أنت من استطعت أن تجعلنا ننام ونستيقظ مبكرا.. أنت من جعلت أبناءنا يلتزمون المنازل ولا يسهرون يرتادون الحانات والمقاهى.. أنت من منعت المقاعد الممتدة على الأرصفة والمتصاعد منها دخان النرجيلة المتطايرة.. أنت من منعتنا من ارتياد الكنائس والمساجد فشعرنا بذنبنا..أنت من أعدت الانضباط فوفرت لنا المياه والكهرباء.. أنت من وفرت لنا استهلاك الوقود وقللت انبعاث العوادم في الصدور..أنت الذى جمعت شمل الأسر المفككة وأرجعت لأرباب الأسر هيبتهم وأشعرت الأبناء بدفء وحنان أمهاتهم..أنت فقط الذى استطعت أن تعيد لنا أيامنا القديمة التى توقنا شوقا لأن نعيدها..أنت من جعلتنا نتراحم ونتآلف ونتعاطف..أنت من فعلت مالم يكن أحد أن يستطيع أن يفعله معنا..أنت لم تكن القاتل اللعين..أنت فقط أعدتنا إلى ماكان يجب أن نكون..أنت من جعلتنا نتذكر الله رب الكون الذى نسيناه فإنسانا أنفسنا..أنت الذى هدمت كل نظريات الديمقراطية الزائفةالتى تشدقنا بها..وسحقت معانى العلمانية المتقدمة.. أنت من جعلت العالم كله يعرف مدى قوته وضعفه وهوانه أمام رب العباد..أنت من أعدت صياغة جديدة للإنسانية تستطيع أن تمضى بها في طريقها في الحياة القادمة سنتذكرك عندما ترحل ونودعك..وسنذكر محاسنك أيها الخفى القوى الضعيف..لن تفارق ذاكرتنا أبدا تلك الأيام التى عشتها معنا..فقد كنت ثقيلا متباطئا..مخيفا مرعبا..ولكنك فعلت مالم يستطع أحد أن يفعله أيها الفيروس.
بعد رحيلك، ليتنا نحيا.. وكما لو كنتَ مازلت معنا