لا شك أن دخول فيروس كورونا في مصر فرض علينا جميعا إجراءات لم نعهد عليها من قبل وأدخل علينا ثقافات تركناها لأعوام عديدة، والأهم في نظري أنه أصبح بمثابة بيان عملي يؤكد أن في مصر حكومة قوية قادرة على مجابهة الأزمات، بل أصبح في مصر مسئولين سباقين في تدارك الأمور واتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية شعبهم؛ شكرا لكل جندي في المنظومة الحكومية التي تعمل ليلا نهارا من أجل مواجهة هذا الفيروس وما ترتب عليه.
وعلى هامش كل الأزمات الماضية اعتدنا أن تنطلق دائما الأفكار والأطروحات والمبادرات من المدن ودائما لا تصل إلى القرى، لكن في أزمة كورونا رأينا العكس، تابعنا ورأينا جميعا المبادرات الشبابية لأبناء القرى في مصر والذين ضربوا الأمثلة في التحضر والرقي، وخوفهم على قراهم وأسرهم.
رأيت بأم عيني مبادرات شبابية لم أراها من قبل لشباب قريتي المجابرة التابعة لمركز جرجا بمحافظة سوهاج، من توصيل متطلبات للكبار في السن إلى تعقيم الشوارع المساجد ومشاركتهم في توعية الأهالي بمكبرات الصوت ومعاونة الأجهزة التنفيذية في فض الأسواق وحث الأهالي بعدم الخروج من المنزل ومعاونة الأجهزة على صرف المعاشات بدون زحام، ليس فقط شباب قرية المجابرة وإنما انتشرت هذه النماذج المشرفة والعادات الجيدة بين غالبية قرى مصر.
أيضا لا ننسى الدور الهام الذي قام به المسئولين في محافظة سوهاج رغم تسجيل سوهاج أول إصابة مبكرا، وأنه تم السيطرة على الأمر؛ حيث قامت الأجهزة التنفيذية تحت إشراف اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج والأجهزة الأمنية تحت قيادة اللواء حسن محمود مدير الأمن واللواء عبدالحميد أبو موسى مدير مباحث سوهاج والأطقم الطبية بإشراف الدكتور هاني جميعة بالسيطرة وبجدارة على الوضع وعزل بعض المنازل بقرية خارفة بجرجا بشكل فوري وسريع وقبل انتشار الفيروس إثر إصابة مواطنا كان عائدا من السعودية أيضا، واتخذوا إجراءات أخرى بعد اكتشاف الحالة الثانية.
أيضا كل الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أصدر وبشكل عاجل عدة قرارات لحماية عمال اليومية ومحدودي الدخل الذين أجبرهم فيروس كورونا على ترك العمل والمكوث في المنزل وقرارات تيسير الحياة علي الحاصلين علي قروض والعاملين في القطاع الخاص.
أخيرًا ندعو الله أن يحفظ قريتي "المجابرة" بسوهاج وجميع قرى ومدن مصر من فيروس كورونا ونتمنى أن ينتهي هذا البلاء قبل دخول شهر رمضان الكريم.