الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دلالات وكر الأميرية الإرهابي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما صدّق البعض تلك الأكاذيب التي أشاعت أن الميليشيات الإرهابية وعناصرها المتفرعة عنها بأسماء مختلفة، قد أوقفت جرائمها بسبب انتشار وباء الكورونا في دول العالم، وحاول البعض تسويق الأكذوبة الكبرى بأن هذا التنظيم الملطخة أيادي عناصره بدماء أبناء شعبنا المصري أصبح تنظيمًا رقيق القلب!
لقد جاء اكتشاف وكر خلية الإرهاب في منطقة الأميرية بأطراف القاهرة ليسقط هذه الأكاذيب، ويؤكد أن كمون هذه العناصر جاء عقب الضربات الأمنية والعسكرية القوية لعناصر هذا التنظيم سواء في سيناء أو في بعض مناطق البلاد وعلى حدودها، وأن أكاذيب التنظيم كانت محاولة لإعادة لم صفوفه والقيام بعمليات تعيد له تواجده مرة أخرى. 
والمتابع لتاريخ جماعات العنف الإرهابى الأسود لم تنطل عليه مثل هذه الأكاذيب، ومن المؤكد أن أجهزة الأمن المصرية كانت تدرك هذه الحقيقة، وظلت تؤدي واجبها ودورها الوطني بنفس اليقظة والجاهزية، وظهر ذلك جليًا في حادث وكر الأميرية الذى يحمل دلالات وإشارات وحقائق عديدة.
- إن إحدى الحقائق الكبرى أن الدولة المصرية بكل أجهزتها وهى مهمومة بالتصدي لوباء كورونا القاتل، لم تنشغل عن حماية أمن الوطن والمواطن المصري، ولم يصرفها ذلك عن قيامها بالتصدي لوباء الإرهاب الأسود.
- إن عملية الأميرية يمكن وصفها بأنها من أهم (الضربات الوقائية) والتى تتصدى للجريمة قبل وقوعها، فحصار وكر الإرهابيين بالقوات الخاصة، وقوات مكافحة الإرهاب، قبل تنفيذ المخطط الإجرامي، سبقه رصد ومتابعة قام به جهاز أمن الدولة (الوطني) في تعاون وتنسيق مع بقية الأجهزة في وزارة الداخلية.
- في سويعات قليلة ورغم كثافة النيران التي أطلقتها عناصر الخلية الإرهابية، تم إسكات جميع مصادر النيران من وكر عناصر الخلية والقضاء عليهم جميعًا، وقدمت الشرطة المصرية شهيدًا جديدًا في سجل الشرف والفداء هو المقدم الشهيد البطل محمد فوزى الحوفي.
- من الملاحظ أن أداء قوات العمليات الخاصة بالتعاون مع قوات مكافحة الإرهاب كان على مستوى احترافى رفيع المستوى تدريبًا وأداءً، فلم تحدث خسائر في ممتلكات الأهالي ولم يُصب مواطن واحد من أهل منطقة الأميرية، الذين استجابوا لنداءات الشرطة بالابتعاد عن دائرة النار، وتعاونوا بحب ووطنية مع رجال الشرطة الذين أدوا واجبهم الوطنى وسط حاضنة شعبية لا يمكن التقليل من أهميتها.
- لقد اختار الإرهابيون كعادتهم مواعيد عملياتهم الإجرامية، والمصريون يواجهون خطر فيروس الكورونا، ويستعدون للاحتفال بعيد القيامة المجيد، وقبل حلول شهر رمضان الكريم بأيام، في محاولة خسيسة للإيقاع بوحدة شعبنا وتحويل أعياده وأيامه لأحزان. 
- إن إجهاض مخطط عناصر خلية الأميرية بعملية استباقية استطاعت حماية أرواح وممتلكات وأماكن عبادة، بهذه الدقة والسرعة، سيدفع هؤلاء الخونة من تكرار محاولتهم في أماكن ومناسبات أخرى، وهو أمر نثق في قدرة شرطتنا المصرية على التصدى له.
- ويبقى إحدى الدلالات البارزة في هذا الحادث الإرهابي، هو أن الوطن لا يزال مُعرّضًا لخطر الإرهاب، وأن مؤامرات الداخل والخارج ما زالت مستمرة، ويبقى في النهاية هو رهاننا على وعي ووحدة شعبنا ودعمه للدولة المصرية بكل مؤسساتها الوطنية.