الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمواج سياسية.. العمل التطوعي والأزمات والكوارث

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر العمل التطوعى اليوم من أهم ركائز نمو المجتمعات واستقرارها، وتزداد الحاجة إليه مع الأزمات الحادة ووقت الكوارث وتعقد ظروف الحياة وتشابكها، فلم تعد الجهات الحكوميَّة في الدول قادرة وحدها على مواجهة الأزمات والكوارث، فلا بدَّ من وجود ما يُسدُّ به النقص القائم، فجاء العمل التطوعى ليسدَّ شيئًا في هذا الإطار، وبما أنَّ الشباب في المجتمعات هم أساسها، وعنصر الحيويَّة والنشاط فيها، فلا بدَّ لهم من دور في مجال الأعمال التطوعيَّة، فالشباب هم الانطلاقة للأمم، وبناء الحضارات، وصناعة الآمال، وعز الأوطان، وهم يملكون طاقات هائلة، بالسهو عنها يكون الانطلاق بطيئا، والبناء هشا، والصناعة بائدة، والتطلع المنشود هو اكتشاف طاقات الشباب، ومن ثم توجيهها إلى الأعمال التطوعية.
ويتبلور مفهوم الأعمال التطوعية فيما يقدمه الأفراد من مساهمات في أعمال التنمية المجتمعيَّة بشتى السبل المتاحة، الماديَّة أو المعنويَّة، وكما أن هناك أهميَّة عظيمة لإسهامات الشباب في الأعمال التطوعيَّة، هناك أيضا معوِّقات وعراقيل تعترض الأعمال الشبابيَّة التطوعيَّة أول هذه العراقيل عدم قناعة الشباب بجدوى العمل التطوعى لتهميش دوره في القيادة، حيث إن الكثير من الشباب لا يدرك مشكلات القيادة ويراها عملا براقا وسلطة بدون أى تبعات ولا يقدر ما يواجه القيادة من مشكلات دون أن يراها أو يلمسها عن قرب من هنا جاءت أهمية إشراك الشباب في القيادة وشرح كل التبعات لهم ليكونوا على دراية بكل التبعات والمشكلات التى تصاحب هذه الأعمال، كما أن العامل المادى يقف كذلك أمام العمل التطوعى، فكيف سيقدم الشباب على العمل التطوعى، وهو يبحث عن عمل لينفق على نفسه أولا ثم يمكن له أن يدخل في العمل التطوعى بعد ذلك كذلك يحتاج العمل التطوعى إلى مصروفات أو تكاليف لهذا العمل لشراء المعدات والأدوات التى تمكن الشباب من العمل، ومن العراقيل التى تقف حائلا أمام العمل التطوعى عدم الوعى بأهمية هذا العمل للفرد وللمجتمع، وقد يكون عدم الوعى نتج من تجاهل هذه الثقافة في التعليم، حيث لا توجد مناهج خاصة بتحفيز هذا العمل لدى الشباب والاعتماد على فرض هذا العمل عن طريق القوانين بإلزام الشباب بالخدمة العامة أو ما شابه كشرط من شروط التعيين أو السفر للخارج، وهو ما يخرج هذا العمل من وصفه بالعمل التطوعى إلى الجبرى أو الإلزامى وما يميز التطوعى عن الجبرى أو الإلزامى هو أن الفرد في التطوعى مقبل بكامل إرادته وبحب ما يجعله ينجز فيه أضعاف ما ينجزه في العمل الإلزامى، ولكن على الجانب الآخر إن ترك العمل العام للهوى ومع ضغوط الحياة قد لا تجد إلا القليل الذى يذهب إلى العمل العام بمحض إرادته، ولكن ما نطلبه هو تعزيز هذا العمل التطوعى بنشر ثقافته بين الشباب لتحفيزهم وترغيبهم فيه بشتى الوسائل لكونه عاملا لدفع الشباب إلى الانتماء إلى الوطن وحب العمل العام وهو ما يكسبهم الخبرات في المشاركة المجتمعية، فضلا عن الروح الإيجابية المكتسبة في هذا العمل وهى الأساس في الحفاظ على مؤسسات الوطن من قبل الشباب.