روجت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أكاذيب خاصة بورود فيروس كورونا تارة في القرآن الكريم، وأخرى في إحدى كتب التراث، وثالثة بأن هناك علاجا شافيا عن طريق شعرة تسقط أثناء قراءة سورة البقرة يجب وضعها في ماء ثم تشرب، ما دفع المؤسسات الدينية الإسلامية إلى الرد على هذه الخرافات.
الشائعة الأولى.. شعرة سورة البقرة:
وزعمت صاحبة الشائعة أنها رأت النبي- صلى الله عليه وسلم- في منامها، وحينما استفاقت من نومها أخذت تقرأ في سورة البقرة حتى انتهت إلى آخرها فسقطت إحدى الشعرات من رأسها في تلك الصفحة دون غيرها من صفحات القرآن، ليزعم معها كثيرون بأنهم قاموا بتكرار هذا الأمر فحدث معهم مثلها، وزاد البعض أن وضع تلك الشعرة في المياه وشربها يشفي ويحصن من الفيروس.
الشائعة الثانية.. القرآن ورد به ذكر كورونا:
وذهب هؤلاء إلى أن لفظة "ناقور" الواردة في سورة المدثر في قوله تعالى:" فإذا نقر في الناقور" هي المرادفة للفيروس المستجد وأنها ستصاحب زلازل وبراكين وأشياء أخرى، بل روج آخرين بإنه أتي من مسمى القرآن نفسه.
الشائعة الثالثة.. نبؤة ابن سالوقيه
انتشرت صورة حول نبوءة إذا تساوى الرقمان 20=20 تعرف على حقيقة نهاية العالم في 2020 لإبراهيم بن سالوقيه عبر كتاب أخبار الزمان.
من جانبها، أكدت دار الإفتاء، أن الأمر تدليس على القرآن وتحريف لمعنى آيات الله عز وجل، فنحن نؤمن بأن الله عز وجل أمرنا بالأخذ بالأسباب والتوكل على الله والدعاء، مشددة على أن علاج كورونا هو اتباع تعليمات وزارة الصحة والدعاء إلى الله عز وجل برفع الوباء، وليس بنشر الخرافات ومحاولة إثبات شيء ليس له أساس من الصحة.
بينما قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، ورئيس لجنة المصالحات الثأرية، إن البعض اعتاد ربط الكوارث والأزمات التى تصيب الناس بالقرآن الكريم وآياته فيحددون آيات بعينها ويفسرونها على أنها نبهت على الحدث ووقته ومكان وقوعه، فعلوها من قبل عند وقوع أحداث ١١ سبتمبر، فألصقوا بالقرآن ما هو منه براء وأضروا بديننا ضررا بالغا، فتصويرهم لحادث إرهابى على أنه توجيه قرآنى إضرار بالغ بديننا وهم يحسبون أنهم ينتصرون له، ولذا كان هذا الربط خير داعم لمن يتهمون الإسلام والمسلمين وكتابهم الكريم بالعنصرية والإرهاب.
وتابع، في خضم هلع الناس وترقبهم للابتلاء الجديد كورونا يربطون بينه وبين سورة المدثر ويبشرون الناس بأنه لن يبقى ولن يذر، وكل هذا افتراء على الله وعلى كتابه وتحميل للإسلام وكتابه ما يحدث في دول العالم الآن ظلمًا وجهلًا وعدوانًا.
وأوضح أن كل ابتلاء يقع من آن إلى آخر، لله حكمة فيه، وعلينا أن نتعامل معه حسب توجيهات شرعنا وتعاليمه، ولا نبادر بالعبث الضار بكتاب ربنا وشريعتنا الغراء.