الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نداء إلى "رجال الأعمال"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فين "رجال الأعمال" في وقت المِحن التى تمر بها مصر؟ السؤال موجه إلى أعضاء "اتحاد الصناعات"، و"الغرف التجارية"، وكبار رجال "الموانئ والمُصدرين"، والمتعاملين في "البورصة وأسواق المال والمستثمرين، وأصحاب "التوكيلات الأجنبية".
من حقنا أن نتساءل ونحن نتناول قضية المشاركة المجتمعية والأعمال الخيرية والرعايا الاجتماعية للغلابة، ذلك أننا نطلب منهم المزيد والمزيد، بِعشٓم، لأن "الظافر ما يطلعش من اللحم" والمصريين اعتادوا التعاون فيما بينهم على التكافل والتكاتف وقت الأزمات، وبالعربي كِدا "المليان يَكُب على اللى الفاضى" رجال أعمال مصر قوة كبيرة لها، دافع أكبر للاقتصاد، عامل مُساعد في التنمية، ضِلِع أساسى في تثبيت وحدة المجتمع، بيدفعوا ضرائب وتأمينات، بيفتحوا بيوت، بيشاركوا في تحقيق العدالة الاجتماعية بتبرعاتهم وصدقاتهم ونطلب منهم المزيد في الظرف التاريخى الذى نمر به.
رجال أعمال مصر شرفاء، بيصونوا العيش والملح، ولا يُرضيهم حاجة المستشفيات للأجهزة والمستلزمات الطبية، ولا يُرضيهم الوقوف صامتين تجاه أشقائنا الذين يُعانون من ضيق ذات اليد، وآن الأوان لقيامهم بدور أكبر تجاه أبناء وطنهم رجال أعمال مصر يشعرون بمعاناة الغلابة ويساهمون بكل ما أوتوا من قوة لتحقيق تكافل اجتماعي، ويقفلون صفًا واحدًا مع الدولة للتصدى لنتائج كارثة فيروس كورونا، يردون الجِميل للدولة بعد الدعم المُفرِط الذى قدمته الدولة لهم وما زالت تُقدمه، بعد المميزات التى حصلوا عليها والتسهيلات غير المسبوقة التى قدمتها الدولة لهم، والآن يُشاهد رجال الأعمال الحِمِل الثقيل الذى تتحمله الدولة تجاه مواطنيها ونجاحها فيه بامتياز حتى الآن، لهذا فتحرُك رجال الأعمال لمُساندة الدولة ضرورة قُصوى. 
يا رجال أعمال مصر: مِثلما ساهمتم في الإصلاح الاقتصادى وتحملتم تبعاتِه وجٓنت مصر ثِماره وعبرنا عنق الزجاجة، نُطالبكم بالمساهمة في التكافل الاجتماعي وهو خير لكم وأعظم أجرًا عند الله، نُطالبكم بدور أكبر ومساهمة أوسع، فالعمالة غير المنتظمة تضررت وتحتاج لمساعدتكم، والمرضى في المستشفيات يحتاجون لتبرعاتكم، فـضعوا يدكم في يد الدولة لمساعدة الغلابة، واذهبوا للفقراء والمحتاجين وقولوا لهم قولًا كريمًا، وقدموا لهم ما تستطيعون تقديمه وقولوا لهم: لا تٓهِنوا ولا تحزنوا فنحن أخوة و"هانِقِسِم اللُقِمة نُصين"
يا رجال الأعمال: لا تتركوا الدولة بِمُفردها، ساهموا في تكافل المحتاجين، تحركوا لِنُصره الغلابة، المُجاهرة الآن بعمل الخير واجبة، شاركوا الشعب أفراحه وأحزانه، امسحوا دموع الغلابة، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا».
يا رجال الأعمال: "مصر" تحتاج الجميع، العامل ليُنتج، والمهندس ليبنى، والطبيب ليُداوى، ورجل الأعمال ليرفع من شأن بلده وأهله، هنا يقول الله عز وجل: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) ويقول رب العِزة أيضًا: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)، فالعطاء الذى نُشجعكم عليه واجب وثوابه عند الله عظيم وهذا العطاء تجارة عند الله لا تبور، ويقول الله عز وجل: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون)، وقال الله عز وجل: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا).
يا رجال الأعمال: "صندوق تحيا مصر" يناديكم، جمعية الأورمان ومصر الخير ومستشفيات الأورام تستغيث بكم، فقراء ومتضررو السيول وكورونا ينتظرونكم، واعلموا أن تبِعات أزمة فيروس كورونا هائلة، وندعو الله أن تمر على خير وبأقل الخسائر فهل ستُشاركوننا في تٓحمُل هذه الخسائر؟ كلى أمل في مشاركتكم وأتمناها وثقتى لا تهتز في وطنيتكم، فـ"مصر" تستحق منكم المشاركة، فرجل الصناعة محمد فريد خميس شارك كعادته وساعد وتبرع، ومحمد أبوالعينين ساهم وقدم الكثير، وعضو مجلس النواب "عبدالرحيم على"، وهو إعلامى قدير وليس من رجال الأعمال، لم يختبئ وزار مستشفى العجوزة بعد أن تحول لمستشفى عزل وتبرع له بـ(50) ألف جنيه وتكفل بـ(600) أسرة من أبناء دائرته في أرض اللواء والحيتية وبين السرايات إضافة إلى أهالى بلدته في المنيا وقٓدم (١٠٠٠ ) كرتونة مواد غذائية للمحتاجين، أتمنى من رجال الأعمال التُحرُك السريع للمساهمة والتكافل والتبرع في بعض الأحيان قد يتحول "التمنى" إلى "رجاء"، ولم لا ؟ وِبِحُكِم النية الخالصة لوجه الله نرجو من جميع رجال الأعمال الشرفاء مُساندة "مصر"، "مصر" التى قال عنها "صلاح جاهين": (١٠٠ ألف فرصة علشان أسيب مصر ولا عمرى سيبتها، علشان هى بلدى اللى بجد بحبها، بحب فيها طلِعة الشمس تِنور وِشها، بحب فيها المٓشى على شط نيلها وبحرها، هتلاقى فين بلد فيه الكنائس والجوامع بتحضُن بعضها، مسلم مسيحى إخوات راضعين طيبة من صدرها وبيناموا حاضنين أرضها، طب وإنت ماشى لوحدك ووقعت في مشكلة مش بتلاقى ١٠٠٠ واحد جنبك بيحلها، لا تعرفهم ولا يعرفونك بس جمعكُم حُبها، أهى هى دى "مصر" اللى هافضل أقول وأعيد لأنى عاشق أرضها). 
يا رجال الأعمال الشرفاء: هانعدى الأزمة بمجهودكم، وهاندوس على الصعب بوقفتكم وتكافلكم، والبركة هاتعُم، والشمس هاتطلع من تانى على بلدنا وهى سعيدة بأولادها اللى وقفوا جنبها، ومسحوا دمعها، وساعدوا أهلها، وكانوا خدما لها، ودا أقل واجب ممكن نِقدِمه لها، في وقت شِدتها.