السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الرابحـون من أزمة «كورونا».. مبيعات سوق الدواء ترتفع بنسبة 10%.. ارتفاع أسهم شركات الأدوية من 10 إلى 70%.. و«شعبة الدواء» تتوقع تسجيل 85.5 مليار جنيه مبيعات العام الجاري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع انتشار فيروس كورونا في أكثر من ١٧٥ دولة حول العالم، ارتفعت سوق الأدوية بشكل كبير، حيث حققت معظم الشركات عالميًا وفى مصر مكاسب، وامتدت استفادة شركات الأدوية، خاصة التى تعمل على أبحاث الأمصال المضادة لفيروس كورونا، وارتفعت أسهم شركات الأدوية بنسب تتراوح بين ١٠ إلى٧٠٪، بحسب تقرير اقتصادى صادر عن المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، في شهر مارس الجارى. 


ويتوقع الدكتور على عوف، رئيس شعبة الدواء باتحاد الغرف التجارية، أن ترتفع مبيعات سوق بنسبة ١٠٪ خلال العام الجارى، لافتًا إلى أنه قد تُسجل نحو ٨٥.٥ مليار جنيه. 
ويقول لـ«البوابة نيوز»، إن الدواء في مصر يتم تسعيره جبريًا من الحكومة، مشيرًا إلى إمكانية وجود سوق سوداء قد يستغلها البعض للتربح من أزمة جائحة كورونا. ويُضيف، أن سوق الدواء تشهد استقرارا حاليًا فيما بين حجم وقيمة المبيعات، حيث أصبحت تنمو بمعدل طبيعى، وأنه لاتوجد نواقص في الأدوية حاليًا.
ويُشير إلى أنه لا بد من الصيادلة وأصحاب الصيدليات عدم صرف أى أدوية إلا بروشتة طبية، متابعًا أن وزارة الصحة والحكومة "عينها على شركات ومصانع الدواء"، ولن تسمح بأى ظهور سوق سوداء، وأن توزيع الدواء سيتم تحت إشراف وزارة الصحة. 
ويُتابع رئيس شعبة الأدوية، أن مخزون أدوية علاج الملاريا والباراستيامول وأدوية الأمراض المزمنة، موجودة وستُباع بالسعر العادى، وليس بأسعار السوق السوداء، مطالبًا المواطنين بضرورة الإبلاغ عن حالات لبيع الدواء بغير سعره المفروض. 
ويُوضح، أن الصين تعد المُورد الأول للمواد الخام للدواء ومواد التعبئة والمستلزمات الطبية على مستوى العالم، لافتًا إلى أن أزمة جائحة كورونا قد تسبب في ارتباك خريطة الدواء عالميًا وتأثرها سلبيًا بما يحدث في الصين. 
ويُشير عوف إلى أن مصر تعتمد في استيراد المواد الخام للأدوية وكذلك مواد التعبئة والتغليف والمستلزمات الطبية على عدد من الأسواق الرئيسية "الصين والهند وكوريا الجنوبية وإندونيسيا"، موضحًا بأن التأثير المباشر على مصر سيكون على المستلزمات الصناعية والطبية، حيث سوف ينعكس سلبيًا على توافر المنتجات من "أغطية الأيدى والرأس والأرجل والفم" بما يؤدى إلى ظهور سوق سوداء لها.

وكان أحدث تقرير صادر عن المؤسسة العالمية للمعلومات الدوائية، كشف عن تحقيق سوق الدواء في مصر نموًا خلال العام الماضى بنسبة ١٩.٣٪، حيث حقق سوق الدواء المصرى مبيعات بقيمة ٧٧ مليار جنيه.
ويُوضح التقرير الصادر في فبراير الماضى، أن شركات نوفارتس، جلاكسو سيمثكلاين، سانوفى، فاركو، آمون، ايبيكو، ايفا فارما، فايزر، أدوية الحكمة، ماركيرل، ايبكس فارما، المهن الطبية للأدوية، استرازينيكا، أبوت، وشركة جلوبال نابى، تصدرت مبيعات سوق الدواء المصرى على الترتيب خلال أول العام الماضى والأشهر الثلاثة الأولى من العام الجارى.


إلى ذلك يُوضح الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، أن شركات ومصانع الدواء دومًا ما يمتلكون مخزون من المواد الخام يتراوح ما بين شهرين إلى ٤ أشهر، متابعًا أنه أيضًا يصل حجم عبوات الدواء التى تم توزيعها على الصيدليات وشركات توزيع الأدوية إلى مدة تقترب من ٤ أشهر. 
وتمتلك سوق الدواء المصرية نحو ١٥٠ مصنع دواء، بالإضافة إلى ٤٥ مصنعا تحت الإنشاء إلى جانب نحو ١٢٠٠ شركة تجارية تصنع منتجاتها لدى الغير، ونحو ٢٠ شركة دواء أجنبية تعمل في السوق السواء عن طريق مصانع لها في مصر أو عن طريق مكاتبها العلمية.
ويُضيف لـ«البوابة نيوز»، أن مصر تمتلك مخزونا من الأدوية يكفى حتى الانتهاء من أزمة فيروس كورونا، وأيضًا مصانع الدواء تعمل بكامل طاقتها، لافتًا إلى أن قرار حظر التجوال استثنى الصيدليات وسيارات توزيع الأدوية وبالتالى ستعمل أيضًا بطاقتها القصوى. 
ويُطالب رستم، المواطنين بعدم تخزين الدواء وسحب كميات كبيرة من الأدوية بلا معنى أو طائل، مما يؤدى إلى إحداث أزمات قد يستغلها البعض في إنشاء سوق سوداء لبيع الأدوية. 
ويلفت إلى أنه مع كل أزمة يظهر "المُتربحون" أو "أثرياء الأزمة"، حيث يستغل هؤلاء أزمة جائحة كورونا في فرض أسعار مغالى فيها للدواء، ويجب على كل المواطنين رقابة مثل هذه التصرفات والإبلاغ عنها. 
إحصاءات؛ ومبيعات شركات الأدوية عالميًا: 
١- شركة ماكيسن: شركة أمريكية بلغت إيراداتها نحو ١٨٩.١ مليار دولار.
٢- شركة أميريسورس بيرجن كورب: شركة أمريكية أيضًا، بلغت إيراداتها نحو ١٣٩.١ مليار دولار. 
٣- شركة كاردينال هيلث: شركة أمريكية بلغت إيراداتها نحو ١١٢.٤ مليار دولار.
٤- شركة روش هولدنج: شركة سويسرية، بلغت إيراداتها نحو ٥٠ مليار دولار.
٥- شركة نوفارتس إيه.جى: شركة سويسرية، وبلغت إيراداتها نحو ٥٠ مليار دولار. 

إقبال غير مسبوق على تجار المستلزمات الطبية ومحلات المنظفات والعطارة 
شهدت الأيام الماضية، زيادة في إقبال المواطنين على شراء المنظفات التى تقلل من أعداد الجراثيم والشوائب وخطر انتشار العدوى، وأيضًا على المطهرات التى يستخدم في خاماتها مواد كيميائية بهدف قتل الجراثيم، فضلًا عن أدوات التعقيم التى تعمل على الوصول إلى مستوى آمن في الحماية من الجراثيم، وذلك كإجراء احترازى للحماية من فيروس "كورونا" المستجد.
زيادة الطلب على المطهرات وأدوات التعقيم، في الصيدليات، رفع من أسعارها بشكل غير مسبوق ومتوقع، وبأضعاف مضاعفة عن أسعارها في الأيام المعتادة. 
وتراوحت أسعار الكحول بين ١٥ و٣٥ جنيها على الرغم من أن أسعارها لا تتعدى الـ٥ جنيهات في الأوقات الطبيعية. كما شهدت أسعار الماسكات الطبية "الكمامة" ارتفاعًا كبيرًا، وتراوحت أسعارها بين ٩ و٢٠ جنيها أو يزيد، وذلك بالرغم من أن تكلفة إنتاج الماسك الطبى لا تتخطى ٤٠ قرشًا، وتباع بجنيه واحد.
ما أرجعه الصيدلى، شريف جاد، إلى تزايد الإقبال، لأكثر من ١٠ أضعاف المُعدل المعتاد قبل "كورونا". 
ويؤكد أن تزايد الطلب السبب الرئيسى في ارتفاع الأسعار أضعافًا مضاعفة، بجانب استغلال تُجار المستلزمات الطبية، في شارع القصر، للأزمة ورفعهم للأسعار على الصيدليات. فضلًا عن أن الشركات المصرية هى المصنع الرئيسى لأدوات التعقيم والمطهرات والكمامات، بنسبة ٩٠٪، لكنها في المُقابل تعتمد على استيراد خامات التصنيع، بنسبة ٨٠٪.

وقال محمد إسماعيل عبده، رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بالغرفة التجارية، إن ٤ أصناف من المستلزمات الطبية، التى يتخطى عددها ٨٥٠٠ صنف، زاد الطلب عليها من المواطنين خلال الأيام الماضية، ومنها الكحول بأنواعه والماسكات والجونتيات الطبية، ما تسبب في حدوث عجز، وارتفاع أسعار، خاصة وأن شركات المستلزمات الطبية استجابت لطلبات وزارة الصحة ووجهت جزءًا ليس بالقليل من إنتاجها إليها، ومنها ٢٠ مليون كمامة طبية.
فيما يؤكد الدكتور محيى حافظ، رئيس لجنة الصحة والصناعات الدوائية باتحاد المستثمرين، أن مشكلة المستلزمات الطبية في أنها غير مسعرة من قبل الحكومة، وبالتالى تخضع للعرض والطب، ومع زيادته تزداد أسعارها. كما أن الجزء الأكبر من خامات تصنيعها يستورد من الصين والهند، والأولى من أوائل الدول التى تعانى من "كورونا" وعطلت كثيرًا من تجارتها استيرادًا وتصديرًا، لذلك ارتفعت أسعار أدوات التطهير والتعقيم بصورة غير مسبوقة في الأيام الماضية.
العجز الشديد في المطهرات وأدوات التعقيم دفع المواطنين للجوء إلى "المنظفات" باعتبارها حلًا بديلًا، حيث شهدت محال المنظفات والعطارة الشعبية إقبالًا كبيرًا أيضًا خلال الأيام الماضية، من مواطنين يبحثون عن الكحول الخام والكلور والصابون والديتول، فارتفعت أسعارها أيضًا. يقول يوسف جنش، صاحب أحد محال المنظفات ببولاق: "البيع كان بالكيلو في الكلور والصابون الصلب والسائل". وعن الأسعار يضيف: "أرخص من الصيدليات، والأسعار حسب النوع، من جنيه لـ٥٠ جنيها، وكله موجود؛ كلور وصابون أو حتى ديتول وكحول ومعقم اليد".



الفيروس يشعل أرباح «الاتصالات»
على الرغم من الإجراءات العاجلة التى اتخذتها وزارة الاتصالات ضمن الخطة العاجلة للتعامل مع انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أن قطاع الاتصالات يعد الأقل تأثرا بأزمة فيروس مورونا حول العالم، بل إن تقارير اقتصادية عدة أكدت أن قطاع الاتصالات هو الرابح الأكبر من أزمة كورونا في ظل تواجد معظم سكان العالم في المنازل خوفا من الإصابة بالفيروس، بالإضافة إلى إجراءات العزل الاجتماعي وحظر التجول التى اتخذتها الحكومات لمنع تفشى "كورونا".
الاتصالات وعروض التحفيز والتزويد
وفى أعقاب إعلان الحكومة عن مجموعة من الإجراءات الاحترازية التى شملت تعليق الدراسة وتخفيض عدد العاملين في القطاع الإدارى للدولة، والعمل على تفعيل التعلم عن بعد والعمل من المنازل زاد الضغط على الإنترنت المنزلى الأمر الذى تعاملت معه وزارة الاتصالات المصرية بالعديد من الإجراءات كان أبرزها زيادة سعات التحميل الشهرية الخاصة باشتراكات الإنترنت المنزلى للأفراد بنسبة ٢٠٪ بتكلفة ٢٠٠ مليون جنيه تتحملها الدولة وذلك لكل شرائح المستخدمين بالتنسيق مع شركات مقدمى خدمات الإنترنت بهدف دعم إتاحة التعليم عن بعد والخدمات الأساسية مستمرة وهناك أفكار أخرى لتقديم مزيد من العروض لخدمة أبنائنا في مراحل التعليم. كما أعلنت وزارة الاتصالات، عن اتفاق الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات مع مشغلى التليفون المحمول في مصر على تعزيز استخدام المعاملات الإلكترونية من خلال تقديم عروض تحفيزية على خدماتها المقدمة للمواطنين عند شحن الرصيد باستخدام وسائل الدفع الإلكترونى سواء من خلال التطبيقات الإلكترونية الخاصة بكل شركة، أو من خلال شحن الرصيد باستخدام خدمة كاش "إلكترونيا" بمنح ٣٠ ضعف الرصيد المشحون دقائق ووحدات مجانية عند استخدامه هذه الخاصية. ويسرى العمل بهذه العروض لمدة شهر، ويمكن مدها لفترات أخرى، بهدف تحفيز المواطنين على الاعتماد على المعاملات الإلكترونية وإتاحة حلول تكنولوجية بديلة تغنيهم عن الخروج من المنزل إلا في الحالات الضرورية؛ وكذلك لدعم طلاب المدارس والجامعات في تحصيل مقرراتهم الدراسية عبر الإنترنت خلال فترة تعليق الدراسة في إطار التدابير الاحترازية التى اتخذتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
مكاسب بالمليارات
وعالميا تسبب انتشار كورونا في رواج كبير لتطبيقات الهاتف المحمول وكذا ألعاب الفيديو، وبحسب تقارير عالمية فإنه مع إعلان الحكومات والشركات السماح لموظفيها بالعمل من المنزل زاد عدد تحميلات تطبيقات الموبايل بشكل كبير، خاصة التطبيقات الخاصة بالتعليم والأعمال، حيث وصل عدد تحميل تطبيقات التعليم إلى ٢٥ مليون خلال أسبوع واحد في فبراير الماضى.
وعلى سبيل المثال تسبب انتشار فيروس كورونا، في كوريا الجنوبية، في جعل المطورين يستغلون تلك الأزمة، وطوروا تطبيقات خاصة بالفيروس، تساعد المواطنين على تتبع الفيروس، ومعرفة الأشخاص المصابين به وجنسية الشخص المصاب، والأماكن التى زارها، ومن أهم التطبيقات التى انتشرت بسرعة في كوريا الجنوبية، تطبيق «كورونا ١٠٠ متر» والتى وصل عدد تحميلاته أكثر من ٢ مليون.
في حين وصل عدد تحميلات تطبيق «كورونا ماب» أكثر من مليون، وهو تطبيق خاص بالفيروس، ورصدت إحصائية في كوريا الجنوبية، عدد تحميلات التطبيقات الخاصة بالفيروس، حيث يزيد على ٢٠ ألف في كل ساعة للتطبيقات الخاصة بالفيروس.


رواج ألعاب الفيديو في الحجر الصحى
وأثناء تلقى العلاج في الحجر الصحى على مستوى العالم راجت تطبيقات وألعاب الفيديو، فالحجر الصحى الذى فرضته الدول، جعل المواطنين يقضون وقتا طويلا في المنزل، وهو ما جعل ألعاب الفيديو تصل إلى ملايين التحميلات في وقت قصير، حيث سجلت أسهم شركة الألعاب الصينية "تنسينت" ارتفاعا كبيرا في بورصة هونج كونج، كما زادت ألعاب الفيديو في الصين بنسبة ١٠٠٪ من بداية شهر يناير الماضى، وزاد نسبة دخل الشركات المصنعة لألعاب الفيديو بنسبة ١٢٪ في آخر شهرين من العام الجارى.
وسجلت بعض الألعاب مثل لعبة "بلايغ إنك" مبيعات ألعاب الفيديو حول العالم، وحتى في الصين، وذلك منذ انتشار فيروس كورونا، وهى لعبة يقوم فيها اللاعب بتوجيه فيروس لمحو البشرية. خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكدو أن شبكة الإنترنت في مصر لم ولن تواجه مشكلات بسبب زيادة أعداد العاملين أو الدارسين من المنزل، وأكدوا أن ثمار التحول الرقمى ظهرت بعد أزمة كورونا.
وفى هذا السياق، قال الدكتور حسام صالح خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن البنية المعلوماتية من شبكات الإنترنت قادرة على تحمل الضغوط التى زادت عليها في الآونة الأخيرة في أعقاب قرارات الحكومة المصرية بالتوجه للتعليم عن بعد والعمل من المنزل الأمر الذى يجعلنا لا نقلق بشأن بنية الاتصالات في مصر.
وأكد صالح في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أنه خلال الأيام القليلة الماضية لم نواجه مشكلات في خدمات الإنترنت في مصر، ولم تسجل شكاوى كبيرة، وتحملت شبكة الإنترنت الضغوط الزائدة عليها خلال الأسبوع الأول من تطبيق قرارات الحكومة.