الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"كورونا" قطرة عذاب وكلمة عتاب من رب الأرباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لبعض الوقت ارتجف القلم؟ ماذا يكتب والأنباء تتواتر عن الموت؟ المداد تجمد من الفزع ونظرات الحيرة في عيون الجميع؟ هل ما يحدث حقيقة أم كابوس هاجمنا في لحظة نعاس؟ متى نفيق؟ كيف تبدلت الأوضاع في لحظة وصارت الدنيا سجن كبير؟ نتدافع هربا من نهاية حتمية نعرف تماما أنها ستكون مفاجئة لكن في لحظة أدركنا جميعا أنه برغم تظاهرنا اللفظي بالاستعداد للرحيل إلا أننا غير مستعدين وجميعنا يطلب فرصة جديدة في الحياة.
اليوم فقط نجلس مجبرين لالتقاط الأنفاس فالركض توقف والمتسابقين يتفحصون أماكنهم وخطواتهم السابقة.. تناحرهم ومغالاتهم في الحزن والفرح والهرج والجد.
كنا في أكذوبة ونحن نحاول باستماتة إثبات صدقها.. ما نحن فيه بروفة للحظات النهاية الحقيقية! اختبار نصف العام للعالم! لا أدري ولا أحد يدري، لكنه حتما تأديب رباني، كاد العالم أن ينتهي قبل موعده بحماقات بني الإنسان، فأراد الله بأضعف جنوده أن يسكب قطرة من لدنه على رؤوس المغيبين ليفيقوا.
البعض آثر الرحيل ورأى أن هذا الوقت المناسب لانتهاء القصة كذلك الأستاذ الجامعي وزوجته اللذان لحقا ببعضهما في الحجر الصحي وفي الوفاة، وجدا أن الرحيل سويا فيه مفازة بحبهما وأنهما سيبعثان سويا ولن يتحمل أحدهما هناك عناء الانتظار.
ذلك اليهودي الذي أدار مذياعه على محطة القرآن أدرك مؤخرا أن التوراة والإنجيل كتاب الله وأن الأرض لها مالك والجميع يسكنها بإيجار مؤقت يستطيع المالك فسخه متى يشاء.
صراخ أباطرة العالم يضحك المستضعفون ويثلج صدورهم بعدما كان قد تسلل اليأس إلى النفوس أن هؤلاء لن يقدر عليهم أحد وأن الله رفع أيديه عن الضعفاء لضعف إيمانهم بعجائب قدرته، هو على عرشه يشهد ملائكته بعودة عياله الفارين إليه بتكبيراتهم ونحيبهم ودعائهم.
المحنة مستمرة لأنه مازال الكثير منا لم يع الدرس الرباني.
الزحام على الفاني.. التفكير في البقاء على حساب الآخر.. الفرار من قدر الله.. عدم تقبل فكرة النهاية.. أشياء كثيرة ستتغير في أذهاننا وقلوبنا حتما إلا من أصر على أن يهدر فرص العودة للقوانين الآلهية.
ومع كل القبح في وجه العالم رأينا يقين وإيمان وإيثار وتضامن وتكافل وعضد ومساندة وود ومحبة.. أدركنا أن الخير مازال موجود وأن القيامة لن تقوم الآن لأن العالم ليس كله أشرار.
اطمئنوا يا أحباب ولا تهلعوا بل تدبروا فالله منجيكم، أراد اختباركم لا هلاككم أراد إحياء ضمائركم لا إماتتكم.. أراد أن تحيوا على بينة.. فركزوا في قراءة المحنة جيدا فقد شرفت على الانتهاء فلا تجبروا السماء على مد وقتها.
وأخيرا من يعرف الله لا ييأس ولا يخاف فأمره كله خير.. كله خير.. فابشروا بفرجه يا عيال الله.