بعيدًا عن العبارات التجميلية والكلمات المنتقاة، أقولها من قلبي لوزير التعليم: ارحمنا.. ارحمنا.. ارحمنا.. فقراراتك خارج المنهج.
يا سيادة الوزير، أنت ترى مصر وأهلها من شرفة الوزارة، لم أرك في زيارة لمدرسة في منطقة شعبية أو ريفية، لم أشاهد لك جولة داخل الفصول المكدسة بالطلبة، كما لم أرَ لك اجتماعا بأولياء الأمور، كل ما شاهدته لك وغيري حفنة من القرارات التي لا تقبل فيها النقاش بل تتعامل مع منتقديها بغرور وكأنك تعلم ما لا يعلمه الناس.
بالله عليك كيف تتخذ قراراتك وأنت لم تعش معاناة الناس، كيف تصدر قرارات لمنظومة لم تتشبع بالحياة داخلها، لم تقف يومًا في فصل، لم تخالط طلبة ولا مدرسين، لم تقف على باب مدرسة في أي صباح، وترى تدافع الطلبة.. لم تقُم بجولة تفقدية لخرابات لدينا يطلق عليها أسماء مدارس.. من أين أتيت لنا يا دكتور طارق شوقي! أنت تحتاج إلى درس عملي.. تحتاج أن تقضي يومك في جولات في كل أنحاء مصر لترى الواقع جيدا وتدرك أن التقارير مهما كانت دقتها لا تصف ولو جزءا بسيطا منها.. يا سيادة الوزير، قلت لك من ذي قبل الأساس متهالك والمنظومة بأكملها في وادي وأنت في وادي..
مصر تحتاج وزيرا يُشمّر عن ساعديه ويترك البيانات الرسمية ومداخلات التوك شو، ويمد يده في قلب النظام التعليمي.. مصر تحتاج من يعيش في مِحْنتها ويُعايش همومها.. بالله عليك كيف لطبيب لم يُعايش محنة المرضى أن يصف دواءً يخفف معاناتهم؟!
يا وزير التعليم، بجانب شهاداتك العلمية تحتاج إلى خبرة عملية، فاترك مكتبك وتجوّل داخل أروقة المدارس.. واستمع للمدرسين والطلبة وأولياء الأمور.. وتذكر أن قرار الرئيس أنقذك.
