الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كورونا ليست كلها شرًا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما الجانب الإيجابى فى أزمة فيروس كورونا المستجد، الذى سبب هلعا ورعبا للعالم كله، هو أنه أظهر إرادة الخالق عز وجل فى خلقه، وبأنها قد تحدث فى لمح البصر كإنذار للبشرية التى حادت عن الطريق السليم، بفيروس بسيط منطلق فى الهواء، ويستطيع أن يدمر الأخضر واليابس فى ثوان معدودة! وقد أحدث كورونا، ولا يزال، تغييرا فى البشرية، وأن البشرية بعد كورونا ستكون بلا شك تختلف عن ما قبلها! ناهيك عن أن كورونا أعاد الجميع فى دول العالم إلى الإنسانية والآدمية التى فقدت فى زحام المدينة الزائف والمدمر بكل الصور، وربما دفعت كورونا الناس إلى القرب أكثر من خالقها، خوفا على مصيرهم المحتوم والأخير ساعة الحساب!
وربما أعاد كورونا البشرية إلى أخلاقها التى تراجعت فى السنوات الأخيرة إلى الأسوأ وانزلقت فى بئر سحيقة من التدنى الأخلاقى!
بالإضافة إلى أن كورونا لفت انتباهنا إلى كيفية العطس بشكل صحيح، السعال الصحى، والتثاؤب كما علمنا إياه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل 1441 عاما، ونحن عنه غافلون!!
كورونا علمنا الأدب الجم، وعرفنا معنى الحجر والحجز، وتقييد الحرية للشعب والحكومة معا..!! وأظهر قدرته على قهر الرجال والقادة وأصحاب القوة الجسمانية الخارقة!
فيروس كورونا المستجد المميت نبهنا إلى ضرورة التطهير والتعقيم من وقت لآخر، وعدم اختلاط الأنفاس والزحام والتجمعات غير الصحية، والتعامل الآدمى مع الكبير والصغير والسيدات وكبار السن والأجانب الغرباء! 
ناهيك عن أن كورونا دفع الجميع إلى عدم إهدار الوقت، فيما لا يفيد وضرورة زيادة الإنفاق العام على الصحة التى هى أغلى الأشياء فى حياة الإنسان؛ لأنها هى الحياة!
فيروس كورونا المستجد أعاد النظر بأحوال السجون وأوضاع السجناء والمعتقلين وأهمية تعقيمها من وقت لآخر. 
كورونا أثبت للجميع أنه بالعلم وحده يمكن أن تنجو بحياتك من المخاطر؛ لأن الدول التى تمتلك العلم والمعرفة هى التى تسهر وتكد للبحث عن علاج للفيروس القاتل، وتنجو بحياتها، بينما الدول النامية أو التى لا تقدر قيمة العلم عليها أن تنتظر مصيرها المحتوم وهو الموت، الجسدى أو المعنوى، وهو ما يلقى بالضوء على أهمية وقيمة العلم والعلماء والإنفاق عليهما بسخاء مثلما يتم الإنفاق على لاعبى كرة القدم! ومثلما قال الشاعر: بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم.. لم يبن مُلك على جهل وإقلال! 
شكرًا جزيلا فيروس كورونا... وربنا يحفظنا من شرورك ويبقى لنا خيراتك!!!