الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قرصنة «فيسبوكية».. لدعوة طاعة لله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ظل ما نعيشه هذه الأيام من خوف وتوتر، ورهبة تسيطر علينا، بسبب تفشى وباء «كوفيد-١٩» فى أنحاء العالم، والانهيار الصحى لبعض الدول.. وأجواء الحظر والعزلة التى فرضت علينا لمحاولة منع العدوى.. وفى جولة فى «فيس بوك» قرأت مقالا إيمانيا نابعا من القلب، ينزع القلق ويستبدله بطمأنينة وسكينة، للشاعرة علا مكاوى، حيث كتبت: «هل الدنيا خلقت لى أم أنا جزء من الدنيا!!.. الدنيا رغم اتساعها لا يخصنى منها إلا ما تطأه قدمى.. فماذا يعنينى أن أسمع عن بلدان مختلفة لم أزرها!!.. هى مجرد كلام يمر أمامى للتسلية.. وبالمثل كل ما خلقه الله من نعم مختلفة فى الألوان والملمس والمذاق ولم أرها أو أتذوقها هى كلمات للتسلية.. كذلك كل فرد فى هذا العالم الفسيح وكل معرفتى به صورة أو كلمات فهو مجرد شخصية لتكملة جزء من الحكاية المسلية.. فالكون كله خُلق من أجلى لفترة تسمى «العمر»، تمضى سريعا مهما طالت، وأستطيع تلخيصها فى سويعات قليلة!..إذن خلق الله هذه الدنيا من أجلى وملأها بالأشخاص والأحداث لتسليتى، أو مساعدتى وتقويتى، أو لا قدر الله لإلهائى.. وقد نصحنى خالقى العظيم فى كتابه الكريم بأن هناك عملا صالحا وعملا طالحا.. وحكى لى عن أمم سابقة، وكيف علت وكيف خسف بها الأرض.. علمنى قول الحق والصدق مع النفس قبل البشر.. وأن هناك عطاء ربانيا لا أستطيع الحصول عليه إلا هدية ربانية من الخالق المعطى، وهى نعمة «الرضا»، الرضا بكل ما صنعه من أجلى من أحداث وحكايات وشخوص.. الرضا بما أدخل السرور، والرضا بما أبكى العيون.. حدثنى أيضا فى كتابه الكريم أننى خلقت لأعيش فترة قصيرة وإن طالت، للامتحان ونتيجته إما أن أكرم أو لا قدر الله أهان، وكرمه فى جنة عرضها السماوات والأرض.. وقال إن فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت، وأن فيها من أحببتهم وتركونى.. لأعلم وأتعلم أن هناك رحيلا، موتا وحياة.. وقال لى أيضا إن رضيت بأقدارى أعطيتك.. وعطاؤه على قدره، وليس على قدرى.. فهو وحده من يجمل الأقدار.. وقال لى إن ربك خالقك فاتح يديه لاستقبالك مهما أخفقت أو أخطات.. إن أحببته أحبك.. وإن تقربت إليه قربك وجعلك فى كنفه، فى حصنه الحصين الذى لا يقوى عليه مخلوق من مخلوقات رب العالمين.. قال لى إنه أعطانى كل شىء ولم يطلب منى إلا أقل القليل.. أذهب إليه ليطمئن على خمس مرات فى اليوم..وكل زيارة فى بضع دقائق، ليمنحنى قوة وذخيرة لباقى اليوم.. وقال أيضا سوف أستضيفك عندى شهرا كل عام، وقد سماه «رمضان».. وقال إن به صيام لربى وحده ومكافأته من ربى وحده.. وجعل لى بيتا جميلا له مهابة يخطف العين ويقشعر البدن ويخشع القلب، خلق داخله حنانا وحنينا لرؤياه.. وقال لى إنها «الكعبة» بيت الله الحرام، جعلها لى كى أزورها إن استطعت.. تغسل نفسى من أوجاعها، وتطمئن روحى بقربى لها، وتزيل آثامى بالنظر إليها.. وقال لى أيضا إن لم أستطى أن أزورها فأجعلها أمام عينى وقت زياراتى اليومية.. قال أنت تقفين أمامها مهما بعدت المسافات.. خلقتنى يا رب وخلقت من أجلى كل هذه الدنيا وكل هؤلاء البشر!.. كيف يكون لدى ما أشكرك به على عطائك ومٍنحك اللانهائية؟.. فأنا أضعف من أن أشكرك، وأقل من أن أقف بين يديك لأعترف بفضلك على.. ماذا أقول وأنا دائما فى حضرتك بين يديك، وتشملنى رحماتك مع كل أنفاسى؟.. أين أجد كلمات كى أحمدك بها وأشكرك؟.. وكيف لقلبى الضعيف أن يمنحك حبا يليق بقدرك وعظمتك؟.. أحبك يا الله.. أحبك بكل ما أعطيتنى من قدرة على الحب، وأعلم أنك أعظم من أن أعظمك وأكبر من أن أكبرك، وأجمل وأحن من خيالاتى المحدودة.. أحبك يا ربى يا خالقى يا سر السعادة والرضا.. أحبك يا الله يا أكرم الأكرمين، وأسجد لك ليس بجسدى، ولكن بتلافيف روحى وكل مسام كيانى.. أحبك وإن لم أقلها فى كل وقت، لأن بك ومنك الوقت.. أحبك وأنت مطلع على قلبى وعقلى ووجدانى.. فقد خلقتنى ولم تنسنى.. تؤنسنى وتأخذ بيدى وتربت على كتفى.. تسمع نداءاتى قبل أن يتلفظ بها لسانى، تمنحنى رضا وأمانا وسكينة وأعلم أن العمر فان، وأستمتع بحبك، وعبوديتى لخالق الخلق والأكوان.. واحد أحد معبود ليس لنا غيره ولا جمال ولا بهاء ولا عطاء إلا برضاه.. اللهم إرضنى وارض عنى وعن أولادى وأحفادى وكل أهلى وأصدقائى والخلق أجمعين.. آمين يارب العالمين».

ولم يمض على قراءتى للمقال إلا ساعتين، لأفاجأ بإرساله لى من أحد الصحفين حاذفا الإمضاء، مع تغيير طفيف فى الدعاء المكتوب فى نهاية المقال ليتواءم مع عمره!.. فليس لديه أحفاد يدعو لهم.. لقد اقتنص المقال ونسبه لنفسه، دون خشية من الله الذى كُتب المقال فى حبه وحب طاعته.. ولم تحرك ضميره الأزمة العالمية بتفشى الوباء فى معظم دول العالم، وكثرة أعداد المصابين والمتوفين التى تخلع القلوب، وتجعلنا نلجأ لحصن الله متشفعين بالطاعة والتقوى وعمل الخير!.. كيف هان على القناص؟.. أمات ضميره بلا خوف ولا رهبة من الخالق المطلع على كل شىء!.. بالقطع هذا السطو ليس الأول فى حياته وأكيد استحل عصارة فكر الآخرين ولم يكتشف.. ولولا الصدفة البحتة لما عرفت ولا عرف غيرى!!