الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بين السطور.. كورونا يكشف المستور!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما تنظر من حولك ببصيرتك القوية التى منحك الله إياها لتحلل ما يدور حولك بعد أن اجتاح فيروس كورونا العالم والعلاقات الحقيقية بين الدول والتى انكشفت حالها حال المسافرين للعمل في الغربة حيث تنكشف معادن الناس على حقيقتها دون أن يستطيع أحد إخفاء مشاعره الحقيقية والبيئة التى خرج منها.
وبما أن عالم السياسة لايضع للخلق والمبادئ القويمة مساحة كبيرة في قاموسه حيث تبنى الأمور كلها على المصالح مما يجعل هناك لا صديق دائم ولا عدو دائم.
فإيطاليا إحدى الركائز الأساسية في الاتحاد الأوروبى وأم الحضارات في القارة العجوز مع اليونان تخلى عنها الأوروبيون في لحظات فارقة وكأنهم يعاقبون الطليان على علاقاتهم الطيبة بالصين وروسيا حيث تشارك إيطاليا كعضو أساسى في طريق الحرير الذى ابتدعته الصين لخلق تجارة بينية بين ثلث دول العالم وسينطلق قطاره من الصين حتى يصل لبقعته الأخيرة في جنوب أفريقيا.
ودائما ينظر الأوروبيون إلى الطليان نظرة دونية حيث يعتبرون الشعب الإيطالى يفتقر إلى النظام والتقدم والعلم رغم أن أوروبا صنعت نفسها من الحضارة الرومانية التى ملأت الدنيا في شتى المجالات.. فترك الأوروبيون إيطاليا تنزف كل ثانية وتواجه الفيروس المدمر دون الالتفات إليها وتقديم يد العون فيما أسرعت الصين وروسيا ومصر إلى الوقوف بجانب إيطاليا وتقديم يد المساعدة لها حتى تتجاوز المحنة الصعبة التى تعيشها وأبكت العالم الحر وقيادتها.
هذا الموقف الذى أعادنا بالذاكرة إلى الحرب العالمية الثانية يوم كانت إيطاليا في حلف المحور مع ألمانيا أيام الفاشية وموسوليني.. ويبدو أن هذا الأمر الذى مر عليه قرابة القرن لا يزال مختزلًا في العقلية الأوروبية التى انتهزت الفرصة لمحاسبة إيطاليا لتنطفئ شمعة من نور الاتحاد الأوروبى الذى أصبح مهددًا بالتفكك عن أى وقت مضى رغم اعتذار مفوضية الاتحاد الأوروبى لإيطاليا، والذى جاء متأخرًا كثيرًا، وهذا ما تحدثت عنه المستشارة الألمانية ميركل حين قالت إن الاتحاد الأوروبى يواجه أخطر مرحلة له منذ تأسيسه. وعلى العكس تمامًا تقوم مصر بدور فاعل على الساحة العالمية لمساندة الدول التى تعانى من أزمات كبرى بسبب كورونا ولديها نقص شديد في المعدات والأدوات فقامت مصر بإرسال طائرتين عسكريتين محملتين بالأدوات المطلوبة إلى إيطاليا يرافقهما وفد عسكرى رفيع ومعهم الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة التى سبق لها السفر إلى الصين في ذروة الأزمة. ولا يزال العالم يتعجب لتراجع عدد الإصابات في إيطاليا الآن بعد زيارة الوزيرة المصرية مثلما حدث من قبل مع الصين. ويبدو أن الدواء الذى تقدمه مصر والخاص بعلاج الملاريا أصبح له فاعلية كبيرة في مواجهة كورونا بعد أن أجرى عليه الباحثون بعض التعديلات.. كما أشادت منظمة الصحة العالمية بالإجراءات الاحترازية التى قامت بها مصر مما جعلها واحدة من أفضل الدول في العالم المقاومة لهذا الفيروس الخطير الذى حصد أرواح أكثر من ٦٠ ألفًا حول العالم وأصاب أكثر من المليون شخص.
كما استعدت مصر لكل السيناريوهات القادمة بعد انحصار المرض والسيطرة عليها والتى سيكون أبرزها الركود الاقتصادى، والذى قال عنه الرئيس الفرنسى أنه الأسوأ الذى يواجه فرنسا منذ عام ١٩٤٥ أى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
كل الشواهد تقول إن مصر مقبلة على عصر جديد في تاريخها رغم مايحدث في العالم وينتظر لها أن تصبح إحدى الدول الكبرى الفاعلة في العالم بسبب حنكة قيادتها وإرادة شعبها وفوق كل ذلك حماية المولى عز وجل.
والله من وراء القصد.