حالة من الطمأنينة انتابت العائلات المصرية بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعليق الدراسة في الجامعات والمدارس لمدة أسبوعين وذلك في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد مع تخصيص ١٠٠ مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة وما تتضمنه من إجراءات احترازية.. الطمأنينة جاءت بعد البلبلة التى شعرنا بها جميعًا في الأيام القليلة الماضية نتيجة سوء إدارة وزارة التعليم للأزمة.. فالدكتور طارق شوقى وزير التعليم غير قادر على تبرير آرائه للمواطنين، حينما نستمع له في مداخلاته الهاتفية في الفضائيات نقلق أكثر.. عن نفسى استمعت للوزير كثيرًا ولَم أفهم ليس لأنى «ضعيف الفهم» أو «فِهِمى على أدى» ولكن لأن «الوزير غير قادر على إقناعى»، وجهات نظر الوزير بها قدر من الفلسفة غير المطلوبة، يلِف ويدور ببراعة، ينتقل من نقطة إلى نقطة أخرى دون شرح النقطة الأولى وتوصيلها للمواطن الذى يستمع إليه، والدليل أن كثيرًا من أولياء الأمور لا يطمئنون للوزير وشعروا بالقلق على مستقبل أبنائهم، إلى أن جاء القرار الحاسم من الرئيس السيسي بتعليق الدراسة لمدة أسبوعين، بعدها شعرنا بالطمأنينة وانتهى القلق دون رجعة.. ومن الذى يُطمئننا سوى السيسي؟ ومن الذى يُزيح عنا القلق على صحة أولادنا وتعليمهم سوى السيسي؟ ومن الذى يُقدِر مسئولياته سوى السيسي؟ ومن الذى يواجه الأزمات بقوة سوى السيسي؟ ومن الذى ينجح في إدارة الأزمات سوى السيسي؟ ومن القادر على إصلاح ما أفسده وزير التعليم سوى السيسي؟، تركنا وزير التعليم «حيارى» ولَم يقُل لنا ما يُطمئننا، تناسى دوره في الحفاظ على صحة تلاميذ مصر قبل تعليمهم.
لكن وزير التعليم معذور، فهو ليس لديه رؤية مستقبلية، ليس لديه الفراسة الكاملة لإدارة الأزمة، نعم معذور، لم يفكر في الأجيال التى كادت أن تتعرض لكارثة بعد انتشار الفيروس.. نعلم أنه لا بد أن يكون للوزير - أى وزير - حِس سياسى، لكن وزير التعليم مُنعدِم الحس السياسى، لا يهمه حالة التوتر التى شعر بها كل بيت في مصر، وظل يُفكر ويُفكر، وظل يُبرر ويُبرر، وظل يتجمل ويتجمل، وظل يُكابر ويُكابر إلى أن جاء قرار الرئيس السيسي بتعليق الدراسة لمدة أسبوعين لينزل الوزير من عليائه ويقع على الأرض مُنكسرًا مهزومًا.
فشل وزير التعليم ونجحت الدولة بكل وزاراتها ومؤسساتها وهيئاتها، الكُل استعد للأزمة وتخطاها إلا هو، الكل كان حازمًا وصادقًا في نقل الحقيقة للشعب المصرى إلا هو، الكل اجتهد لوجه الله والوطن وأبناء مصر إلا هو، فلم يكن على مستوى الحدث وكان أقل بكثير من المطلوب، بصراحة: سقط الوزير في اختبار نجح فيه كل الوزراء.
ورغم كل ذلك، نجحت مصر في إدارة أزمة فيروس كورونا، وكان الرئيس السيسي يتابع الموقف باستمرار، كان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى نموذجا يحتذى به من تحمل المسئولية وشكل غرفة عمليات مستمرة طوال الـ ٢٤ ساعة، وكان مكتب الشكاوى بمجلس الوزراء خلية نحل لا تتوقف، كانت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد مجتهدة كعادتها وتحركت بكل نشاط وبخطوات مدروسة هى ومجموعة عملها في المحافظات، نجح رجال مصر في منافذ الدخول للبلاد من خلال الحجر الصحى وتابعوا الحالة الصحية لجميع المواطنين الوافدين، نجحت مؤسسات الدولة في التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، ونجحت الدولة في توفير المخزون الاستراتيجى من المستلزمات الطبية وتدريب الفرق الطبية على كيفية التعامل الآمن مع حالات الإصابة بالفيروس.
كل هذا حدث ووزارة التربية والتعليم كانت «تدرس ثم تدرس ثم تدرس مرة أخرى ثم تعود وتدرس مرة أخرى ثم تتحجج وتتحجج مرة أخرى ثم تعود وتتحجج مرة أخرى» والنتيجة كانت التلاعب بطلاب وتلاميذ مصر، فشعرنا جميعًا بأن الوزارة لا تبالى ولا تهتم بطلابها وتلاميذها.
دائمًا ما أقول - عن اقتناع تام - إن مصر تعافت واتغيرت، وهذا صحيح وواضح للجميع، والدليل أن رئيس الجمهورية الرئيس السيسي يشعر بما يقوله الشارع، يصل إليه صوت الناس، لديه من يقول له الحقيقة، ومن يدلُه على القرارات الصحيحة، ولهذا نجد أن قرار تعليقه الدراسة لمدة أسبوعين نال استحسانًا لدى جموع الشعب، وهدأ من روعِنا، وجعلنا نشعر بأن الرئيس يشعر بِنَا ويتخذ القرارات السليمة المطلوبة من الرأى العام.. السيسي لا يُكابر ولا يخفى شيئًا عن الشعب، ويطالب دائمًا بالشفافية، وأتذكر ذات مرة في إحدى جلسات مؤتمر الشباب الذى عُقد بالإسكندرية أن قال لنا: خليكوا معايا وإقفوا جنبى، هوه إنتوا هاتسيبونى لوحدى ولا إيه؟، رأيكم مهم جدًا وأفكاركم مهمة جدًا بالنسبة لى، لو اقتنعت بها هانفذها فورًا لأن المستقبل لكم، وما أقدرش أتخذ قرارا دون إرادتكم» … تذكرت هذه الجُملة اليوم وأنا أصفق الآن للرئيس السيسي على قراره بتعليق الدراسة الذى كُنا ننتظره من رجل استئمناه على مصر برجالها وطلابها وتلاميذها، وقد كان على قدر المسئولية.
سألنى أحد الأشقاء العرب: لماذا غالبًا تكون قرارات الرئيس السيسي مُوفقة وتلقى إعجاب الشعب المصرى ؟ قلت على الفور: لأن السيسي واحد مننا، زينا، مصرى أصيل، ابن الأرض الطيبة التى لا تألوا جهدًا للتضحية من أجل البلد وأبنائها، لم يبتعد عن الرأى العام ولَم ينعزِل عن الشعب … ربنا معاه.