الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الاتهامات الدينية والأمنية والسياسية ضد المسيح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تذكر الأناجيل، اتهامات متعدّدة ساقها رؤساء الكهنة اليهود ضد المسيح، غايتها الحصول على قرار الحكم عليه بالموت ، بعضها عامة وبعضها الاخر محدّدة . صوّرت الاتهامات المسيح كمجرم سياسي وان استمراريته على قيد الحياة، يشكّل خطرا على أمن واستقرارالوطن الروماني، ويسيء الى العقيدة اليهودية. الاتهامات العامة هي: "فاعل شر" (يوحنا 18: 29)، "يهيّج الشعب" (لوقا 23: 5)، "يفسد الشعب" (لوقا 23: 2) "مضلّ" (متى 27: 63).
أما الاتهامات المحدّدة فهي:
أ-نيّته القيام بعمل تخريبي في أورشليم من خلال تدمير الهيكل
ب-التمرّد على قانون الامبراطورية الرومانية بمنع الناس من دفع الضرائب
ج- التجديف بادّعاء المسيح أنه ابن الله

التهمة الأولى، تدمير الهيكل.
يذكر انجيل متى محاولات رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله الحثيثة لايجاد شهود زور، فيقول"وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه، فلم يجدوا" (متى 26: 59). يذكر البشير متى أن رؤساء اليهود، استجلبا شاهدي زور سمعا وشهدا على قول المسيح، "اني اقدر أن انقض هيكل الله، وفي ثلاثة ايام أبنيه" (متى 26: 61). ومع أن قول المسيح هذا، أشار الى نبوءته حول وته وقيامته في ثلاثة أيام. فقد فسّروا كلامه بحرفيته، واعتبروه تهمة خطيرة جدا، تشير الى نية المسيح القيام بعمل تخريبي تدميري للهيكل. يوضح البشير يوحنا، ان كلمات المسيح هذه، انما كانت نبوءة عن موته وقيامته بعد ثلاثة أيام. "أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ." (يوحنا 2: 19-21).فالهيكل هو جسد المسيح وتدمير الهيكل يعني موت المسيح.

التهمة الثانية، منع الناس من دفع الضرائب
مع أن البشير لوقا يسجّل في الاصحاح 20: 20-26 ، موافقة المسيح على دفع الناس الضريبة أو الجزية لقيصر، عندما سؤل عن الموضوع، "أيجوز لنا أن نعطي جزية لقيصر أم لا؟" قائلا لهم، "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" ، فاننا نرى رؤساء الكهنة والكتبة يوجهون اليه أمام بيلاطس نفس التهمة التي كان قد أنكرها سابقا. يذكر النص: "وابتداوا يشتكون عليه قائلين: أننا وجدنا هذا يفسد الأمة، ويمنع أن تعطى جزية لقيصر، قائلا انه هو مسيح ملك" (لوقا 23: 2) وتهمة منع دفع الضريبة للدولة، هي تهمة تمّرد ومخالفة قانون القيصر. قال بيلاطس للمتهمين:" قد قدّمتم اليّ هذا الانسان كمن يفسد الشعب، وها أنا قد فحصت قدامكم، ولم أجد في هذا الانسان علة مما تشتكون عليه" (لوقا 23: 14).

التهمة الثالثة ، التجديف على الله
يذكر البشير متى، ما يلي: "فمزّق رئيس الكهنة ثيابه، قائلا قد جدّف" ( متى 26: 65). التجديف يعني الاساءة الى الله واهانته علنا. ومضمون هذه التهمة، أن المسيح جعل نفسه ابن الله . قال اليهود لبيلاطس: "لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله" (يوحنا 19: 7) . ومع أن الاتهامات العقائدية لا تشكّل أي خطر على أمن واستقرار البلاد، فقد أصرّ اليهود على معاقبته بالموت، ليس بناء للناموس اليهودي عبر الرجم بالحجارة حتى الموت، بل على الطريقة الرومانية بالصلب، هاتفين: اصلبه اصلبه
لكن، تخبرنا الأناجيل، أن كل التهم الموجّهة الى المسيح والتي تصوّره كمجرم سياسي يشكّل خطرا على: الأمن القومي وسلام واستقرار البلاد، لم يكن لها أي اساس من الصحة .