الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رحلة البحث عن مصل لـ"كورونا".. فرنسا تسمح باستخدام دواء الملاريا لعلاج الفيروس.. وخبراء: "الكلوروكين" ليس طوق النجاة وبه نسبة عالية من السمية.. وإنتاج المصل لن يحدث قبل عام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أيام وبعد جدل كبير بين خبراء الصحة أعلنت الحكومة الفرنسية رسميا السماح باستخدام عقار "الكلوروكين" في علاج فيروس كورونا المستجد في خطوة نحو السيطرة على تفشي الفيروس في الأوساط الفرنسية، وهو الأمر الذي جاء بعد إعلان العديد من دول العالم عن سعيها لاستخدام الدواء في علاج المرض COVID-19 الذي يجتاح العالم أجمع ووصلت عدد الحالات المصابة به حتى كتابة هذه السطور إلى 685055 حالة، بحسب موقع "وورلد ميتر".



وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد، أكدت أن مصر تستخدم العقار في العلاج ولكن بنسب وتقديرات معينة، لافتة في الوقت ذاته إلى أنه في مرحلة معينة لا يصلح العقار للعلاج ونضطر لوقفه فورا لتجنب الآثار الجانبية له.
ما هو الكلوروكين؟
دواء الكلوروكين هو أحد العقاقير المتعارف عليها بين الأطباء المختصين في مقاومة الأوبئة، وذلك نتيجة لوجوده في الأسواق منذ ما يقرب من نصف قرن إذ اشتهر باستخدامه لعلاج الملاريا التي تفشت في كل من قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية، كما ينصح كل مسافر إلى هذه المناطق (أفريقيا وأمريكا اللاتينية) استخدام هذا الدواء، وتناوله بغرض تجنب الإصابة بالملاريا، ويتوافر في الأسواق بسعر زهيد.
تاريخ الكلوروكين
بداية استخدام العقار كان بالاعتماد على الكلوروكين في 1949، وهو دواء يقوي نظام المناعة للإنسان بحيث يجعله يتصدى لأمراض وأوبئة مثل حمى المستنقعات (الملاريا) ويقاوم الألم والحمى والالتهابات، وأعراضه الجانبية على المرضى معروفة من قبل الأطباء، ولجأت منظمة الصحة العالمية ومنظمات طبية غير حكومية أخرى، مثل أطباء بلا حدود إلى استخدامه لعلاج المصابين بوباء الملاريا في كثير من مناطق العالم.

الصين أول حقول التجارب
وتعد الصين من بين البلدان الأوائل التي اختبرت الكلوروكين لمعالجة المصابين بفيروس كورونا في بداية شهر فبراير الماضي، فبحسب "غزو نانبينغ"، نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني، أسفرت عملية اختبار مادة الكلوروكين على 135 مصابا بفيروس كوفيد 19 عن نتائج جيدة جدا، مظهرة أن الحالة المرضية للمصابين لم تتدهور أكثر بعد تناول هذا العقار.
خبراء الصحة حذروا من حالة الهلع التي تنتاب العالم حول عقار الكلوروكين، وأكدوا أن الدواء له العديد من الآثار الجانبية.
وفي هذا السياق، قال محمد أحمد علي، أستاذ علم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، إن إنتاج لقاح شيء لا شك فيه والعديد من الدول تعمل على إنتاج لقاح في أسرع وقت، إلا أن دورة إنتاج اللقاح تستغرق شهور عدة وليس كما يشاع بقرب إنتاج لقاح في أسرع وقت، فاللقاح ليس من المتوقع أن ينتج ويتأكد من سلامته قبل عام من الآن.
وأضاف "على"، أن العلاج الذي نستخدمه في الوقت الحالي يعد محاولات لتوفيق أدوية بعينها لمقاومة أعراض الفيروس الجديد كورونا، ونبدأ في مراقبة ميكانيكية العلاج مع الفيروس ونخرج من ذلك بنتائج حول مدى كفاءة هذا العلاج في مقاومة الفيروس.
وأكد أن هناك 3 أدوية أشهرها "الكلوروكين" المستخدم في علاج الملاريا، والذي يحتوى على نسبة عالية من السمية لهذا تم إنتاج دواء جديد وهو "هيدروكسي كولوروكين"، وهو أقل سمية من أجل علاج الفيروس وهو ما فعلته الصين، وهو ما حقق نجاح كبير خلال المراحل الأولى من علاج كورونا.
وتابع: "العديد من الدول قامت بعمل بروتوكولات علاج، ويتم استخدامه في مصر أيضا ولكن بنسب وملاحظات معينة، ومنذ اللحظات الأولى بدأنا في متابعة كل ما هو جديد عن فيروس كورونا، وبدأنا في تصنيع اللقاح والذي يمر بـ3 مراحل، وهي التجارب المعملية، ثم التجربة على الحيوانات ومن ثم اختبار الدواء واستخراج المصل في شكله النهائي لتبدأ التجارب الإكلينيكية والسريرية على أعداد صغيرة ثم عدد أكبر، ومن هنا نؤكد أن اللقاح يستغرق بعض الوقت".
أما الدكتور إسلام حسين، أستاذ علم الفيروسات والباحث بجامعة مساتشوستس الأمريكية، قال إن الظرف الراهن يستوجب الحرص والحذر في التعامل وعمل الاحتياطيات اللازمة، واتباع التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة حول سبل الوقاية "الشك في صوابع إيديك مطلوب دلوقتي". 



وعن اللقاحات أكد خبير الفيروسات، أن الحديث عن توافر لقاح يعالج فيروس كورونا هو أمر سابق لأوانه، والحل في المرحلة الحالية هو تجربة أدوية وعلاجات الفيروسات ومدى فعاليتها.
وأضاف: أن الأبحاث القائمة والدراسات محدودة، فالدراسة الخاصة بالكلوروكين تمت تجربتها على 20 مريضا فقط، وهو أمر بعيد كل البعد عن كونه مصل أو علاج لفيروس كورونا، والهلع حول جلب أدوية الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين من شأنه خلف حالة من الهلع وصار الناس يبحثون عن الدواء في كل مكان، وهذا غير صحيح، فاللقاح لن ينتج قبل عام من الآن".
وعن ارتفاع درجات الحرارة وعلاقتها بالقضاء على فيروس كورونا المستجد، أكد "حسين"، أن ليس هناك أى دليل علمي على علاقة درجات الحرارة بالقضاء على كورونا، ولكن من المتوقع انحصار انتشار الفيروس خلال فترة الصيف.