لا شيء يؤلم القلب ويزيد الجرح أكثر من أن تتلقى نبأ رحيل شخص عزيز على قلوبنا عن دنيانا، ولكن تلك هى سُنّة الحياة، نودع بعضنا واحدًا تلو الآخر، فمع نهاية أمس الجمعة تلقينا خبر وفاة المعلم والأخ والصديق العزيز عمرو عبدالراضي، مدير تحرير البوابة نيوز، الذى فجعنا بنبأ وفاته، لنجد أننا غير قادرين على كتابة أى كلمات تصف الراحل، لأننا بالفعل لم نصدق أننا سندخل المؤسسة دون أن يطل علينا ابن عبدالراضي، بابتسامته التى تعطينا أملًا في الحياة.
لم يعامل أحدا أبدًا كرئيس ومرءوس، بل كان أخًا لنا جميعًا، أتذكر أن مكتبه لم يغلق أبدًا منذ وطئت قدماى المؤسسة، ولم يذكر لى أحد أنه كان غير ذلك، فكان الجميع يدخل له ومعه هموم الحياة وهموم العمل، ليخرج من عنده مفعما بالأمل والتفاؤل.
كان الراحل شعلة نشاط، فتكاد لا تمر نصف ساعة إلا ويقوم بالمرور على جميع الأقسام ليتفقد انضباط الزملاء ويحثهم على مواصلة العمل وبذل مزيد من الجهد، ويردد كلماته في كل مرة: «مش عايز الديسك يقول: معنديش أخبار، كهرب المراسلين في المحافظات يا جمالكا وخليهم يبعتوا شغل خليهم يراعوا ربنا في عملهم».
ختامًا.. قسمًا بمن أحل القسم أن قلوبنا أوجعتنا وانكسرت برحيلك، وأنا لا أجد أى كلمات أصف بها شخصا عزيزا مثلك يا أخى عمرو عبدالراضي، فقلما يجود الزمن بمثلك، ربط الله على قلوبنا وقلوب والدتك وزوجتك وأطفالك الصغار، وأهلك وذويك، فسيرتك الحسنة أصدق دليل على حسن تربيتك والبيت الذي نشأت فيه، كنت ولا زلت عزيزًا علينا، حتى وإن رحل جسدك عنا فأخلاقك وسيرتك العطرة وطيبة قلبك ملازمة لقلوبنا، لم ولن تفارقنا يا عمرو عبدالراضي.. طبت حيًا وميتًا.