من أهم صفات القائد الحقيقي، اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، لأن توقيت القرار- كما قال نابليون- أحيانا يكون أهم من القرار نفسه، أقول هذا وأنا أتقدم بالتحية والشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي باتخاذه قرار تعليق الدراسة لأسبوعين، ذلك القرار الذى أنهى به عاصفة القلق والحيرة والتخبط والغضب بين الأمهات والآباء في بيوتنا، كنا جميعا في انتظار قرار يطمئن قلوبنا على أبنائنا وأحفادنا بعد سيل التوقعات والتكهنات وأخذ ورد جعل مشاعر الرجاء والنداء تصل إلى مرحلة الاحتقان المكتوم من قبل الأمهات تجاه المسئولين عن التعليم بما أثار بلبلة أعطت الفرصة لكثير من مثيرى القلق ومروجى الشائعات من استغلال الموقف والنفخ في النار ليبدو الأمر وكأنهم لا ينصتون إلى نبض الشارع، وكان الأمر سيصل حتمًا إلى المعادلة الصفرية لو امتد قليلًا. حتى جاء القرار الذى أثبت به الرئيس أنه لم يتخذه فقط من منطلق المسئولية السياسية الملقاة على عاتقه كقائد للبلاد، إنما اتخذه وفق رؤيته الإنسانية النابعة من قلبه كأب وجد، حريص على أبنائنا وأحفادنا أيضًا، ربما يطول الوقت- وهو ما لا نتمناه بالطبع- لا أحد يعلم، لأننا في إطار إدارة أزمة قائمة، وهو ما يتوجب معه مراجعة الأمر ساعة بساعة وفق المعلومات التى تتوارد، لم يكتف الرئيس بذلك بل خصص في نفس الوقت مبلغ 100 مليار جنيه لتمويل خطة مواجهة الفيروس، لتبدأ الفرق الطبية من المستشفيات والجيش وإدارة الطب الوقائى وإدارة الأمراض المتوطنة في تطهير المدارس وأماكن التجمعات والأماكن الحكومية، وهو ما يضعنا أمام مسئولية أداء واجبنا كأفراد لاستكمال الطريق للنجاة بحياتنا ووطننا، وهو ما يفرض علينا التعامل بكل حزم مع وقف انتشار العدوى أو منع التقاطها والتعامل بشكل وقائى يجنبنا الخسائر التى لا تعوض في الأنفس والأموال، ليس علينا التهاون مع من يفتحون السنترات بدعوى استكمال المناهج التعليمية والإبلاغ عنها، وإلا فلماذا كنا نريد تعليق الدراسة؟ وعلينا أن نمنع أولادنا أيضًا من جلسات المقاهى والخروج إلى النوادى والمولات، وعلينا أيضًا التخفيف من مدة الخطبة في صلاة الجمعة وعظات الأحد ووقف حفلات الزفاف لأنه ليس بالإمكان فصل المعازيم بمسافة متر بين كل فرد وآخر، إذا كنا قد استسهلنا الأمر في البداية وتفاءلنا تفاؤلا مشوبًا بالحذر فقد دقت ساعة الجد بعدما أعلنت الحكومة عدد المصابين والمشتبه في إصابتهم وتتبع مصدر العدوى الذى تبعه تطهير حقائب المسافرين أيضًا وتطهير المطارات أيضا، إن ما تتداوله المواقع الإخبارية على المستوى العالمى الآن حول الفيروس مخيف وما تبذله الدول من حولنا مؤشر صادق لوصول الأمر إلى حد الوباء، خاصة في إيطاليا التى التزمت بيوتها بعد أن ودعوا أحباءهم فقط؛ لأنهم اعتبروا الأمر هينًا ولا يتأثر به سوى كبار السن، فحصد ما استطاع من جميع الفئات العمرية، ناهيك عن فرنسا وألمانيا وأمريكا وإسبانيا التى تصاعدت فيها وتيرة الأعداد المصابة بشكل مخيف، أدعو الله ككل مصرية أن ترتفع حرارة الجو بما يسمح بإيقاف انتشار الفيروس، تحت شرط توخى الحذر وإجراءات السلامة الطبية التى نعرفها جميعا الآن. والأهم من ذلك ألا ننساق خلف ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك إلى تويتر إلى واتس آب ونتبع ما ينشره الموقع الحكومى المسئول عن ذلك، إننا نثق في حكومتنا ورئيسنا فيما تتخذه من قرارات وعلينا نحن أيضًا مراقبة تنفيذها على أرض الواقع والالتزام بها والتبليغ عن كل من يخالف ذلك أعنى فتح السنترات والجيم وغيرها، والأهم هو مراقبة السوق أيضا والتبليغ عن كل من يستغل هذه الأزمة فيما يخص احتكار السلع أو ارتفاع أسعارها. فنحن رقباء على أنفسنا ونحن من يقيم أود هذا الوطن، الحكومات والشعوب صنوان ولكل مجاله، نحن في حرب مع عدو لا يجابه إلا بالعلم، نعلم أن أعمارنا بيد القدير، لكن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضرر ولا ضرار»، وقال أيضًا «تداووا عباد الله، ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء»، وهو ما يحثنا على الاهتمام بالضرورات الطبية الوقائية دون الاعتماد فقط على بعض الدعاوى التى توجب ذلك معتمدة على تكرار الوضوء والنقاب مثلا وأكل التمر- ولست ضد كل ذلك- بالطبع، أكرر الشكر للرئيس الإنسان والأب والجد والمسئول وأدعو الله لنا جميعا أن يقينا شر هذا الداء ويمن على المصابين في جميع أنحاء العالم بالشفاء العاجل لتعم الفرحة الكوكب كله.
آراء حرة
المسئولية السياسية والرؤية الإنسانية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق