في ليالى الحظر، نبحث عما يخفف عنا ويروح عن أنفسنا، سواء كان كتابًا أو فيلمًا سينمائيًا أو عرضًا مسرحيًا أو الموسيقى السيمفونية أو عروض الباليه.
وبمناسبة ذكر الباليه، فإنه يعد نوعا من أنواع الرقص التعبيري الصامت، الذي ترافقه الموسيقى، والمشاهد المسرحية. ويعبر عن حكاية خيالية في عدد من الفصول. تختلف من قصة إلى أخرى حسب أحداثها. يؤدي الراقصون والراقصات رقصاتهم على أطراف الأصابع. ويرتدون أزياء وأحذية خاصة تساعدهم على أداء الحركات بكل رشاقة وجمال. يعتمد هذا الفن على المشاهد أو التابلوهات الراقصة التي تضم رقصات فردية وجماعية بالزي المعتاد أو بأزياء تاريخية. من أبرز الباليهات باليه" بحيرة البجع" الذي قدم على خشبة مسرح البولشوي لأول مرة عام1877 م. وكتب موسيقاه الموسيقار العالمي تشايكوفسكي في ثلاثة فصول من وحي واحدة من قصص الكاتب الألماني يوهان كارل أوجست موساوس بعنوان" الوشاح المسروق" أو من وحي قصة "البطة البيضاء" المشهورة في الفلكلور الروسي. تدور قصة بحيرة البجع حول الفتاة "أوديت" التي تعد مثالا للأنوثة والنقاء.والأمير "سيجفريد". الفصل الأول من الباليه يفتتح على حفل في القصر بمناسبة وصول الأمير إلى سن الواحد والعشرين وتهديه والدته قوسا ليصطاد وتخبره أنه وصل إلى السن التي تؤهله للزواج.فيأخذ هديته ويسرع إلى الغابة مع أصدقائه. في الفصل الثاني، نجد سيجفريد قد سبق أصدقاءه إلى الغابة وحيدا في مكان هادىء بجوار بحيرة ساحرة تطفو على سطحها عدد من البجعات البيضاء فيظل يراقبهن مندهشا من جمالهن ويلحظ واحدة منهن فوق رأسها تاج ومع حلول الغروب يتحولن إلى فتيات وتتحول هي إلى أجمل فتاة شاهدها في حياته. قدمت نفسها إلى الأمير وأخبرته عن اسمها وعن اللعنة التي ألقاها عليها الساحر الشرير "فون روثبارت" هي وصديقاتها وأن البحيرة التي يراها تشكلت من دموع أهاليهن حزنا عليهن وأن اللعنة لن تنفك إلا حين يعلن لها شاب نقى القلب عن حبه لها. كان الأميرعلى وشك أن يصرح لها بذلك.لكن يظهر الساحر فجأة في صورة معلمه ويأمر البجعات بالرقص حتى لا يتمكن الأمير من اللحاق بهن ويجد الأمير نفسه وحيدا لكن أوديت كانت قد شغلت قلبه. الفصل الثالث، يبدأ في القصر في حفل كبير يظهر الأمير محاطا بأميرات جميلات. لكنه كان مشغولا بأوديت فتأمره والدته بانتقاءعروس من الأميرات فيراقصهن مجاملة لوالدته وتعلن الأبواق عن وصول الساحر بصحبة ابنته "أوديل" التي سحرها في صورة أوديت. فيعترف الأمير لها بحبها معتقدا أنها حبيبته اوديت الحقيقية التي جاءت إلى الحفل وكانت تراقبه من خلف النافذة وسرعان ما تغادر بعدما شاهدته يعترف بحبه لغيرها فيدرك خطأه ويكشف الساحر عن وجه ابنته الحقيقي فيغادر الأمير الحفل باحثا عن حبيبته. في الفصل الرابع، تعود أوديت إلى البحيرة وهي تبكي وتحكي للبجعات اللاتي يأخذن في مواساتها ثم يصل إليها الامير ويحكي لها عن الخديعة التي تعرض لها فيظهر له الساحر وابنته بشكلها القبيح ويأمره أن يلتزم بالزواج منها تنفيذا للعهد الذي قطعه على نفسه في الحفل فيرفض ويتقاتلان. فيلحق الأمير بأوديت في البحيرة ويصرح لها بحبه وتفك اللعنه عنها وعن البجعات ويعدن إلى صورتهم البشرية ويقبض على الساحر وابنته ويلقى بهما في البحيرة حيث يغرقان ويعود الأمير مع حبيبته وتقام الأفراح ويرتبطان إلى الأبد.
