أهلا بكم من جديد بعد غياب، نعود إليكم في ظل هذه الظروف الصعبة والعصيبة، لنقف معا ضد هذا الوباء اللعين، وإذا كانت إحدى الراقصات حثت الناس على البقاء في البيوت مع وعد مؤكد لهم أنها سترقص كل ليلة ببث مباشر حتى لا يصيبهم الملل، "يارب الباقة ما تخلصش" وتشجيعا لحملة "خليك في بيتك" ونحن جميعا لسنا أقل وطنية من هذه الراقصة اللوذعية، لذا يجب على كل واحد منا في مجاله اختراع طريقة للترفيه والتخفيف والتحذير.
لا تأخذ حديثي على أنه سخرية، لكن خذه على أنه جرعة الماء التي تساعدك في تناول كبسولة دواء مر، أرغمك الطبيب على تناوله بعد مرضك.
أمر انتشار "كورونا" خطير للغاية وأي تهاون في اتباع التعليمات يعرض الجميع للخطر، ويجب علينا أن نتحلى بالمسئولية كما تحلى بها عم عطية.
أظنك تتساءل من هو عم عطية؟ وتحاول البحث بالاسم على جوجل، سيظهر لك الكثير لكن ما أَقْصُدُه هو عم عطية صاحب "مكمورة الفحم"، الذي أطلق النكات أول ما سمع عن الوباء، حتى إنه جمع العمال وهات يا ضحك على "كورونا" ذلك الفيروس الضعيف.
ليلتان من الحديث في الرواكي عن "كورونا" الذي طاله الكثير من السباب أكثر مما طال أحد من عائلة كوفيد، ضحكات بكركعة تكشف عن بقايا أسنان في كهوف قديمة كانت تسمى أفواه، وفجأة عويس يقطع السهرة وهو يلهث ويقول: "الحق يا عم عطية، البوكس جه خد الواد تهامي ابن خالتي ناعسة بيقولوا عنده كورونا.. سكتت الضحكات فجأة وانطلق جمع "الراكية" ليتحسسوا الخبر.
أيقن عم عطية أن الخبر صحيح وأن الوباء مميت وأنه لا بد من النظافة والتعقيم والبعد عن المصافحة والتقبيل والاختلاط.. فأسرع إلى غرفته وسكب على نفسه "جركن الجاز" ورسم حول نفسه دائرة باتساع متر ونصف وهو يحدث نفسه: "كده يا واد عطية لا بوسة ولا ناموسة ولا حتى سلام والجدع بقى يقرب.. كله إلا الروح يا حبايب وعلى رأي اللي قال يا روح ما بعدك روح، وإن جالك الطوفان حط جاز تحت رجليك وحواليك".
الجدير بالذكر أن عم عطية استهلك في أسبوع حمولة شاحنة مواد بترولية وسنوافيكم بكل ما هو جديد.
القصة حقيقية فقط غيرنا بعض التفاصيل نزولا على رغبة جمع "الراكية" حتى لا نفقد مصدرنا.