في 26 فبراير الماضي، أعلنت «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» المنظّمة بدء أعمال منتدى «تحدى محمد بن زايد العالمى للروبوت»، وهو المنتدى الأول من نوعه في أبوظبي، بمشاركة نحو 400 خبير دولى في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، حيث تمت مناقشة الدور الذى يمكن أن تسهم به مسابقات الروبوتات في تطوير الابتكار للمستقبل. استهدف المنتدى توفير الفرصة للفرق المشاركة لاستعراض مشروعات الروبوتات التى شاركت بها أمام ممثلى القطاع الصناعى لتعزيز مستوى الوعى بهذه المشروعات، وتعزيز فرص التعاون البحثي.
ركزت الحلقة النقاشية التى تضمنها المنتدى على التحديات المعاصرة التى يشهدها مجال الروبوتات والتوصيات التى يجب الأخذ بها في تحديات الروبوتات في المستقبل. وبحثت الجلسة إمكانية تقديم المسابقات كتحدى محمد بن زايد العالمى للروبوت 2020 الدعم للبحث والابتكار في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وقدم المتحدثون في المنتدى رؤى وأفكارًا وتجارب جديدة لعل من أهمها الروبوتات الغواصة التى يمكن استخدامها في الاستكشافات البحرية، وهندسة وعلوم الروبوتات الحيوية والنمذجة الحيوية، وهندسة الروبوتات الشبيهة بالبشر والذكاء الحركي، والابتكار في الأتمتة الروبوتية، والتعلم متقاطع الأنماط لأنظمة الروبوتات الذكية.
وتسعى رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى إلى تحويل دبى إلى إحدى أذكى مدن العالم؛ فقد أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولى عهد دبى رئيس المجلس التنفيذى أن البيانات تشكل دعامة إستراتيجية في ضمان جاهزية الإمارة بدوائرها وأجهزتها كافة لتحقيق رؤية الشيخ محمد بن راشد الرامية إلى تحويل دبى إلى إحدى أذكى مدن العالم المعاصر من خلال إدارة مرافق وخدمات المدينة عبر أنظمة ذكية ومترابطة، بما يسهم في الارتقاء بكفاءة الأداء إلى أعلى مستوياتها، كما تشكل عاملًا مهمًا في تقييم مدى الجاهزية لتنفيذ رؤيته في مجال الاستعداد خلال العام الحالى لتحقيق الريادة خلال الخمسين سنة المقبلة.
إن استثمار البيانات وتحليلها بالشكل الأمثل يمكّن دبى من تحقيق رؤيتها في التحول إلى أسعد مدينة في العالم، فضلًا عن أثره في تعزيز تنافسية دولة الإمارات على المستوى العالمي، والتأثير الإيجابى المباشر في عمليات اتخاذ القرار لدى الجهات الحكومية، وتمكينها من إعداد سياساتها وتنفيذ خططها ومبادراتها الإستراتيجية بكفاءة وفعالية عالية.
وتقدم المبادرة مقياسًا واقعيًا لمدى إسهام كل جهة في التحول الرقمى بدبي، ويقوم فريق عمل دبى الذكية بالارتقاء بمنصة على شبكة الإنترنت لمستويات جديدة تلبى متطلبات الاستعداد للمستقبل المنظور. وتحصد دبى اليوم نتاج التعاون الوثيق بين دبى الذكية والجهات الحكومية وشبه الحكومية الرائدة في دبي، والتى امتثلت لسياسات بيانات دبي، وحققت نتائج لافتة في هذا المجال الذى أولته الإمارة اهتمامًا بالغًا؛ حيث تم إنشاء وإدارة قاعدة بيانات المدينة تحتوى على جميع المعلومات اللازمة لدعم التحول الذكى وتغذيتها بالبيانات المتوافرة لدى الجهات الحكومية وشبه الحكومية بصورة سلسة وآمنة.
ولعل كل الجهود والخطط الطموحة التى أخطتها دولة الإمارات لنفسها كى يكون لها وضعية فارقة في مستقبل المنطقة والعالم هى ما دعت بان كى مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة خلال مشاركته في إطلاق تقرير القوة الناعمة 25 فبراير الماضى في العاصمة البريطانية لندن إلى أن يؤكد أن دولة الإمارات تشكل نموذجًا واقعيًا ومثالًا يُحتذى في قدرة الدول على استخدام الموارد الاقتصادية بشكلٍ مثالى لدعم وتعزيز التنمية المستدامة في عديدٍ من المجالات.
في الوقت ذاته، عقدت «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» - أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعى على مستوى العالم - أول اجتماع رسمى لمجلسها الاستشارى لمراجعة ومناقشة أنشطتها مع استعدادها لاستقبال أول دفعة من طلاب الدراسات العليا في سبتمبر 2020 في مستهل العام الجامعى القادم.
وناقش أعضاء المجلس الاستشارى خلال الاجتماع استعدادات الجامعة لتحقيق نتائج عملية ملموسة من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر وإيجابى في الاقتصادات والقطاعات المختلفة. كما أكدوا ضرورة التعاون المباشر مع مختلف القطاعات لضمان التوافق بين مخرجات الجامعة واحتياجات السوق، ويشمل ذلك استيعاب الطلاب كامل المنظومة المطلوبة لتطبيق علوم الجامعة في السوق بما في ذلك الإلمام بحقوق الملكية الفكرية وقوانين براءات الاختراع، والحصول على المشورة المالية للشركات الناشئة.
وقد أُسست «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» بهدف إرساء مكانة متميزة لدولة الإمارات وتعزيز قدراتها في هذا المجال الذى يكتسب أهمية متزايدة في بناء أجيال قادرة على صناعة المستقبل. وسوف تسهم الجامعة في رعاية ودعم وتطوير المواهب والكفاءات الاستثنائية في مجال الذكاء الاصطناعي، وستكون هذه العقول الواعدة نواة لتأسيس منظومة متكاملة من شأنها أن تنقل دولة الإمارات إلى عصر جديد من الابتكار والإنتاجية والنمو محليًا وإقليميًا وعالميًا.
وقد بدأت «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» بالفعل في مراجعة طلبات التسجيل للعام الدراسي القادم (سبتمبر 2020)، حيث تم تدقيق أكثر من 1000 طلب بلغ الآن المرحلة النهائية قبل القبول ببرامج الماجستير والدكتوراة في مجالات تعلّم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية والرؤية الحاسوبية. وتقدم الجامعة لجميع الطلاب المقبولين منحة دراسية كاملة، علاوة على مجموعة من المزايا التى تشمل بدلًا شهريًا وتأمينًا صحيًا والإقامة والمسكن. وسوف تعمل مع كبرى الشركات المحلية والعالمية لتأمين التدريب للطلاب ومساعدتهم على الحصول على فرص عمل.
وأقترح على الرئيس عبدالفتاح السيسي التواصل مع أخيه الشيخ محمد بن زايد لتخصيص عدد من المنح للباحثين المصريين في الجامعة الجديدة، وذلك من خلال فتح التقدم على موقع الجامعة للباحثين المصريين، لاختيار عددٍ منهم للحصول على المنح المقدمة من الجامعة، وذلك في إطار التعاون في المجالات العلمية بين مصر والإمارات.
نحن فخورون بتقدم دولة الإمارات، وسعيها الدؤوب نحو المستقبل والأخذ بشروط التواجد فيه، والعمل المؤثر والفاعل في أرضيته المشبعة بالقوة الناعمة والذكاء الاصطناعى والروبوتات، وأتمنى أن تتعاون كل الدول العربية للوصول بالوطن العربى إلى مستقبل جديد ومختلف يحقق الرفاهية لكل مواطنيه بعيدًا عن أهل الشر الذين يسعون لتقويض كل جهد مخلص يُبذل من أجل الشعوب والأوطان.