تأبى الفواجع أن تفارقنا، وتأبى الأيام أن تمر دونما وجع، رحل عمرو عبدالراضي، ورحلت معه ذكريات سنوات طوال، كانت مليئة بالضحكات والألم، لم تكن ليلة أمس سوى نسخة مشابهة لما حدث فجر ٣١ يوليو ٢٠١٥، حينما رحل فجأة ابن عمه هانى عبدالراضى، الطيب الذى عرفنى عليه قبل ٧ سنوات مضت، جلسنا وضحكنا داخل أروقة جريدة البوابة، وقبلها داخل حزب التجمع.
لم أكن أتخيل أن أقرأ خبر وفاة عمرو حينما طالعت التعازى، ليس لبُعد الموت عنا، ولكن لاختياره أفضلنا وأطيبنا.. وفى نفس المكان الذى دُفِن فيه هاني، لحق به عمرو رافضًا أن يتركه وحيدًا، لتزداد الذكريات الموجعة، وتزداد مرارة الأيام، ليس تهكمًا على القدر، لأن الذى خلق الروح استعادها، ولكن حزنًا على الطيبين الذى يرحلون بلا مقدمات، بلا وداع.. وداعًا أيها الطيبون، طبتم وطاب مسكنكم أينما كنتم.