الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإسلام والأوبئة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يثبت الدين الإسلامى.. يوما بعد يوم.. أنه دين عالمى شامل كامل.. صالح لكل زمان ومكان.. لم يكن فقط دين عبادات.. وإنما اشتملت شريعته بخلاف العبادات.. على أحكام المعاملات في كل أمور الحياة.. وكان اهتمامه بصحة الإنسان وسلامته البدنية ونظافته الشخصية.. لا يقل عن اهتمامه بالعبادات والفروض.. لأن الصحة ضرورية لأداء الإنسان للعبادات والفروض.. والقيام بالعمل وكسب الرزق.. وهى التى تساعده على استمرار حياته والحفاظ عليها.
وقد اشتمل القرآن الكريم والسنة النبوية على الكثير من الآيات والإرشادات التى تحض على النظافة والحفاظ على الصحة.. وكل ما يصلح النفس البشرية ويحفظها من المهالك.. فقد أمر الله تعالى بطهارة الجسم والملبس.. حيث قال في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا»، وقال تعالى: «لا تقم فيه أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ. فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ».. وبين لنا الله الطعام الطيب من الطعام الخبيث الذى فيه مضرة لمن يتناوله.. قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ».
أما السنة النبوية التى جاءت كتفصيل لأحكام القران.. فقد تضمنت الكثير عن النظافة والطهارة وأهميتها لحفظ الجسد والنفس.. وكذلك الطعام الصحى وآدابه ومكروهاته ومنهياته.. فقد وضع رسولنا الكريم أسس التعامل مع الأوبئة.. والوقاية منها.. فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا سمِعتم بالطاعون بأرضٍ.. فلا تدخلوها.. وإذا وقَع بأرضٍ وأنتم فيها.. فلا تَخرجوا منها».. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يُورَدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ».. وقال صلى الله عليه وسلم: «فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد».. أما إذا أصيب الإنسان بالوباء فعليه أن يصبر على ما ابتلاه به ربه.. ولا يتسبب في إصابة غيره.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الفار من الطاعون كالفار من الزحف.. والصابر فيه كالصابر في الزحف».. وبعد الأخذ بالحيطة نلجأ للدعاء.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا انتشرت الأمراض فقولوا هذا الدعاء.. اللهم إنا نعوذ بك من البرص ونعوذ بك من الجنون ونعوذ بك من الجذام ونعوذ بك من سيِّئِ الأسقامِ».
وحضنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على النظافة الشخصية درءا للأسقام والأوبئة.. فقال صلى الله عليه وسلم: «الطّهور شطر الإيمان»، حيث جعل النظافة والتطهر نصف الإيمان.. وغير ذلك من السنن والتعليمات النبوية.. التى لو اتبعها البشر.. لوقتهم شر الأوبئة وسائر الأسقام.. ولكن لا يتسع المجال هنا لذكرها وتفصيلها.. فقط ذكرنا بعض التعاليم والإرشادات التى أمر الإسلام باتباعها للوقاية من الأوبئة.. مثل كرورنا وغيرها من الأوبئة التى ضربت العالم على مر الزمان.. ولنؤكد الحقيقة التى يعلمها المسلمون وغير المسلمين.. وهى أن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان.