رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرأسمالية وكورونا !!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن الرعب الذى أصـاب المصريين، والفزع الذى شل حركة الاقتصاد في البــلاد من كورونـا وحدهــا، بل كان الفزع الأكبر من رجــال الأعمال وأصحاب الفنادق، الذين وجدوا في كورونا الذريعة التى جعلتهم يقومون بتسريح العمالة، على الرغم من تأكيد الحكومة بعدم المساس بالعمال !! 
ففيروس كورونـا يعيش منذ زمن بعيد، ففى نوفمبر 2002 تم تسجيل أول حالة في غرب الصين لمصـاب بالكورونــا، وفى 2012 أصيب أحـد مزارعى السعوديــة بإلتهاب رئـوى، تبين على يـد الطبيب المصرى على أحمد زكى، أستاذ علم الفيروسات بجامعة عين شمس، والذى كان يعمل وقتها بالسعودية،أنـه نوع جديـد من عائلة كورونا، كما أوضحت الدكتورة إيمان الإمام على موقعها !!
أمـا فيروس الجـور والسطـو على حقـوق العمال، فيعيش منذ إستفحال الرأسمالية التى توحشت، وصارت تهـدد حيـاة العمــال بالطـرد والتشريـد.
فمسألة توقف السياحـة بتوقف الطيـران، وإخــلاء الفنـادق من السياح كإجراء وقائى حتى تمر الأزمة، لايشكل خسائر على الفنادق بالقدر الذى جعل أصحــاب الفنــادق يتوقفـون عن صــرف المرتبــات، فالفنـادق التى لاتعطى الحقـوق كاملـة، لايضيرها إن تحملت العمال فترة إصابة السياحة بالشلل والركود، فإذا تحملت العمال شهـرا أو أكثر فهى لاتمن عليهم، في الوقت الذى تمتص فيه حقوقهم منذ سنوات !!
إن كورونــا جاءت لتثبت أنــه لا أمــان لكثير من رجال الأعمال، وأن مصلحتهم فوق مصلحة العامل، وعلى رأى المثـل العصرى، الذى فرضته تداعيات كورونا " يامآمنة لرجال الأعمال يامآمنة للمية في الغربال " !!
إن الدولة التى لم تترك رجـال الأعمـال في الأزمــات، وتقف بجـوارهم وتدعمهم بكافــة السبل، من تسهيـلات في سـداد الضرائب وغيرهـــا من التزامات، ومايكون منهم إلا مقابلة ذلك بالجور والجحود، يجعلنا نطالب الدولة وكافــة أجهزتها الرقابيــة، أن تراجع حساباتها مع رجال الأعمال وأصحـاب الفنــادق فمن غير المعقـول أن تظـل ( الدولـة ) تطبطب على رجــال الأعمــال، في الـوقت الذى يغـدر فيــه أصحــاب الفنــادق بالعمـال ويبيعونهم في أقـرب كورونـا !!
لا أعتقد أن مايحـدث للعمــال بخـاف عن الحكومـة ولا أجهزتها، وعلى الحكومة أن تضرب بيد من حديد، فاليــد المرتعشـة لاتقتص من آكلى حقــوق العمـال، ويد الحكومة لايجب أن تكون كذلك في ظل توحش " الرأسمالية!!