الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

دار الكتب والوثائق.. تاريخ من الثراء

دار الكتب والوثائق
دار الكتب والوثائق القومية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية من أهم الصروح الثقافية الموجودة في مصر والعالم العربي، فهي إحدى الهيئات التابعة لوزارة الثقافة، وأول مكتبة وطنية على مستوى العالم العربي، وتأتي مكانتها لما تحويه من كنوز نادرة متنوعة بين المخطوطات والوثائق والخرائط التي تفتح بابًا للوصول إلى حقائق ونوادر تستطيع أن ترسم بدورها مستقبلا جديدا لشكل المعرفة.
دار الكتب التي تحل ذكرى إنشائها اليوم الاثنين، كانت فكرتها مجرد اقتراح من على باشا مبارك نال إعجاب الخديوي من أجل إنشاء دار لحماية المحفوظات كما دار الكتب الأوربية. 
وفي 22 مارس من العام 1870 أصدر الخديوي إسماعيل قرارا بإنشاء الدار، وأسند لعلي مبارك مهمة جمع المخطوطات النفيسة التي لم تصل إليها يد التبديد، وذلك "مما حبسه السلاطين والأمراء والعلماء والمؤلفون على المساجد والأضرحة ومعاهد العلم".
وضمت الدار في أول عهدها قرابة الـ 30 ألف من المراجع والمخطوطات والكتب والخرائط، أُضيف إليها لاحقا الكتب الخاصة بمحمد على باشا، وأُعطى الحق للجمهور لمطالعة هذه الكتب في في غرة رجب من العام 1287 هجرية الموافق 24 سبتمبر من العام 1870 ميلادية.
وحملت الدار اسم الكتب خانة الخديوية وكانت تقع بدرب الجماميز، وتشغل الطابق الأرضي من سرايا مصطفى صادق باشا شقيق الخديوي إسماعيل، وفي العام 1873 أضيف للمكتبة مجموعة من الكتب الأجنبية وكانت النواة الأولى للكتب الأجنبية من كتب الجمعية المصرية التي كونها مجموعة من الأجانب عام 1836 لخدمة الحياة الثقافية في مصر.
في العام 1876 اشترى الخديوي إسماعيل مكتبة أخيه مصطفى فاضل باشا وضمها للدار، وفي العام 1904 تم تخصيص مبنى فخم يليق بالدار في ميدان باب الخلق وظلت هناك إلى أوائل السبعينات حتى تم نقلها إلى مبنى كبير على كورنيش النيل برملة بولاق لتشاركها فيه الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث تم إنشاء مبنى جديد للدار سنة 1961 لضيق المبنى القديم، وبدأ الانتقال إليه سنة 1973م، وافتتح سنة 1977م.
وفي 1954 تم إنشاء دار الوثائق القومية لحفظ الأرشيف المصري وتم ضمها لدار الكتب في العام 1965.
وتقلت الدار في السنوات التالية لنشأتها إهداءات، وضمت مكتبات مهمة مثل: مكتبة قولة، مكتبة خليل أغا، مكتبة أحمد زكي باشا، مكتبة أحمد تيمور باشا، مكتبة إبراهيم حليم، مكتبة طلعت، وغير ذلك كثير.
في العام 1942 أصدرت الدار عددا من الفهارس التي تعرف بمقتنياتها إلا أنها كانت تخلط بين المطبوع والمخطوط، وفي عام 1951 تم فصل الكتب المخزنة المطبوعة عن المخطوطة، وفي العام 1954 أطلقت الدار مشروعا لتصوير مقتنياتها من المخطوطات على الميكروفيلم وقد تم تصوير قرابة 80 % من موادها. 
في مايو من العام 1992 أصدر وزير الثقافة الفنان فاروق حسني قرارا بتشكيل لجنة عليا بعضوية 16 من كبار المفكرين والعلماء لوضع إستراتيجية لتطوير دار الكتب تطويرا شاملا يحقق لها استقلالها ورفع مستوى الأداء والخدمة وتم اختيار أمين فؤاد السيد مديرا لمشروع تطوير دار الكتب.
وقال الدكتور أيمن فؤاد السيد مدير مشروع تطوير دار الكتب في العام 1992 فيما كتبه بمقال تفصيلي لتاريخ دار الكتب المصرية في مجلة الهلال تحت عنوان "دار الكتب استقلالها وتطوير أدائها" عدد يوليو من العام 1993: إن دار الكتب تختص بجمع التراث الفكري المخطوط والمطبوع وتيسير الانتفاع به للعلماء والباحثين وحفظه سليما للأجيال القادمة، بينما تختص دار الوثائق بجمع المحفوظات والوثائق الأرشيفية وتيسيرها للباحثين والدارسين وهو نشاط خدمي يعتمد على رسالة علمية ذات طابع أكاديمي، أما هيئة الكتاب تضطلع بنشاط إنتاجي تجاري يرتبط بالتأليف والترجمة والنشر وإقامة معارض الكتب والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، وقد أدت تبعية دار الكتب لهيئة الكتاب إلى طغيان النشاط الإنتاجي على دار الكتب والوثائق ومسخ صورتها وكان ومن الأفضل فصلها عن هيئة الكتاب.
وبعد ذلك صدر قرار بالفصل في مايو من العام 1993
كانت الدار تحمل اسم دار الكتب الخديوية ثم عرفت باسم دار الكتب الملكية بعد إلغاء الحماية البريطانية على مصر 1933 وأصبح اسمها دار الكتب المصرية بعد ثورة 1952 وإعلان الجمهورية.
وشهدت دار الكتب بمبنى كورنيش النيل ومبنى باب الخلق الذي تضرر من حادث إرهابي استهدف مديرية أمن القاهرة عام 2014، شهدا تطوير كبيرا وافتتاحا جديدا لمبنى باب الخلق، وفي العام الماضي 2019 شهدت دار الكتب تطوير قاعة الإطلاع الرئيسية، حيث تم تزويد القاعة بعدد من أجهزة الحاسب الآلي حيث يمكن للقراء الإطلاع على الكتب المطبوعة والوثائق المتعددة والإصدارات الرقمية، وتتسع لعدد 230 مستفيد، وتم تحديث المحتوى المعرفي للمكتبة الملحقة لتشمل ثلاثة أقسام رئيسية: القسم الأول: لمجموعة نوبل والتي تضم كل ما كُتب عن المصريين الحاصلين على الجائزة العالمية إلى جانب بعض مؤلفات الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية منهم الدكتور بطرس غالي، توفيق الحكيم، إحسان عبد القدوس. القسم الثاني: يحتوي على أحدث الإصدارات في مختلف مجالات المعرفية. القسم الثالث: تم تخصيصه لمؤلفات تتناول موضوعات الساعة التي تهم القارئ العادي والمتخصص.
وأصبحت القاعة نافذة تتيح لدارسين المستفيدين الوصول إلى مختلف ألوان المعرفة من خلال الخدمات للدارسين والباحثين المصريين والعرب والأجانب. تم تدشين بوابتها الإلكترونية التي أعيد صياغتها لتواكب متطلبات التطور التكنولوجي المعرفي.وتقدم البوابة الإلكترونية خدماتها للزائر بثلاث لغات العربية والإنجليزية والفرنسية، كما تم إضافة العديد من الخدمات بها، حيث ربطها بالفهرس الإلكتروني للدراسات، إلى جانب إمكانية الشراء الإلكتروني من الإصدارات المتاحة. 
كما يشمل متحف دار الكتب مجموعة قيمة من أندر المقتنيات التراثية وأثمنها، وتعد من أعظم ما خلفته الثقافة الإسلامية والعربية، من أهمها: مخطوطات نادرة في الدين والطب والفلك والأدب واللغة، مكتوبة باللغات: العربية، والتركية، والفارسية.. ومصاحف شريفة تتميز بجودة الخط، وبراعة الزخرفة، وجمال النقوش المُحلاة بالذهب، وبرديات عربية، ووثائق، ومجموعة من المسكوكات والعملات ذات القيمة الأثرية المهمة، تضم: عملات ذهبية وفضية ونحاسية وبرونزية صُكت في عصور مختلفة، بالإضافة إلى مجموعة قيمة من: لوحات الخط العربي والخرائط النادرة وأوائل المطبوعات والدوريات.