شهد العقد الثانى من القرن الحالى منهجا جديدا من الصراع العالمى.. انتقلت فيه مواجهات الدول من قتال الجيوش التقليدى إلى مرحلة جديدة تنطوي على مخاطر كبيرة ومخيفة من شأن تأججها وتمددها أن تعصف بالبشرية.. وهى أشد بأسا من القنابل الذرية التى أطلقت ولمرة واحدة ولم تتكرر على ناجازاكى وهيروشيما، والتى كانت بمثابة رسالة من أمريكا إلى العالم كله.. فلم يكن هناك من سبب غير ذلك للحرب العالمية الثانية التى وضعت أوزارها بهزيمة دول المحور وانتصار الحلفاء، والتى تم إعادة تشكيل قوى الخريطة العالمية عقب انتهائها وبزوغ الولايات المتحدة الأمريكية كقوى عظمى جديدة.. وقد أطلق على تلك المرحلة من الحروب الجديدة حروب الجيل الرابع.. وهى تتسم بطول الأمد وعدم وجود خطوط فاصلة بين الحرب والسياسة وبين المدنيين والعسكريين.. وهى دائما تحتوى قوة أخرى غير القوة الحكومية تكون طرفا أساسيا وضالعا في الصراع القائم.
وقد مست حروب الجيل الرابع مناطق كثيرة في العالم، وتركز أغلبها في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث إن اختيار المنطقة تم بعناية فائقة ولأسباب محددة ومعروفة.
وفى ظل التقدم العلمى سريع الخطى تتشيطن الأفكار الإنسانية وتتوغل في ارتكاب كل ما هو ضد الإنسانية والحياة والدين، ويدعم ذلك التطورات الحادثة في وسائل التواصل الاجتماعي والقدرة الفائقة في السيطرة على الأفكار المبتكرة والمختلفة وتوجيهها إلى أهداف معينة، وأظن أن العالم قد تخطى مرحلة حروب الجيل الرابع إلى مرحلة جديدة تسمى بحروب الجيل الخامس، والتى بدأت بحرب الكورونا، وهى الحرب التى بدأت بين كبار العالم لفرض هيمنة طرف على آخر وكسر تقدمه وشوكته.. وقد امتدت حروب الكورونا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.. وهى حرب جديدة من نوعها تثير المخاوف وتنطوى على عزل مناطق وبلاد عن العالم أجمع وضرب نوع من السياج عليها.
ورغم أن الكورونا لم تسجل أى وفيات بين الأطفال في العالم أجمع، ولا بين الشباب ولا حتى الكبار حتى سن الخمسين، إلا أن إجراءات العزل والوقف قد تشكل خسارة كبيرة وفادحة، وسيكون لها تأثيرها البالغ على الاقتصاد العالمى، وقد استغلت الأجهزة الاستخباراتية لبعض الدول الظروف الحالية في تدمير الدول المعادية لها داخليا وهدم اقتصادها من خلال بث أخبار غير صحيحة عن مدى انتشار المرض وخطورته.
ورغم أن مصر لم تسجل حالة وفاة واحدة حتى الآن بين مواطنيها، ورغم حصر المصابين والتعامل معهم وفقا لقواعد منظمة الصحة العالمية؛ فإن هناك من يستمر في شن هجمات مغرضة لتهويل الأمر ووقف السياحة ونشر الذعر بين المواطنين بهدف عزل الدولة وإنهاكها وإثارة القلاقل والتوتر بين أبناء الشعب.
وما زالت الجهود المضنية حيال مواجهة حرب الكورونا المغرضة مستمرة.. وما زلنا نغنى بسخريتنا المتلازمة في كل أمورنا (كورونا.. كورونا.. لو خايفين.. اعزلونا.. بس أوعوا تنسونا).