الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ضوء في نهاية النفق المظلم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر (من منتصف يناير إلى منتصف أبريل) على انتشار الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وبعد أن وصل عدد الإصابات المؤكدة في العالم إلى قرابة ٢ مليون، وعدد الوفيات إلى قرابة ١١٠ آلاف، إلا أنه يبدو أن هناك ضوءا خافتا قد ظهر في نهاية النفق المظلم.
Light at the end of the tunnel”
وقد تكررت هذه الجملة في بلدان كثيرة في أوروبا وأمريكا، مع ظهور بصيص من الأمل في الخروج من الأزمة الطاحنة التي ضربت كل دول العالم تقريبا.
وبنظرة عامة على واقع انتشار الجائحة ( حتى كتابة هذا المقال)، يمكن تقسيم دول العالم إلى ثلاث مجموعات حسب موقعها على منحنى في شكل جرسي (صاعد-مستقر-هابط)، رغم اختلاف شكل المنحنى من دولة إلى أخرى.
المجموعة الأولى: دول تتعافى (وتشمل الصين وكوريا الجنوبية واليابان)، وهي الدول التي تشهد تناقصا تدريجيا في عدد الإصابات، وبوادر على عودة تدريجية للحياة الطبيعية.
المجموعة الثانية: وتشمل معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وهي التي تشهد استقرارا في عدد الإصابات والوفيات لعدة أيام متتالية.
المجموعة الثالثة: وهي دول ما زالت في بداية صعود المنحنى، وتشهد أعدادا متزايدة من الحالات مثل البرازيل والهند وبعض الدول الأفريقية، وهذه المجموعة الأخيرة هي الأخطر، كونها دولا نامية وذات أنظمة صحية متواضعة.
ورغم أن العالم ما زال في منتصف الطريق، وأنه من المبكر جدا الحكم على تجربة كل دولة، ومدى نجاحها أو إخفاقها في التعامل مع الأزمة الطارئة، إلا أنه يمكن رصد العديد من الظواهر العامة أهمها:
أولا: إن معظم دول العالم لم تكن مستعدة لمواجهة الجائحة، كما قال الرئيس الفرنسي ماكرون.
ثانيا: إن أداء بعض الدول الآسيوية (خاصة الصين وكوريا الجنوبية واليابان) كان أفضل من بعض الدول الأوروبية (خاصة إيطاليا وإسبانيا وفرنسا).
ثالثا: إن أداء المؤسسات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية كان أقوى من أداء المؤسسات السياسية، مع توقعي بظهور نجم جديد في الحياة السياسية الأمريكية وهو المحامي وحاكم ولاية نيويورك أندرو مارك كومو.
رابعا: إن أداء الإدارة المصرية في إدارة الأزمة كان موفقا ومتكاملا بشهادة المؤسسات الدولية، وقد نجحت الدكتورة هالة زايد أن تدير الأزمة بنجاح، وأثبتت أنها وزيرة شجاعة وجديرة بالاحترام.
خامسا: إن منظومة الصحة المصرية (رغم كل مشكلاتها)، هي منظومة متماسكة وقادرة على التصدي للأزمات والنهوض من العثرات، وأن المجتمع المدني المصري (رغم كل تناقضاته) هو مجتمع مترابط ومتجانس ومحب لوطنه، وأن الكوادر الطبية المصرية (رغم الضغوط التي تواجهها) هي من أفضل الكوادر على المستوى الدولي، وأن المصريين قادرون على التماسك في وقت المِحن والنهوض ببلدهم في أوقات الشدائد.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن وزارة الصحة ومستشفياتها (رغم كل مشكلاتها) هي أساس الرعاية الصحية في مصر، كما أكدت الأزمة أن هناك اتفاقا بين كل فئات الشعب المصري على ضرورة زيادة الاستثمار في مجال الصحة.
أدعو الله العلي القدير أن يحفظ مصر وأهلها، وأن نحافظ على الحذر والحيطة حتى تمر الأزمة الحالية بأقل الخسائر، وكل عام وحضراتكم بخير.