السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الحب في زمن الكورونا «5»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدى شاب في جنوب أفريقيا الجمعة الماضية ثبوت إصابته بفيروس كورونا يوم زفافه، والحظر الذي يحول دون إقامة حفل الزفاف، وأتم زواجه في مذبح مؤقت بناه في مرآب (جراج) ملحق بالفناء الخلفي لمنزله، صور العريس دان ماس (30 عامًا) وهو مخرج سينمائي، فيديو للحدث حقق أكثر من 250 ألف مشاهدة بعد نشره على يوتيوب ببضع ساعات. وقالت العروس "جابي ماس إسترهوزن"، الطالبة بكلية الحقوق (27 عامًا) في المقطع المصور على يوتيوب "التأجيل كان قرارًا صعبًا للغاية.. كنت متوترة جدًا لا سيما وأن كل شيء كان جاهزًا".
وكان العروسان قد حددا موعد زفافهما أولًا يوم 21 مارس الماضي، لكن تم التأجيل بسبب إصابة العريس بفيروس كورونا، والقيود التي فرضتها الحكومة على التجمعات العامة لإبطاء انتشار الفيروس. وقال العريس، الذي تعافى منذ ذلك الحين، إن إجراءات العزل العام والحظر الكامل الذي فُرض بعد ذلك في 26 مارس قربا بينه وبين عروسه أكثر، وأضاف لرويترز "أردت بالفعل أن أقوم بشيء احتفالي وعاطفي احتفاءً بهذه المناسبة".
ليست هذه الحالة الوحيدة للزيجات التي تمت في زمن الكورونا، بل هناك زيجات أخرى تمت في بعض القرى المصرية أدت إلى نشر الفيروس بين بعض أهالي هذه القرى، بل وربما عزل هذه القرى حتى لا تنقل الوباء إلى القرى المجاورة، وثمة زيجات أخرى مصرية تمت دون إقامة أفراح، ليسعد المحب بحبيبته دون ضجيج، وليستمتعا معًا بحبهما في وقت الحظر، وهدوء الليل الرومانتيكي مع أضواء الشموع والنسمات التي تداعب الستائر، والشعر الحريري المنسدل على وجه حبيبته الجميلة وزوجته التي تزوجها في زمن استثنائي لن تُنسى ذكراه، وسوف يحكي الحبيبان أو الزوجان لأولادهما كيف أن الحب جمع بين قلبيْهما ولم تستطع أقوى الفيروسات أن تُفرّق بينهما، بل أصرا أن يجمعهما العُش الصغير في العالم الكبير الذي ضاق ذرعًا بالفيروس المتناهي الصغر.
وفي زمن الكورونا، طالعت صور المحبين في جلسات مصورة Photo Sessions في يوم الزفاف وحدهما العريس يرتدي بدلته السوداء والعروس ترتدي ذلك الفستان الأبيض والطرحة المتدلية وراء ظهرها.. الجديد أنه لا يوجد عديدٌ من أصدقاء العريس ولا صديقات العروس، وثمة حرص على تقليل العدد من أهل العروسيْن، والأهم أن العريس والعروس يرتديان الكمامات، وفي بعض الصور نجد العروسيْن يخطفان قُبلة رومانسية تحاول أن تطفئ نار الشوق المشتعل منذ أمدٍ بعيد انتظارًا لهذه اللحظة، ولكن السؤال هو: هل هذه القُبلة كانت مُرضية فعلًا في ظل وجود الكمامة على وجه العروسيْن؟!.
هذا بالنسبة للحب الذي جمع المحبين من المتزوجين الجدد في زمن الكورونا، فماذا عن المتزوجين القدامي في أوقات الحظر في مصر والعالم، متقلقوش الإجابة كما هو الحال دائمًا.. تونس؛ حيث ارتفعت حالات العنف المنزلي بين الزوج والزوجة والأطفال إلى أربعة أضعاف مقارنةً بالوضع قبل كورونا؛ فمكوث الزوج لفترة طويلة في المنزل قد يجلب المشكلات أكثر مما يدعم العلاقات ويجمع شمل الأسرة لأسباب نفسية واجتماعية عديدة، والحال في مصر ليس مختلفًا كثيرًا، والكوميكس والنكات التي نطالعها على شبكات التواصل الاجتماعي تستطيع أن تعكس هذه الحالة غير المسبوقة من التباعد الاجتماعي في مصر ليلًا وخلو الشوارع لتبدأ جلسات التواصل، أقصد التنافر الاجتماعي في المنازل والشقق ذات الأبواب الموصدة، وخاصةً في ظل ضيق الحال لأسباب اقتصادية، وضيق التنفس ليس بسبب كورونا ولكن بسبب جلوس بعض الأزواج إجباريًا في الحبس المنزلي. 
أما بالنسبة لي، فقد لاحظتُ بعين الخبير "فيس بوكي" الأريب أنه لم تقم زوجة بكتابة بوست واحد في مصر المحروسة تقول فيه "الحظر أحلى مع زوجي" ولم يكتب زوج محب "الحظر أحلى مع زوجتي"، فسارعتُ قبل أن يبادر غيري بذلك الأحد الماضي وكتبتُ "الحظر أحلى مع تونة.. ما أحلى الرجوع إليها.. في الأيام الصعبة ديّه".. وقلت في قرارة نفسي "من قدم السبت يلقى الحد قدامه".. ومحدش عارف قعدة البيت هتطوّل قد إيه، وأنصح الأزواج أمثالي نصيحةً مخلصة بأن يحذوا حذوي.
وَقَانا اللهُ وإياكم مصارعَ السوء.. أقصد بالطبع كورونا.. ما تودناش في داهية..!.