السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دماء تمرد السائلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سالت دماء على بلاط الفندق في مؤتمر حركة تمرد الأخير الذي انعقد لتحديد موقف الحركة من انتخابات الرئاسة وإعلانهم إسم المرشح الذي سيدعمونه ، نعم كانت دماء حقيقية تلك التي سالت ورأيناها تنزف من وجه أحد أعضاء الحركة ، كانت الدماء تنزف على باب المؤتمر من الخارج بينما كانت هناك عشرات الفضائيات على المنصة تنتظر نتيجة المؤتمر والتي جاءت بإعلان الحركة عن دعمها للمشير عبدالفتاح السيسي كمرشح للرئاسة.
وعلى جانب مواز أعلن عدد من الشباب الذين عرفناهم من الفضائيات كمتحدثين باسم تمرد أنهم يدعمون حمدين صباحي في ترشحه للرئاسة أيضا وفي مؤتمر حمدين لم تسل الدماء ولكن تم سرقة آيباد قال القريبون من الحدث إن صفحة تمرد على الفيسبوك محفوظة عليه بدون باسورد وهو ما سمح لبعضهم بإعلان تصريحات مخالفة لرأى المجموع وأثار توترا شديدا بينهم.
الواقعتان تبشران بواقع منحط ، ولغة رديئة وضحالة سياسية ، وهو ما حذرنا منه مرارا وتكرارا ، ولكن فيما يبدو أن هناك مستفيدين من تنامي هذا المناخ غير الناضج ، وهو ما ينعكس بالسلب على الثورة المصرية ويزيد من تمكين عناصر الثورة المضادة سواء كانوا إرهابيين أو فاسدين قدامى من زمن مبارك والحزب الوطني.
ولا توجد وصفة سهلة لكي نقولها لكي نتجاوز هذا المشهد العبثي ، ولكن فقط نشير إلى أن تاريخ الحركات السياسية يؤكد ان هناك ضرورة لحل التكتلات فور انتهاء مهمتها ولنا في حركة كفاية ومن بعدها الجمعية الوطنية للتغيير دليل واضح على ذلك ، فالمتابع يعرف جيداً أن مبررات قيام حركة كفاية قد انتهى يوم تأسيس جمعية التغيير وأن جمعية التغيير انتهت ظهر يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 ومع تأسيس جبهة الإنقاذ لأسباب جديدة في الواقع المصري انتقل العمل المشترك خطوة جديدة انتهت مسافتها يوم 30 يونيه المجيد ، ولم يتبق على الخريطة سوى ما يسمى بحركة تمرد كنتوء أو تشوه واضح في الجسد ، وتظهر مشكلات ذلك التشوه في مواقف فاصلة مثل الترشح للرئاسة وهو طريق الإفساد لكوادر شابة كان من الممكن لها أن تكون أفضل من ذلك.
ولن أرجع هنا لكيفية تأسيس تلك الحركة ولا بمن استعانت فالذي لم أره بعيني ليس من حقي تقييمه ، ولكني التقيت مصادفة وشاهدت بعيني وسمعت بأذني ثلاثة منهم – لا داعي لذكر اسمائهم – عندما كنت أزور واحد من أصدقائي من أصحاب الكلمة المسموعة وكان الثلاثة يحاولون بكل الطرق تسويق أنفسهم لديه ليدعمهم مالياً وقد جاءوا بأوراق يزعمون أنها لتأسيس جمعية ، لم يكتفوا بهذا بل قاموا بكل مهارة بالطعن في شرف زملاء لهم نراهم اليوم أمام الميكروفونات وعلى شاشات الفضائيات ، يومها عرفت أنهم دخلوا جميعاً نفق منهار على رؤوسهم، وهو ما تثبته الأيام بجدارة.
ولذلك لم يعد أمام من سرقوا جهد 32 مليون مصري خرجوا في ثورة مجيدة ضد حكم الإخوان في ثورة 30 يونيو المجيدة إلا أن يعلنوا بشجاعة انتهاء مهمتهم ليجتهد كل واحد منهم في مهنته - إذا كانت له مهنة – ليبدأ نضالاً جديداً باقياً له ولمستقبله.
وإن كنت قد أسرفت في الحديث عن الشباب فهو من واقع حرصي عليهم لكي لا يأتي اليوم الذي يتحولون فيه إلى نصابين مفضوحين بين الناس ، وتبقى كلمة أخيرة للقيادات السياسية التي تعتقد أن اللعب بتلك النار قد يرجع عليهم ببعض المنافع فإني أقول لهم إن القيادة مسئولية وبناء وهي عكس ممارساتكم الآن والكلام هنا موجه للمشير السيسي الذي أكن له محبة واحترام ولصديقي الغالي حمدين صباحي الذي اقتسمت معه الرصيف والهتاف والدم.