السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"كورونا" وتداعياته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدو أن فيروس كورونا المستجد مستمر معنا لبعض الوقت.. ولن يفارقنا فى القريب العاجل.. بعد أن أجبر ما يقرب من نصف سكان العالم على البقاء فى منازلهم.. وشل حركة التنقل والسفر بين بلدان العالم.. وأشاع الهلع والخوف لدى جميع البشر على وجه البسيطة.. بعد أن اقترب عدد من أصابهم المرض من المليون مصاب.. ووصل عدد الوفيات بسببه إلى أكثر من ٣٠ ألف حالة وفاة.. وما زالت الأعداد مرشحة للزيادة فى ظل الانتشار السريع للفيروس.. وعدم اكتشاف علاج له حتى الآن.

وتعد أوروبا أكثر قارات العالم تضررا من فيروس كورونا.. فقد تخطت إيطاليا وحدها حاجز ٩٠ ألف مصاب.. وحققت أعلى معدل وفيات بالفيروس فى العالم.. حيث بلغت الوفيات فيها نحو ١٠ آلاف حالة.. رغم أنها ثانى دول العالم فى عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة الأمريكية.. التى وصلت نسبة الإصابات فيها إلى أكثر من ١٠٥ آلاف إصابة.. وعدد الوفيات بها تجاوز الألفى حالة.. وتأتى أسبانيا فى المركز الثانى أوروبيا والرابع دوليا من حيث عدد الإصابات بنحو ٧٠ ألف إصابة.. والثانى دوليا فى عدد الوفيات بنحو ٧ آلاف حالة.. ثم ألمانيا بنحو ٥٢ ألف إصابة.. وفرنسا بنحو ٣٥ ألف إصابة.. وبريطانيا بأكثر من ١٥ ألف إصابة.. وسويسرا بأكثر من ١٣ ألف إصابة.. وهولندا بأكثر من ٩ آلاف إصابة.. والنمسا بأكثر من ٨ آلاف إصابة.. وبلجيكا بأكثر من ٨ آلاف إصابة.. وتركيا بأكثر من ٧ آلاف إصابة.. والبرتغال بأكثر من ٦ آلاف إصابة.. والنرويج والتشيك والدنمارك بأكثر من ٣ آلاف إصابة فى كل منها.. فى حين بلغت الإصابات فى الصين «مصدر الفيروس» نحو ٨٤ ألف إصابة.. ولا يوجد مكان على وجه الأرض الآن بمأمن من انتشار الفيروس فيه.

ولم تقتصر خسائر وأضرار انتشار فيروس كورونا على الخسائر البشرية فقط.. وإنما امتدت تبعاته وتداعياته.. إلى كل الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. فقد عزل الوباء دول العالم عن بعضها البعض.. وتوقف التبادل التجارى بينها.. وتأثرت كبرى الشركات والمصانع.. وتوقف بعضها عن الإنتاج.. وأغلقت المحال التجارية.. وتعطلت حركة السياحة والطيران.. ومنحت المصالح والهيئات إجازات إجبارية لموظفيها وعمالها.. وتم وقف الصلوات فى الجوامع والكنائس ومختلف دور العبادة.. وتوقفت الأنشطة الرياضية وكل الأنشطة والفعاليات التى تستلزم وجود تجمعات بشرية.

إن البشرية جمعاء.. أمام كارثة حقيقية.. سيكون لها تداعيات مؤلمة للجميع.. وبدلا من العمل فى جزر منعزلة.. وتوجيه اللوم وتبادل الاتهامات.. نحتاج إلى تكاتف وتعاون دولى للخروج من هذه المحنة.. التى وضعت الأنظمة العالمية فى اختبار لم تتعرض له من قبل على مر التاريخ.. لأن عالم اليوم.. يختلف عن عالم الأمس.. والحاضر ليس كالماضى.. فالأوبئة القديمة لم تكن تراوح مكانها.. ولم تكن تنتقل بنفس سرعة انتقالها فى العصر الحديث.. فى ظل الانفتاح وتطور وسائل النقل وسرعة التنقل والحركة.

وفى الوقت الذى نرى فيه دولا كبرى ومتقدمة.. تفقد السيطرة على الوباء.. وتفلت الأمور من بين يديها.. ويصاب الآلاف من مواطنيها بالمرض يوميا.. ويموت منهم المئات.. نجد أن الأمور فى مصر.. ما زالت تحت السيطرة.. حيث سخرت الدولة كل إمكانياتها لحماية مواطنيها.. وأدارت الأزمة بطريقة جيدة وواعية.. جعلت منظمة الصحة العالمية تشيد بجهودها للسيطرة على الوباء.. وقالت المنظمة عن مصر.. إنها من الدول القليلة التى رصدت مبالغ ضخمة لمواجهة كورونا.. ومن أوائل دول العالم التى طبقت نظام الترصد الوبائى.. وثمنت المنظمة دور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مواجهة الأزمة.. ووصفته بأنه من أكثر رؤساء الدول الذين يهتمون بصحة مواطنيهم.

وإذا كانت الدولة قامت بواجبها تجاه مواطنيها.. فعلى المواطنين أن يقوموا بواجبهم.. بالالتزام واتباع التعليمات واتخاذ الحيطة والحذر.. لأن الوباء ما زال تحت السيطرة.. وكل من يصاب به الآن.. يجد أطباء ودواء ومكان فى المستشفيات والحجر الصحى.. أما إذا تخطى عدد المصابين قدرة الاطباء وكميات الدواء وسعة المستشفيات.. فستخرج الأمور عن السيطرة.. وستكون العواقب وخيمة.

أناشد كل المصريين أن يتخلوا عن عاداتهم السيئة.. ويكفوا عن سخريتهم من التعليمات وإجراءات السلامة والوقاية وعدم التزامهم بها.. فنحن أمام خطر حقيقى.. يتطلب تضافر كل الجهود.. لتفادى هذا الخطر الداهم.. بالالتزام والشعور بالمسئولية.. حتى لا نضر أنفسنا ونضر الآخرين.. وحتى تمر الأزمة بسلام وبأقل الخسائر والأضرار.. حمى الله مصر من كل الأوبئة والشرور.