قال اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، إن انضمام رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة إلى الحزب، جاء لأن أفكار الحزب تتماشى مع رؤيته وطموحاته، وبخاصة في مجال تمكين الكوادر الشابة بكافة المناصب القيادية والسياسية.
وأضاف «أبو هميلة» في حواره مع «البوابة نيوز»، أن الحزب، خلال الهيئة العليا، وافق بالإجماع على انضمام أبو هشيمة وانتخابه نائبا لرئيس الحزب.
وأكد «أبو هميلة» أن حزب «الشعب الجمهوري» يعمل منذ سنة 2012، ولديه 13 نائبا ممثلين تحت قبة البرلمان، ولا يوجد ما يمنع من انضمام أى شخصية تضيف للعمل السياسى وللحزب لكى يحقق أكبر نتائج من المقاعد بالبرلمان القادم.
وإلى نص الحوار.
■ ما تفاصيل انضمام رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة إلى حزب «الشعب الجمهوري» وأسبابه؟
- الحزب يعمل على برنامج وقواعد وأسس منذ سنة ٢٠١٢، وأهمها التركيز على الكوادر الشابة وإشراكهم في الحياة السياسية، ومن خلال عدة لقاءات جمعت رئيس الحزب المهندس حازم عمر بأحمد أبو هشيمة، ودار خلالها حوار حول أوضاع الحياة الحزبية في مصر وضرورة ان يكون هناك عنصر تنافسى بين الأحزاب، وأنه من الضرورى إشراك كافة القيادات السياسية ورجال الصناعة في هذه المرحلة، خاصة أن حزب الشعب الجمهورى لديه رؤية واضحة وصريحة حيال إشراك كافة الأشخاص في قطاعات المجتمع، من أجل إنجاح التجربة الحزبية في مصر، والمساهمة في فتح مجال لكل من لديه قدرة على العطاء من أجل تحقيق أحلام وطموحات الشعب المصرى في كافة المجالات.
ومن خلال هذا اللقاء، قرر «أبو هشيمة» الانضمام للحزب والمشاركة في العمل السياسى بشكل جاد وفعال لتحقيق كافة طموحات ورؤى الحزب على مستوى الجمهورية.
وخلال الفترة القادمة سيعلن حزب الشعب الجمهورى عن انضمام أكثر من ٥٠ شخصية جديدة لديها باع طويل في العمل السياسي، وسيكون وجودها إضافة مهمة في العمل الحزبي.
■ وهل هناك سبب مادى وراء اختيار أبو هشيمة؟
- أى حزب يحتاج للاعتماد على من يضيف له «سياسيًا»، وأبو هشيمة لديه باع طويل في العمل السياسي، وداعم بشكل كبير للشباب، وانضمامه للحزب أحدث ارتباكا في كافة الأحزاب، ونستطيع معه أن نحقق رؤية الحزب التى تتماشى مع أفكاره.
حيث استطاع أبو هشيمة خلال الفترة السابقة أن يوفر العديد من فرص العمل بكافة محافظات مصر، وقام بتطوير عدد كبير من القرى والعشوائيات، وانضمامه لأى كيان حزبى سيساعد بشكل كبير في المساندة والدعم لهذه الأفكار من أجل تحقيقها على أرض الواقع، وخلق منافسة قوية وشريفة بين الأحزاب، لكى نصنع مناخا سياسيا جيدا تمثل فيه كافة طوائف الشعب.
■ الرئيس السيسي يطالب دائما بإشراك الشباب في العمل العام، فهل الحزب يهتم بتمكين الشباب؟
- نحن كحزب نعمل من خلال خطة ثابتة وبرنامج حزبى ثابت، من أهم بنوده التركيز بشكل كبير على إشراك الشباب في العمل السياسي، وذلك بفضل توجيهات الرئيس السيسي واهتمامه بالشباب في الدفع بعدد ٢٢ من شباب وشابات مصر لتولى منصب مهم وهو نواب المحافظين.
ومطلوب من الجميع دعم هذه التجربة وتوفير كافة السبل لإنجاحها، بما يوفر في المستقبل القريب قيادات محلية من الشباب تكونت لديها الخبرة لتؤهلها لتولى منصب المحافظ، ومجلس النواب ناقش مسبقا مشروع قانون بشأن تنظيم بعض الأوضاع الخاصة بنواب المحافظين، والذى تم تعديله إلى تنظيم بعض الأوضاع الخاصة بالمحافظين ونوابهم.
وهذا المشروع يتماشى مع الدستور ولا يخالفه، ويحقق نوعا من الاستقرار الوظيفى لنواب المحافظين من الكوادر الشابة.
■ حزب الوفد أعلن أنه لن يقبل بأقل من ٣٠٪ من مقاعد البرلمان القادم، فما رأيك في ذلك؟
- من السابق لأوانه أن يعلن حزب الوفد عن رقم بعينه لكى يخوض المنافسة الانتخابية على أساسه، وكل دقيقة يتغير المشهد السياسي، ولكننا نكن كل احترام وتقدير لحزب الوفد العريق وكافة قياداته، ونتمنى للجميع التوفيق والمنافسة على تحقيق أكبر عدد من المقاعد، وهو أيضا ما يسعى إليه حزب الشعب الجمهورى خلال الفترة القادمة.
■ وما أفضل نظام انتخابى من وجهة نظرك يحقق إرضاء للجميع؟
- أرى أن أفضل نظام انتخابى يحقق عدالة للجميع هو نظام ٧٥٪ قوائم انتخابية، و٢٥٪ للنظام الفردي، لأن هذا النظام يقوى الأحزاب ويتيح فرصا أكبر لاختيار كوادر لديها خبرات تضيف للعمل السياسي، يقلص فرص استخدام المال السياسى في العملية الانتخابية، لأن النظام الفردى يشجع دخول المال السياسي، وهو غير مطلوب خلال الفترة القادمة، التى تحتاج منا جميعا العمل من أجل مصر.
وثقافة العمل الحزبى تغيب عن المواطن ما يتطلب مزيدا من الجهد من الأحزاب، لا سيما وأن الممارسة السياسية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأحزاب؛ فالمادة ٥ من الدستور حددت أن النظام السياسى يقوم على أساس التعددية السياسية والحزبية، لذا لا بد من إرساء الثقافة الحزبية في التعامل الحزبى في الشارع المصري، فالشباب يعزف عن الانخراط في الأحزاب ما يتطلب معالجة، إذ إن الشباب يمثل ٦٠٪ من الشعب المصري.
■ هل تؤيد مُقترح شطب الأحزاب غير المُمثلة في البرلمان؟
- دائما يتم تقييم الأحزاب وفقًا لتمثيلها في البرلمان، إذ إن الأحزاب المهمة والموجودة هى الأحزاب الممثلة برلمانيا فقط، والتى لا تتجاوز ١٢ حزبا سياسيا، واندماج الأحزاب مطلوب، ولكن يجب أن يتم بالتراضى والتوافق بين الأحزاب وبعضها البعض؛ فالمصريون لديهم الوعى الكامل بالأحزاب المؤثرة دون غيرها، لذا أطالب بدعم الدولة لكل الأحزاب ومساندتها على التواجد، والوقوف على مسافة واحدة من كل الأحزاب الموجودة.
■ وهل استطاع البرلمان تحقيق أحلام وطموحات الشعب المصري؟
- البرلمان الحالى هو الأفضل على الإطلاق، حيث استطاع أن يقر ٦٨٠ مشروع قانون لصالح المواطن، وهو رقم ليس بقليل، ويوجد به تمثيل مشرف من جميع طوائف المجتمع، وبخاصة الشباب والمرأة، حيث إنه لأول مرة يمثل البرلمان المصرى ٩٠ نائبة، وهو يمثل تغيير كبير للمفاهيم القديمة المتوارثة.
■ وهل تتعامل الحكومة مع المجلس بشكل إيجابي؟
- مجلس النواب يتعامل بكل حسم مع الحكومة، خاصة أن اللائحة الداخلية لمجلس النواب نظمت الأمر؛ إضافة إلى أن حرص النواب على الاصطفاف الوطنى خلف الحكومة كان عاملًا أساسيًا في الأمر، لا سيما في ظل الظروف التى تمر بها الدولة؛ فضلًا عن متطلبات المواطنين وإمكانيات الدولة والظروف الاقتصادية، ومعظم النواب تحول اهتمامهم عن السياسة العامة للدولة إلى مشكلات دوائرهم، بسبب غياب المحليات.
■ وهل الخطوات الاقتصادية التى اتخذتها مصر في الفترة الأخيرة ناجحة؟
- بالطبع ناجحة، وسيشعر بها المواطن، وتأثيرها إيجابى على الاقتصاد المصرى، إذ إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، استطاع العبور بالدولة من فترة اقتصادية هى الأصعب في تاريخها، إلى مكانة متميزة، يشهد بها جميع المؤسسات الاقتصادية الدولية، وفى مقدمتها صندوق النقد الدولي.
فالاحتياطى النقدى تجاوز ٤٥ مليار دولار، ما يبرهن أن ما تم اتخاذه من إجراءات كان ضروريًا لتنشيط الاقتصاد من الركود، فجميع المؤشرات الاقتصادية الحالية تعكس مدى جدية القيادة السياسية في بناء دولة قوية، إضافة إلى حزمة التشريعات التى تم إقرارها لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتشجيع الاستثمار، مثل قوانين الاستثمار والإفلاس، وما حدث من إصلاحات جاء وفق تخطيط مدروس على أعلى مستوى من جانب القيادة السياسية.
■ وماذا عن الدور المجتمعى الذى يقدمه الحزب للمواطنين؟
- الفترة الماضية قمنا بنشاط مكثف للحزب، وظهر ذلك بوضوح من خلال إقامة معارض بسلع مخفضة، لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية الضرورية، وتوزيع أدوات مدرسية، وإقامة حفلات زواج جماعى، وقوافل طبية، وترميم مدارس، والمساعدة في ترميم منازل، ومساعدات في عمليات قلب مفتوح، وعمليات زراعة القرنية، وغيرها الكثير، لتخفيف الأعباء عن الشعب، ومشاركتهم جميع مشكلاتهم، والتواجد داخل الشارع المصرى.
بالإضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات والتى تتناول محاورها دعم ومساعدة المرأة في إقامة بعض المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، ما يسهم في رفع مستوى المرأة اقتصاديًا، بجانب عقد العديد من الندوات لمكافحة الأفكار الإرهابية، وكذلك لمكافحة المخدرات في كل محافظات الجمهورية، بجانب إقامة دورى كرة قدم بمشاركة الآلاف من الشباب.
■ وماذا عن استعدادات الحزب للاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟
- نحن بالفعل مستعدون لخوض أى انتخابات أو استحقاقات انتخابية مقبلة، حيث نعمل على تدريب كوادرنا على العملية الانتخابية، وإدارة الانتخابات، والتدريب على ممارسة العمل المنوط به، وواجبات والتزامات وأدوات وحقوق عضو المجلس المحلي، إضافة إلى عقد العديد من الندوات، والجلسات النقاشية، والمعسكرات بمختلف محافظات الجمهورية، حول كيفية تأهيل الكوادر الشبابية لخوض العمل السياسي.
■ هل سيخوض الحزب الانتخابات من خلال التحالفات؟
- حتى الآن لا يمكن لأى حياة سياسية سليمة أن تقوى، إلا بوجود أحزاب، ومع ضعف الأحزاب السياسية، يبدأ ظهور الائتلافات والتحالفات، وفكرة دخول الحزب في تحالف انتخابى هو أمر سابق لأوانه، ولكن من المؤكد أننا سننافس على كل الاستحقاقات الانتخابية، وهذا لا يعنى أننا سنفوز بكل المقاعد، والفوز وعدمه سيكون عن طريق المنافسة والطرح، ونحن مستعدون للخوض بمفردنا، ولا نمانع في دخول أى حزب للانضمام معنا في ائتلاف وطني، طالما كان ذلك يحقق المصلحة العليا للوطن.
■ وما أسباب تقدمك بمقترح استخدام سيارات مجهزة لنشر الثقافة في القرى؟
- هذا الاقتراح يرجع لعدم وجود قصور ثقافة قريبة من القرى بأغلب المحافظات، وما زلت أطالب به لنشر الوعى الثقافى لدى الجميع، بديلا عن الاستماع لمطربى المهرجانات.
والأنشطة الثقافية في القرى ضعيفة جدا، والشباب محرومة من الثقافة، ورأينا هذه التجربة في بعض دول العالم، ومن الممكن أن تذيع هذه السيارات فيلم ثقافى أو سينمائى أو أى مواد ثقافية لرفع درجة الوعى الثقافى لدى المواطنين، وهو أفضل شيء في الفترة الحالية، لأن الفن الناجح والهادف غير موجود على الساحة الفترة الحالية.