نعيشها في مثل هذه الفترة كل عام، فضلا عن القيمة الغذائية الكبيرة لهذه الأطعمة، بشرط أن يكون ذلك داخل المنزل.
ونظرا لتناول كمية كبيرة من الأملاح في يوم شم النسيم فإنه يُنصح بتناول كميات كبيرة من المياه والعصائر الطبيعية مثل عصير الليمون والحرص على تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة وذلك لتقليل أضرار الأملاح العالية في هذه الأسماك وتراكمها بالجسم.
وفى النهاية فإن الغرض من هذا المقال هو الحرص على صحة وسلامة المواطن المصرى والحرص على قضائه يوم شم النسيم في أمن وسعادة دون التعرض لأى أزمات أو إخطار على صحته من أى نوع وكل عام وكل المصريين بخير وصحة وسلامة.
