في هذا اليوم المجيد نتذكر قيامة السيد المسيح، ونتذكر كلماته الخالدة في موعظته على الجبل: «طوبى للمساكين بالروح؛ لأن لهم ملكوت السماوات، طوبى للحزانى؛ لأنهم يتعزون، طوبى للودعاء؛ لأنهم يرثون الأرض، طوبى للجياع والعطاش إلى البر؛ لأنهم يشبعون، طوبى للرحماء؛ لأنهم يرحمون، طوبى لأنقياء القلب؛ لأنهم يعاينون الله، طوبى لصانعي السلام؛ لأنهم أبناء الله يدعون، طوبى للمطرودين من أجل البِر؛ لأن لهم ملكوت السماوات، طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي كاذبين، افرحوا وتهللوا، فإن أجركم عظيم في السماوات».
نعم، أجرنا جميعًا عظيم فى السماوات بعد أن قدمنا الغالي والنفيس من أجل وطننا الحبيب، ضباطا وأطباء ومهندسين وعمالا وفلاحين وصحفيين وقضاة ومواطنين صالحين؛ يقاومون الصعاب، ويتحدون المستحيل من أجل بناء بلدهم والتصدي لكل التحديات التى تواجهها.. وآخرها انتشار فيروس كورونا القاتل.
إنها روح المصريين عندما تتزين بالحب، وتهزم الكراهية، وتعلن قيامة السيد المسيح.
هذه القيامة التي تتطلب الوحدة، والاصطفاف، والعمل الدائم ليلَ نهار، هذه القيامة التي تتطلب هزيمة الشَّرِّ فى كافة صوره، وتتطلب نشر روح الرجاء والأمل، فقيامة السيد المسيح تعنى فى درسها الأكبر هزيمة اليأس؛ ذلك اليأس الذى يبثه الكارهون لمصر وقيامتها، بغية تركيعها وإعاقة تقدمها.
لكننا بالأمل سوف نهزم اليأس مُتَسلِّحين بروح المحبة والتسامح والعيش المشترك، والثقة فى غدٍ أفضل. كل عام وأنتم بخير.