الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ترجل الفارس.. ثَلُم السيف.. ورحل عمرو عبدالراضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ترجل الفارس.. ثلُم حد السيف.. رحل عمرو عبدالراضي.. انطفأت شعلة الحياة والحيوية بداخله.. لينتقل إلى دار خير من داره.. ارتقى فقيد قلوبنا.. إلى الرفيق الأعلى.
على مدار سنوات ثلاث.. شرفت بزمالته.. وإخوته.. عملنا معًا.. اشتكينا همومنا.. تحدثنا عن أحلامنا.. لم يكف يومًا عن الحلم.. لنفسه ولأولاده ولبني جلدته.. كان مشغولًا دائمًا بهمومهم.. ومشاكلهم وصعابهم.. كان في أعماله وتكليفاته يتخذ وجهة نظرهم وما النافع لهم.
ما أسوأ أن أتحدث عن عمرو عبدالراضي وأقول ذلك الفعل البغيض كان بصيغة الماضي.. ما أبشع كان حينما نستخدمه للحديث عن عزيز.. كأنه لم يعد كائنًا.. أحقًا ترجل "عمرو".. أحقًا لم نعد نسمع صوته.. أحقًا أصبح مكانه شاغرًا.. أهٍ يا "عمرو".
كلنا بواكٍ.. باكين ومبكيين.. وهل يرد البكاء عزيزًا أو يعيد قريبًا.. ما أصعب أن نبكيك.. ضنت علينا الحياة بك.. فرحت وأخذت جزءا منا معك.. إلى أن نلحق بك..
يقول الراحل المتبني، منذ ألف وخمس وخمسين سنة: "لولا مفارقة الأحباب ما وجدت.. لها المنايا إلى أرواحنا سبلًا".. فالأعزاء الراحلون الطيبون أمثالك يأخذون بعضنا معهم إلى أن يلتقي كلنا معكم عسى أن تجمعنا رحمة الله أرحم الراحمين.
أستعير رثاء الراحل منذ ثمانية وثمانين عاما أمير الشعراء في صديقه.. ليعبر عن بعض ما يجيش في صدري.. راحل رثا راحلًا.. وراحل سيرحل يرثي راحلًا.. كلنا راحلون.. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. له الملك اليوم وكل يوم.
يــقــولون "عمرو" مــات قــلت صــدقـتـم .. ومـــات صـــوابـــي يـــوم ذام وآمــالي
وركــــنـــي الذي للنـــائبـــات أعـــدّه .. وذخـرَي فـي الماضي وعوني على الحال
وســعــدي الذي خـان الزمـان وطـالعـي .. وفــخـري إذا ألقـى الرجـال وإجـلالي
أ"عمرو" لقــد عـشـت الذي عـشـت سـيـدا .. ولم تـك عـبـد الجـاه والأمر والمال
ولم تـأل كـتـب العـلم درسـا ومـطلبا .. ولم تـك عـنها في "الأربعين" بالسالي
وكــنــت تــحــل الفــضــل أسـمـى مـحـلة .. وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي
ولم تـــتـــخـــيـــر ألف خـــل وصـــاحــب .. ولكــن مـن تـخـتـاره الواحـد الغـالي
حــبــيــتــك والدنــيــا تــحـبـك كـلهـا .. وزدتــك حــبــا عـنـدمـا كـثـر القـالي
وقــســت بــك الأعــيـان حـيـا ومـيـتـا .. فــوالله مــا جـاء القـيـاس بـأمـثـال
ولو أن إنـسـانـا مـن المـوت يـفـتـدى .. فــديــتـك بـالنـفـس النـفـيـسـة والآل
رحم الله "عمرو عبدالراضي" وأسكنه فسيح جناته.. بعفوه ورحمته التي وسعت كل شيء.. إنا لله وإنا إليه راجعون.