سيظل حزب التجمع صاحب المواقف الوطنية المصرية الهامة معبراً عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وفى القلب منها حرية التعبير والدفاع عن حرية الثقافة والإعلام ومنذ نشأة الحزب فى أبريل 1976 وعقب صدور قانون الاحزاب السياسية رقم 40 لعام 1976 ومواقف الحزب واضحة فى قلب المعارضة المصرية ومعبراً عن جموع اليسار المصري.
وهنا لنا شهادتنا مهمتان الاول تتعلق بجريدة الأهالي التى أصدرها الحزب باعتبارها لسان حاله وعلى مدى عمر الحزب حيث استطاعت الجريدة التعبير عن مواقف الحزب السياسية تجاه قضايا العمال والفلاحين وصغار الموظفين والمرأة والشباب والمواقف الواضحة دفاعا عن الوحدة الوطنية وضد الفساد والارهاب وخلط السياسة بالدين أو المتاجرة به فى مواقف واضحة وأمينة.
وقد استطاعت جريدة الاهالي وعبر انتظام اعدادها رغم الحصار والتقييد والمصادرات التى كانت تتم لحصارها إلا أنها استمرت ولعل كتاب رئيس التحرير حسين عبد الرازق "الأهالي جريدة تحت الحصار" تؤرخ لمواقف تلك الجريدة التى تعاقب على رئاسة تحريرها حسين عبد الرازق – محمود المراغي – فليب جلاب – عبد العال الباقوري – نبيل زكى - فريدة النقاش – امينة النقاش – حسين البطراوي .
ومن خلال فريق متماسك من شبكة المراسلين فى تلك الفترة أمثال "عبد الستار حتيته مرسى مطروح – فايز عقل الدقهلية – عبد الحميد كمال السويس – هلال الدندراوي أسوان – محمد حمدينو الإسكندرية وغيرهم من البارزين".
حيث استطاعت الأهالي من خلال فنون التحقيقات الصحفية والحوارات والمقالات والاخبار والتحليلات السياسية والمتابعات الإخبارية أن تحصل على مصداقية القراء لسنوات طويلة لالتزامها بالحيادية والموضوعية والمعلوماتية حتي كسبت جميع القضايا والدعاوى التى تم رفعها من خلال خصومها .
كما تمتعت رسومات كاريكاتير الاهالي بعدد من قامات فن الكاريكاتير أمثال حجازي – عز العرب – بهجت – رؤوف ـ حسانين وغيرهم من أن تكون الكاريكاتيرات صارخة وساخرة ومعبرة والتى كانت تتصدر واجهت الصفحة الاولي فى انفراد لاول مرة للمخرج الفنان عبدالغنى أبو العينين .
كما كانت لجريدة الأهالي انفراد هام فى دعم الثقافة حينما انفردت باصدار سلسلة كتاب الأهالي، بناء على اقتراح تقدم به محمود حامد لمجلس إدارة الجريدة وفق وثائق المؤتمر العام الثانى للحزب، والذي استمر لسنوات طويلة وبعناوين هامة وقضايا وطنية تحمل هموم الوطن وتحديات المستقبل وهو انفراد هام لصحيفة حزبية لم تحظي اي جريدة أو حزب باصدار تلك السلسلة من الكتب من موضوعات من خلال كتابها المرموقين وهنا نتذكر دكتور إسماعيل صبري عبد الله – إبراهيم العسيوي – فؤاد مرسي –ابراهيم سعد الدين – ابو سيف يوسف – رفعت السعيد – نبيل زكي – صلاح عيسي وغيرهم .
يضاف إلى ذلك انفراد حزب التجمع أيضا بإصدار مجلة أدب ونقد والتى تعتبر أعرق المجلات الثقافية فى تاريخ مصر الحديث استمرت 36 عاما حتي الآن منذ أول عدد لها فى يناير 1984 وحتي الان وهي المجلة الثقافية الوحيدة التى يصدرها حزب سياسي فى الوطن العربي وقد نشرت العديد من الملفات الهامة فى عيون الأدب والفن والثقافة والتى كانت تحمل شعار "ثقافة الهدم والبناء".
وكانت نافذة هامة قدمت الكثير من الشعراء والأدباء والتى تولي رئاسة تحريرها الطاهر مكي شيخ المترجمين العرب والناقدة فريدة النقاش من بعده ثم الشاعر الراحل حلمي سالم والآن يرأس تحريرها الشاعر عيد عبد الحليم من يوليو 2012 وحتي الآن .
وقد استطاعت مجلة ادب ونقد منذ بدايتها أن تكون منبرا لكل المثقفين العرب كما تبنت الأجيال المبدعة من كافة التيارات الثقافية.
وقد كشفت بعض استطلاعات الراي العلمية وبعض رسائل الماجستير فى بعض الجامعات المصرية عن حركة الأحزاب المصرية مدي اهمية المعارضة الممثلة فى حزب التجمع كما كشفت الدراسات السياسية والعملية التى أصدرها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى الأهرام حول متابعات الدور البرلماني لنواب وممثلي حزب التجمع اأمام مجلس الشعب أنهم كانوا الأكثر نشاطا فى دورهم الرقابي والتشريعي .
حيث برزت أسماء نواب التجمع "خالد محيي الدين – أبو العز الحريري – رأفت سيف – البدري فرغلي – قباري عبد الله – لطفي واكد – محمد عبد العزيز شعبان – مختار جمعة – محمد الضهيري – حسن المهندس –أحمد سليمان – عبد الرشيد هلال – عاطف مغاوري وسيد عبد العال وعبد الحميد كمال.
ويعد حزب التجمع يعتبر من أقدم الأحزاب المصرية فى تاريخ مصر الحديث منذ عام 1976 وحتي الآن ورغم ما يواجهه الحزب من تحديات كثيرة فى ضعف موارده المالية وأهمية تطوير فكرة السياسي وابتكار أعمال تنظيمية حديثة تتناسب مع الثورة العلمية التكنولوجية الحديثة وما يواكب العالم من متغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية خصوصا وأنه لا غنى عن المعارضة الوطنية ولا غني عن الرأي الآخر الذي تؤكده الضرورات الموضوعية والسياسية واحتياجات المجتمع والتطور الطبيعي للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إن على الشرفاء فى هذا الوطن وعلى الحكومة وعلماء وخبراء السياسة وأساتذة العلوم السياسية والجماهير دورا كبيرا فى إعادة تطوير الحياة الحزبية بشكل عام وفى القلب منها حزب التجمع اليساري المعارض.
خصوصا فى المرحلة القادمة التى تواجه فيها العالم ومصر، الكثير من التحديات الجديدة من أزمات اقتصادية واجتماعية وتحديات الإرهاب والتطرف والتغيرات المحتملة بعد جائحة كورونا وسيظل الأمر معقودا على من يريد التقدم لبلادنا.