قبل يومين انطلقت احتفالات حزب التجمع بعيد تأسيسه رقم 44.. ليسجل الحزب في التاريخ موقعه كواحد من أقدم الأحزاب السياسية المصرية في تأسيسها الحديث سبعينيات القرن الماضي.. الاحتفال بتلك المناسبة لا يرجع للتجمع في ذاته ولكن لكونه أول حزب علني لليسار المصري.. تاريخ اليسار لا يتوقف عند 10 أبريل 1976 بإعلان تأسيس التجمع التقدمي ولكنه ضارب في عمق التاريخ المصري بانحيازاته الاجتماعية الواضحة ونضاله وتضحيات كوادره على مدى التاريخ.
ولذلك تأتي احتفالات حزب التجمع لاحتفالات اليسار بشكل عام في مصر والوطن العربي.. ولأن اليسار متعدد ومتنوع فكان من الطبيعي أن نشهد تعددا حزبيا له تجمعهم الفكرة العامة وتفرقهم التفاصيل والآليات.. كل هذا مفهوم وواضح وقد استوعب حزب التجمع تلك الفكرة منذ تأسيسه، فحرص الآباء الأوائل للحزب على التأكيد بأن حزب التجمع حزب برنامجي وليس أيديولوجي ومع البرنامج يمكن الاتفاق والاختلاف والتعديل والتطوير والحذف والإضافة.. تلك الصيغة التي كانت مبهرة عند التأسيس لفتت أنظار أطياف واسعة من اليسار في الوطن العربي واتجهوا لاستنساخها حتى أن البعض منهم تمسك في تشكيلاته التي تم بناؤها هناك باسم "التجمع".
وفي الحالة المصرية شهدنا في حزب التجمع مسيرة طويلة بها انتصارات كبرى لصالح الشعب المصرية خاصة عندما انخرط الحزب في آلية انتخابات البرلمان.. فقدم التجمع لمصر وشعبها الرمز الذي لم يختلف عليه اثنان وهو الزعيم خالد محيي الدين مؤسس الحزب.. الصاغ الأحمر - كما قالوا عنه في ثورة يوليو - هو أول رئيس مؤسسة مصرية يضرب المثل في تداول السلطة ويترك موقعه في رئاسة حزب التجمع تطبيقا للمادة 8 من اللائحة.. وبالرغم من أن تلك اللائحة من صنع أعضاء الحزب ولهم الحق في إلغاء تلك المادة ليبقى محيي الدين رئيسا.. وبالفعل كان هناك تيار داخل الحزب يدعو لذلك ولكن خالد محيي الدين بنفسه هو من رد عليهم ورفض بإصرار أي تعديل في اللائحة ليترك موقعه ضاربا المثل والقدوة.
أحكي كثيرا عن خالد محيي الدين وحزب التجمع لكي تنشط ذاكرة القارئ ويعرف أن مصر الخصبة الولودة قادرة على الحياة في أصعب الظروف.
وكما ذكرنا اسم خالد محيي الدين لا يمكن أن يكتمل الاحتفال دون التأكيد على الدور المحوري والجهد الاستثنائي الذي قدمه الدكتور رفعت السعيد الذي أراه المفكر والدينامو والذي بفضله تتواصل المسيرة.. وما بين محي الدين والسعيد عاش حزب التجمع زمنا كانت قاعاته محظوظة بمن يتفاعل داخلها والأسماء كثيرة صعبة على الحصر ولكننا نذكر منها الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله والدكتور فؤاد مرسي ومحمد سيد أحمد ولطفي الخولي وجودة عبدالخالق وسمير فياض وغيرهم كثيرون.. مئات العقول اللامعة مرت تحت لافتة التجمع حتى أن أحد الأصدقاء وصف اجتماع قادة الحزب بأنه اجتماع مجلس إدارة الدنيا وليس مجرد اجتماع لحزب سياسي.
44 عاما مرت على تأسيس الحزب وما زال يناضل ولعل آخر قطفة من عنقوده المثمر هو ما أنجزه عامل مصر الفصيح والبرلماني النموذج البدري فرغلي، وذلك في قضية العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات.
أحتفل مع حزب التجمع ومع الشعب المصري.. أحتفل مع نفسي لأنني قبل ثلاثة وثلاثين عاما وبالتحديد في 1987 هتفت في ميدان عرابي بالإسماعيلية في المؤتمر الانتخابي لحزب التجمع.. هتفت وردد المشاركون معي (إسماعيلية يا جماهير.. نص سياحي ونص فقير).. وما زال الشعار صالحا للهتاف وما زلت مقتنعا أن هذا العالم غير مرتب وأكثر اقتناعا بالإجابة.. "حسنا فلنبدأ في ترتيبه".
ولذلك تأتي احتفالات حزب التجمع لاحتفالات اليسار بشكل عام في مصر والوطن العربي.. ولأن اليسار متعدد ومتنوع فكان من الطبيعي أن نشهد تعددا حزبيا له تجمعهم الفكرة العامة وتفرقهم التفاصيل والآليات.. كل هذا مفهوم وواضح وقد استوعب حزب التجمع تلك الفكرة منذ تأسيسه، فحرص الآباء الأوائل للحزب على التأكيد بأن حزب التجمع حزب برنامجي وليس أيديولوجي ومع البرنامج يمكن الاتفاق والاختلاف والتعديل والتطوير والحذف والإضافة.. تلك الصيغة التي كانت مبهرة عند التأسيس لفتت أنظار أطياف واسعة من اليسار في الوطن العربي واتجهوا لاستنساخها حتى أن البعض منهم تمسك في تشكيلاته التي تم بناؤها هناك باسم "التجمع".
وفي الحالة المصرية شهدنا في حزب التجمع مسيرة طويلة بها انتصارات كبرى لصالح الشعب المصرية خاصة عندما انخرط الحزب في آلية انتخابات البرلمان.. فقدم التجمع لمصر وشعبها الرمز الذي لم يختلف عليه اثنان وهو الزعيم خالد محيي الدين مؤسس الحزب.. الصاغ الأحمر - كما قالوا عنه في ثورة يوليو - هو أول رئيس مؤسسة مصرية يضرب المثل في تداول السلطة ويترك موقعه في رئاسة حزب التجمع تطبيقا للمادة 8 من اللائحة.. وبالرغم من أن تلك اللائحة من صنع أعضاء الحزب ولهم الحق في إلغاء تلك المادة ليبقى محيي الدين رئيسا.. وبالفعل كان هناك تيار داخل الحزب يدعو لذلك ولكن خالد محيي الدين بنفسه هو من رد عليهم ورفض بإصرار أي تعديل في اللائحة ليترك موقعه ضاربا المثل والقدوة.
أحكي كثيرا عن خالد محيي الدين وحزب التجمع لكي تنشط ذاكرة القارئ ويعرف أن مصر الخصبة الولودة قادرة على الحياة في أصعب الظروف.
وكما ذكرنا اسم خالد محيي الدين لا يمكن أن يكتمل الاحتفال دون التأكيد على الدور المحوري والجهد الاستثنائي الذي قدمه الدكتور رفعت السعيد الذي أراه المفكر والدينامو والذي بفضله تتواصل المسيرة.. وما بين محي الدين والسعيد عاش حزب التجمع زمنا كانت قاعاته محظوظة بمن يتفاعل داخلها والأسماء كثيرة صعبة على الحصر ولكننا نذكر منها الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله والدكتور فؤاد مرسي ومحمد سيد أحمد ولطفي الخولي وجودة عبدالخالق وسمير فياض وغيرهم كثيرون.. مئات العقول اللامعة مرت تحت لافتة التجمع حتى أن أحد الأصدقاء وصف اجتماع قادة الحزب بأنه اجتماع مجلس إدارة الدنيا وليس مجرد اجتماع لحزب سياسي.
44 عاما مرت على تأسيس الحزب وما زال يناضل ولعل آخر قطفة من عنقوده المثمر هو ما أنجزه عامل مصر الفصيح والبرلماني النموذج البدري فرغلي، وذلك في قضية العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات.
أحتفل مع حزب التجمع ومع الشعب المصري.. أحتفل مع نفسي لأنني قبل ثلاثة وثلاثين عاما وبالتحديد في 1987 هتفت في ميدان عرابي بالإسماعيلية في المؤتمر الانتخابي لحزب التجمع.. هتفت وردد المشاركون معي (إسماعيلية يا جماهير.. نص سياحي ونص فقير).. وما زال الشعار صالحا للهتاف وما زلت مقتنعا أن هذا العالم غير مرتب وأكثر اقتناعا بالإجابة.. "حسنا فلنبدأ في ترتيبه".