علي طريقة المثل المعروف: "اسمع ضجيج ولا أرى طحين" تعامل كثير من رجال الاعمال المصريين مع أزمة فيروس كورونا وتداعياتها علي المواطنين والمجتمع وانتشارها كوباء عالمي قاتل لاعداد كبيرة غير مسبوق من الأفراد حول العالم ! حيث وجدنا السادة رجال الاعمال الذين استفادوا من الدولة الكثير من قبل سواء في الاراضي المجانية التي أقاموا عليها مشروعات خاصة كبيرة وجنوا المليارات من خلالها في سنوات قليلة وشيدوا عليها مصانع وحصلوا علي قروض بنكية وتسهيلات، وأقاموا صروح تعليمية تجارية وجامعات خاصة ومستشفيات استثمارية وعقارات صخمة وقنوات اعلام خاصة وغيرها من المشروعات التي تدر عليهم المليارات في سنوات معدودة الا انهم لم يفكروا في الوقوف بجوار الدولة في تقديم المساعدات المواطنين الفقراء والمحتاجين وهم كثيرون بأي طريقة سواء بتقديم مساعدات مالية مباشرة أو بتقديم أطعمة أو بشراء كمامات أو مطهرات أو شنط طعام أو أموال للفقراء أو تسخير وسائل مواصلات للمحتاجين وهذا لم نراه في أي اسم كبير من أسماء رجال الاعمال الذين نعرفهم إلا ما رحم ربي !
ولو نظرنا الي دور معظم رجال الاعمال المصريين في الأزمات التي يمر بها المجتمع في الفترات الأخيرة ستجده بلا شك غائب علي طول الطريق وكأن حال البلد لا يعنيهم من قريب او بعيد .
و خلال أزمة فيروس كورونا المستجد القاتل التي عصفت بالبلاد والعالم كله بضحايا مصابين وموتي بالآف في جميع انحاء العالم حتي كتابة هذا المقال نظرا لشراسة المرض وضراوته وسرعة انتشاره بين الافراد الا أن دور رجال الاعمال محدود جدا ويكاد يكون معدوم وما رأيناه فقط من بعضهم انهم حافظوا علي رواتب الموظفين لديهم واخرين للاسف خفضوا الرواتب الي النصف!
إن معظمهم لم يقدموا الدور الإيجابى المتوقع منهم لمساندة الدولة في حربها ضد الفيروس القاتل ، ودفاعها عن صحة المصريين وقيام القطاع الطبي بدور بطولي في هذا الصدد.
و لم يقدم معظم رجال الاعمال المساعدات لبعض المواطنين الذين فقدوا اعمالهم اليومية وهم الأرزقية الذين يعيشون اليوم بيومه!
ولم يقوموا ايضا بعمليات التعقيم للمؤسسات و الدواوين الحكومية والمنشآت ودور العبادة وغيرها كما فعلت بعض الجهات العربية والاجنبية الخاصة بالتكفل بتطهير وتعقيم وتحويل بعض المصانع الي مستشفيات واماكن للكشف والعزل وشراء ملايين اجهزة التنفس الصناعي لصالح بلاده مثلما حدث في امريكا وقيام احدي الشركات الامريكية بالتنازل عن حق الملكية الفكرية الخاصة بتصنيع جهاز التنفس الصناعي حتي يصنعه الجميع لانقاذ البشرية من الهلاك ومحاربة فيروس كورونا!
وكان لابد من كل رجال الأعمال المصريين والشركات الكبرى فى كل محافظة بالعمل على تخفيف الأزمة على مواطنيها بتوزيع وجبات غذائية على الأسر المحتاجة فى منازلها والتكافل مع الفرق الطبية بتحمل تكاليف التطهير والتعقيم وإخضاع أسطول سيارات شركاتهم ومصانعهم فى خدمة الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وان يتكفلوا بإعادة تطوير وترميم المستشفيات وشراء اجهزة تنفس صناعي و إمداد المستشفيات بأحدث الأجهزة الطبية وهذا قليل منهم لانهم مهما قدموا فلن يوفوا حق مصر عليهم التى أعطتهم الكثير!!
من ناحية اخري فقد تعاملت القيادة السياسية والحكومة المصرية في مواجهة ازمة فيروس كورونا بمنتهى الحكمة والانضباط بشكل اذهل الجميع وجعلتهم يلتزمون بالبيوت والحظر للتجمعات البشرية وبما يتناسب مع عدم انتشار المرض وثقافة المصريين واتخذت كافة الإجراءات والاحترازات التى تمنع انتشاره والحد منه.
لا نريد من رجال الاعمال المصريين الشرفاء سوي الوقوف بجانب المجتمع الذي استفادوا منه كثيرا وربما لم يستفيد المجتمع والمواطنين منهم في شيء الا من رحم ربي ..مصر وطننا الغالي العزيز بشعبه الطيب يستحق أن نقف بجانبه .!