قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن تخفيض أسعار البنزين للمواطنين بواقع 25 قرشا في اللتر الواحد من كل الأنواع وكذلك تخفيض أسعار المازوت للمصانع، هو تخفيض قليل جدا ولا يتناسب مع انخفاض سعر البترول عالميًا
وأضاف أن البترول انخفض أكثر من 70%، ووصل لاقل من 20 دولار للبرميل، لكن التزامات الحكومة كثيرة جدا هذه الأيام بسبب كورونا والإجراءات الاجتماعية التي اتخذتها الحكومة لمساعدة المواطنين على تخطى الآثار الاقتصادية لهذا الوباء، حيث قامت بتخصيص 100 مليار جنيه لمواجهه تداعيات أزمة كورونا.
وأوضح السيد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه مع انخفاض دخل الدولة من الضرائب نظرا لإيقاف أنشطة قطاع السياحة والطيران وانخفاض التشغيل في قطاع الصناعة والتشييد والبناء بشكل كبير سيزيد من التزامات الدولة الفترة القادمة كثيرة جدا ويضيف على أعبائها المالية
وأشار إلى ان الدولة أرادت أن تكون لديها مصداقيه مع الشعب فقامت بهذا التخفيض في أسعار البنزين وهذا صحيح جدا في هذا التوقيت.
واكد السيد إلى أن انخفاض إيرادات حصيلة الدولة من تحويلات العاملين بالخارج ومن قناه السويس ومن حجم الاستثمار الأجنبي الذي انخفض الشهر الماضي لأكثر من 80%، سيكون له تأثير على المصانع التي تعتمد على المازوت في عمليات الإنتاج وليس الغاز الطبيعي، لذا فان هذا القرار يصب في مصلحة المصانع وبصفة خاصة قمائن الطوب ومعامل التكرير التى تستخدم المازوت كوقود لها خاصة المصانع التي لم يتم توصيلها بالشبكة القومية للغاز.
وقال الخبير الاقتصادي، للعلم مصر لديها اكتفاء ذاتى من المازوت وتقوم بتصدير كميات كبيرة، حيث وصل إنتاج مصر من "المازوت" حاليًا إلى ما يقرب من 9 ملايين طن سنويًا وجاء الاكتفاء الذاتى من المازوت حسب خطة البترول بعد زيادة إنتاج الغاز الطبيعي والاكتفاء الذاتى منه.
وطالب السيد، المواطنين أن يكونوا واقعيين، فالمصانع أمام انخفاض الإنتاج وزيادة التكاليف الأخري لن تقوم بتخفيض الأسعار بعد تخفيض أسعار المازوت أمام المستهلك وبالتالي أي تخفيضات أي كانت قيمتها فهي مفيدة لهم.