الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عفوًا.. نحنُ لسنا هؤلاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عبر كل العصور سجل التاريخ بأحرف من نور تصدى مصر وشعبها للكثير من الأزمات والتحديات والتى نجحت في إدارتها وفقًا لمنهج متكامل يعتمد على الوعى ويستند إلى الأسلوب العلمى والإدارة الجادة وسرعة التحرك على مختلف المحاور والتصدى لأية أزمات ومعالجة كل التداعيات التى تنتج عنها دون تراخٍ أو تهوين.
وبالأمس حدثت واقعة غريبة على المجتمع المصري بأكمله وهى تجمهر عدد من الأهالي في قرية شبرا بهو فريك بمركز أجا محافظة الدقهلية ومنعهم دفن جثمان طبيبة متوفاه نتيجة إصابتها بكورونا، واعتراضهم طريق سيارة الإسعاف التى تحمل الجثمان لمنع دخولها إلى المقابر الخاصة بأهل زوجها في قريتهم.
ورفضوا نزول الجثمان من السيارة للدفن، وحاول الأمن وعدد من مسئولي الإدارة الصحية بأجا اقناع الأهالي بأنه لا توجد خطورة من دفن الجثمان إلا أن الأهالي أصرت بعدم دفنها وطالبت بدفنها بقرية ميت العامل المجاورة لها ومسقط رأس المتوفية وبعد تدخل قيادات الأمن والمحافظة والصحة تم دفن الجثمان بالقرية.
فتنةً من نوعٍ جديد غريبة على المجتمع المصرى بأكمله والذى يعرف بوعيه وشهامته وتكاتفه معًا في المواقف الصعبة ومساندته لبعض وخاصة إذا كان الموقف إنسانيًا مثل هذا.
وإذا أردنا تفسيرًا لما حدث فإن تفسيره الوحيد هو أن أهل الشر ومروجى الفتن والشائعات قد قاموا بنشر الإشاعات حول خطورة دفن الطبيبة بالقرية مما سيتسبب بنشر الفيروس وإصابته لعدد كبير من سكانها مما أصاب البعض منهم بالخوف والفزع ونتج عن ذلك واقعة أمس.
إن هذا الفعل المشين لا يمثل المصريين بأية صورة فالشعب المصرى معروف بشهامته وبتقديره الشديد ومنذ بداية أزمة كورونا وما قبلها للأطباء تلك الفئة التى تضع نفسها الأن خط الدفاع الأول في مواجهة هذا الفيروس اللعين وتتصدى له نيابةً عن الشعب المصرى بأكمله ولا تسعني الكلمات أن تعبر عن مقدار الحب والتقدير والإمتنان الذي يُكن لهم من كافة اأفراد الشعب وطوائفه وهذا ما تمثل في سرعة تحرك كافة الجهات المعنية تجاه التصدى لما حدث فتم القبض على هؤلاء مثيرى الشغب والذين تسببوا في الواقعة وأمر النائب العام بفتح التحقيق فورًا في الواقعة وأمر محافظ الدقهلية بتسمية مدرسة بالقرية بإسم الطبيبة الشهيدة كي تُخلد ذكراها الطيبة في القرية مدى الحياة.
ولا يتبقى إلا أن نرى دورًا أكبر للإعلام والمؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر الشريف في توعية الناس بشكل أكبر وخصوصًا في القرى البعيدة والمراكز لوأد الفتن والشائعات في مهدها ونشر التوعية من الجانب الصحي والدينى للمواطنين.
وفى النهاية لا يسعنى إلا أن أقول: إن شعب مصر الذى نجح في خوض معارك التنمية وكسر شوكة الإرهاب وتحقيق الأمن والأمان في فترة قصيرة سيكون قادرًا على مواجهة فيروس كورونا بوعيه وتكاتفه معًا يدًا بيد بعيدا عن هؤلاء الفسدة الجهلاء... عفوا نحن لسنا هؤلاء.