يستكمل عبدالرحمن عمار، وكيل الداخلية في سرد مذكراته للنقراشى رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وكشف عن بعض الجرائم التى ارتكبها الإخوان من واقع تحقيقات رسمية للمحكمة الجنائية العسكرية العليا.. ويستكمل في مذكراته هذه الجرائم كما يلي:
١٢- بتاريخ ٢٢ أكتوبر ١٩٤٨ عثر بعزبة محمد فرغلى رئيس شعبة الإخوان المسلمين بمدينة الإسماعيلية على صندوق يحتوى على قنابل، مما استدعى تفتيش منزله، فإذا بأرض إحدى الغرف بها سرداب به كميات ضخمة من القنابل المختلفة والمفرقعات والمقذوفات النارية والبنادق والمسدسات وأحد عشر مدفعًا، كما عثر في فجوة بأرض الغرفة على وثائق تقطع بأيد هذه الجماعة تعد العدة للقيام بأعمال إرهابية واسعة النطاق شديدة الخطر على كيان الدولة وأمنها، وضبطت لذلك قضية المحكمة الجنائية العسكرية العليا رقم ٨٣ سنة ١٩٤٨ قسم الإسماعيلية.
١٣- ومن الأساليب التى لجأت إليها الجماعة إرسال خطابات تهديد لبعض الشركات والمحال التجارية لابتزاز أموال منها على زعم أنها مقابل الاشتراك في جريدتهم واقتنصوا بالفعل أموالًا بهذه الوسيلة. وقد تقدمت بعض الشركات بالشكوى من هذه التهديدات طالبة حمايتها من أذى هذه الجماعة. - ولم تقف شرور هذه الجماعة عند هذا الحد، بل عمدت إلى إفساد النشء، فبذرت بذور الإجرام وسط الطلبة والتلاميذ، فإذا بمعاهد التعليم وقد انقلبت مسرحًا للشعب والإخلال بالأمن وميدانا للمعارك والجرائم ومن أمثلة هذه الحوادث والجرائم:
- في ٢٥ مايو ١٩٤٧ حدث ببندر دمنهور بمدرسة الصنايع أن اعتدى تلاميذ من الإخوان المسلمين على أحد المخالفين لهم في الرأى، وشرعوا في قتله بطعنه بسكين، وضبطت لذلك واقعة الجنائية رقم ١٢٤٨ سنة ١٩٤٧ بندر دمنهور.
- وفى يوم ٢٤ يناير سنة ١٩٤٨ تحرش بعض تلاميذ مدرسة شبين الكوم الثانوية من المنتمين إلى الإخوان المسلمين بزملاء لهم، الأمر الذى أدى إلى حادث قتلى.
- وفى يوم ٣ فبراير ١٩٤٨ حرض بعض التلاميذ من أعضاء هذه الجماعة زملاءهم تلاميذ مدرسة الزقازيق الثانوية على الإضراب، وألقى أحدهم قنبلة يدوية انفجرت وأصابت بعض رجال البوليس، كما ضبطت مع آخر منهم قنبلة يدوية قبل أن يتمكن من استخدامها في الاعتداء. ولم تتورع هذه الجماعة أن يمتد إجرامها إلى القضاء الذى ظل رجاله في محراب العدل ذخرًا للمصريين وملاذًا لهم ينعمون بثقة المتقاضين وطمأنتهم، إذا قصدوا إلى إرهاب القضاة عن طريق قتل علم منهم هو المغفور له أحمد الخازندار بك وكيل محكمة استئناف مصر، الذى حكم بإدانة بعض أعضاء الحماعة لجرائم اقترفوها باستخدام القنابل، وقد ثبت أن أحد المجرمين القاتلين كان سكرتيرًا خاصًا للإرهابى الزعيم حسن البنا.
- ولقد أدركت الحكومة المتعاقبة خطورة الأهداف والمقاصد التى تسعى هذه الجماعة لتحقيقها فحاولت - في حدود القوانين القائمة - أن تحد من شرورها وساعدت الأحكام العرفية التى أعلنت خلال الحرب العالمية الأخيرة على اعتقال بعض قادة هذه الجماعة، وعلى الرغم من ذلك فقد ظلت الجماعة سائرة في جرائمها، الأمر الذى استجوب إصدار الأمر العسكرى بحل شعبتى الإخوان المسلمين بمنطقتى الإسماعيلية وبورسعيد.
- ولقد وقعت في يوم ٤ ديسمبر سنة ١٩٤٨ حوادث مؤلمة بجامعة الملك فؤاد الأول بالجيزة، ألقى فيها طلاب من الإخوان قنابل على رجال البوليس وأطلقوا عليهم الرصاص وقذفوهم بالأحجار، فأصيب عدد منهم كما حدث في نفس اليوم أن اعتصم بعض كلية الطب بأسطح مبنى الكلية وأشعلوا النار في أماكن متفرقة وقذفوا رجال البوليس الذين كانوا يحافظون على النظام، ببعض القنابل وكميات هائلة من الأحجار وقطع الأخشاب وزجاجات مملوءة بالأحماض، ثم القوا على حكمدار بوليس العاصمة قنبلة أودت بحياته. وحدث في يوم ٤٦ ديسمبر سنة ١٩٤٨ أن تجمع طلبة المدرسة الخديوية واندس بينهم بعض الغرباء وألقوا قنبلتين على رجال البوليس الذين كانوا خارج أسوار المدرسة فأصيب ضابط وسبعة من العساكر، وكان مرتكبو هذه الحوادث المروعة من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين. وبما أنه يتبين بجلاء من استعراض هذه الحوادث - وهى قليل من كثير - أن هذه الجماعة قد أمعنت في شرورها بحيث أصبح وجودها يهدد الأمن العام والنظام تهديدًا بالغ الخطر، وبات ضروريا اتخاذ التدابير الحاسمة لوقف نشاط هذه الجماعة التى تروع أمن البلاد. القاهرة في ديسمبر ١٩٤٨ وكيل الداخلية عبدالرحمن عمار وللحديث بقية.