الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جاء وقت الحساب!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيظل بركان فيروس كورونا يلقى بحممه السياسية والدبلوماسية خلال الفترة القادمة، خاصة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد اتهام الصين للجيش الأمريكى بأنه هو صانع كورونا، والذى جلبه لمدينة «ووهان» معقل الفيروس وأول بؤرة ظهر فيها، بعدما استدعت الخارجية الأمريكية الجمعة الماضى، السفير الصينى لدى أمريكا للاعتراض على ما أقدمت عليه الصين من اتهامات موجهة للجيش الأمريكى، الأمر الذى دفع وزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين الماضى، إلى تحذير الولايات المتحدة من اتخاذ أى إجراءات أو خطوة قد يكون لها واقع مؤلم على العلاقات بين البلدين في ظل الظروف الراهنة، التى يعانى منها العالم بأسره.
وتشير الدلائل التى تظهر بين الحين والآخر إلى أن أجهزة المخابرات في العالم بدأت تأخذ أدوارًا غير تقليدية لتحديد شكل العالم خلال العقدين القادمين بعد أن توقفت الدول الكبرى عن سباق التسلح التقليدى ودخلت مرحلة جديدة من اللعب على أوتار الحرب البيولوجية التى قد تكون الطريق القريب لفناء العالم.
فها هو فيروس كورونا يشكل خطورة كبرى على العالم أجمع بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية والصين وأوروبا بالذات، التى حولها إلى ما يشبه «بيت الأشباح»، حيث فرض بعض الدول حظر التجول في بعض المدن، والتى تفشى فيها الفيروس نظرا لمنع التجمعات.. وتم إيقاف الدراسة في العديد من الدول ولم يكن الفيفا والمنظمات الكروية بمنأى عما يحدث؛ حيث تم إيقاف النشاط الرياضى والمسابقات المحلية والدولية بمختلف مراحلها مؤقتا ولحين السيطرة على الفيروس الذى تحول إلى وحش كاسر بفعل أمور كثيرة، منها الفتاوى التى تصدر من غير المتخصصين، والتى تقلل من خطورة الفيروس، ناهيك عن ضعف ثقافات التعامل مع مثل هذه الحالات من انتشار الأوبئة!
وستكشف الأيام القادمة مدى تأثير هذا الفيروس على الاقتصاد العالمى والعودة إلى تباطؤ النمو وخسارة العالم لتريليونات من الدولارات بسبب توقف المنشآت الصناعية وغيرها لدى العديد من العالم، وكذلك حركة السياحة والطيران وغيرهما.
لكن في نفس الوقت، فإن مصائب قوم عند قوم فوائد، حيث تتسابق بعض الدول مثل الولايات المتحدة والصين وغيرهما، للكشف عن علاج ناجع لهذا الفيروس الذى كاد يصيب العالم في مقتل.. فسوف يزدهر نشاط العديد من شركات الأدوية الكبرى حول العالم والتى تنتظر جنى المليارات من الدولارات!
ولم تقف أمريكا مكتوفة الأيدى عند اتهام الصين لمخابراتها بأنها وراء انتشار هذا الفيروس بل تروج من الآن إلى أن انتشار هذا الفيروس ما هو إلا خطة صينية للإطاحة بالعديد من الشركات الأمريكية والأوروبية الكبرى، والتى تستثمر في الصين وحققت مكاسب مادية كبيرة، أثرت في اليوان الصينى والنسب العالية التى كانت تحققها الصين في السنوات الماضية.
ولا تزال الحرب النفسية وحرب الشائعات سارية بين بعض الدول، خاصة أمريكا والصين.. لكن في كل الحالات لن يطول الزمن كثيرا حتى يعرف العالم أجمع الظروف الحقيقية التى انتشر بسببها هذا الفيروس، وهل هو فعل متعمد وبداية حرب بيولوجية حقيقية لمنع الصين من تصدر الاقتصاد العالمى وتراجع الاقتصاد الأمريكى أم هو فيروس ظهر بفعل عوامل أخرى بعيدة عن تعمد أو تدخل أحد... وإن غدا لناظره قريب...
والله من وراء القصد.