رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«كورونا» عدو البشرية: وجه حلو ووجه قبيح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هذا المقال ليس دعوة للتفاؤل، ولكن بحق علينا مع وصولنا للمرحلة الثالثة في حربنا مع فيروس كورونا أن نكون أكثر تفاؤلا في قدرتنا في تجاوز هذه المحنة الصعبة.
صحيح أن الخطر ما زال قائما، ولكن الأمل في القضاء عليه أصبح قائما أكثر من أي وقت مضى، وذلك مع نجاح العلماء في كشف بعض أسرار هذا الفيروس الميكرونى الذى كان مجهولا تماما في البداية ولكن كما يقولون ضاقت حلقاتها، وعندما اشتدت فرجت، وهذه سنة الحياة في خلقه.
وحتى لا نتكلم في المطلق فكل المؤشرات تؤكد أن مكافحة انتشار كورونا في مصر تسير بصورة طيبة ورأينا الرئيس السيسي في مبادرة طيبة ولفتة كريمة تؤكد عزم وحرص القيادة على شعبها بعدما قام بنفسه بتفقد مفاجئ لمواقع العمل والتأكد من ارتداء الأقنعة وتوزيعها على من لا يرتديها حفاظا على حياتهم، وباعتبار الجميع أبناءه، وبصراحة لم يحدث في تاريخنا الحديث أن اتفق الجميع على حسن أداء الحكومة المصرية كما هو الآن، فالكل يشعر مع جهود الجيش الأبيض الطبى أن لدينا عيونا ساهرة تعمل بلا كلل أو ملل لأجل عبور آمن بأقل الخسائر والأضرار.
والدولة لدينا تتعامل باحترافية عالية مع هذا الوباء عبر قرارات صارمة آخرها الدعوة لعدم الخروج للمتنزهات والمنتجعات والشواطئ للاستمتاع بأجواء شم النسيم مع قرارات صارمة من الحكومة للمحافظين بالمحافظات التى تضم مدنا شاطئية مثل سواحل البحر الأحمر كالغردقة ومرسى مطروح والساحل الشمالى والإسكندرية والعين السخنة وشرم الشيخ ودهب ورأس سدر وغيرها بمنع التجمعات ونزول البحر وإلزام رواد هذه الأماكن بالبقاء في شاليهاتهم وفيلاتهم ووحداتهم المصيفية.
وما زالت مصر تسير على أطراف أصابعها ويعيش كل من الشعب والحكومة تحديا صعبا أمام أزمة جعلت الجميع يدركون أن مصر رغم كل المحن بخير ولا شك أن دعوة فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، لنحو مليون مصرى يتوجهون في مثل هذه الفترة من كل عام مع حلول شهر رمضان المبارك لأداء مناسك العمرة للتبرع بمبالغ العمرة التى قدر الله ألا يؤدونها هذا العام بسبب كورونا في أوجه الخير المختلفة كمساعدة الفقراء والمحتاجين والمساكين ومشاريع الخير الحكومية والخاصة، وهنا سيكون الثواب أعظم من الله سبحانه، فلن يحرم المتبرع بفضل الله من ثواب العمرة وسيزيد عليه ثواب إحياء نفس. 
إن الله في خلقه آيات، وقد جاء فيروس كورونا كجرس إنذار بأننا جميعا دولا وأفرادا علينا أن نستفيد من هذه التجربة المريرة لتسير سفينة الحياة من جديد، ولكن بلا جبروت أو استغلال أو قهر أو نذالة فقد كشف الوباء عن الوجه القبيح لبعض منا في مصر، ولن أبالغ أن أم الدنيا اهتزت كلها لما حدث بعد وفاة الدكتورة سوسن عبدالعظيم بوباء الكورونا، ورفض أهالى قريتها شبرا البهو بالدقهلية دفنها واعتدائهم على سيارة الإسعاف والشرطة التى اضطرت لاستخدام الغاز المسيل للدموع، ول اشك أننا جميعا شعرنا بالقهر وبخاصة جيشنا الأبيض النبيل لموقف هذه القرية الجاحد الكثير من أهلها، فقد شهدنا قلوبا متحجرة سوداء وأذانا صماء لم تسمع ولعدة ساعات لأسرة مكلومة تعتصر ألما تريد نقل إحدى فلذات كبدها لمثواها الأخير، فقد انتزعت الرحمة من قلوب هؤلاء الذين رشقوا سيارة الإسعاف ورجال الشرطة بالحجارة.
لقد رأينا الوجه القبيح لكورونا الذى بجانب أضراره الصحية أصاب الاقتصاد العالمى في مقتل وأفزع رجال الأعمال وأفرغ جيوب البسطاء من العمال والموظفين، وزاد عدد الفقراء والجوعى، ولكننا خلال الأيام الماضية رأينا الوجه الآخر الإيجابى لهذا الفيروس الذى جعلنا أكثر طيبة وألفة وقربا إلى الله سبحانه.