تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
إذا كان درء المفاسد يسبق جلب المنافع فقد آن الآوان لكى تعرف دويلة قطر حجمها وأنها لا تمثل أكثر من موقع ذبابة على الخريطة العربية.. أقول هذا والألم يعتصرنى لأنه يمس الشعب القطرى الشقيق الذى لاحول له ولا قوة أمام عصابة تميم وأذنابه وهو يرى خيرات بلاده تضيع سدى وجنود دول خارجية تحت بلاده تحت شعار حماية النظام الحاكم.. لكن ما يثلج صدرى فى ذات الوقت هو اشتداد عود المعارضة القطرية يومًا بعد الآخر.
وقد علمنا تاريخ الصراعات الخليجية داخل الأسرة الحاكمة الواحدة أن النهايات قادمة مهما طال الزمن.
فقطر مهما عظم وضعها المادى لن يكون لها مكان على الساحة الدولية أكبر مما عليه الآن لأن الأمم تبنيها حضاراتها وتاريخها الذى يضرب بجذوره فى عمق التاريخ.
وقطر بعيدة كل البعد عن ذلك بل لم تكن حتى الآن سوى دويلة لاتزال تعيش فى رحم التاريخ إذا قيست بأمم أخرى سبقتها فى كل شيء!
كل ما هنالك أن الدول الاستعمارية تعرف من أين تؤكل الكتف وكيف تستنزف موارد دولة الخيمة والثلاث نخلات.. فطموحات تميم ليس لها مكان على أرض الواقع ولن تكون قطر من الدول الكبرى مهما عظم قدرها فى نظر حكامها فما هى إلا وهم بغيض وظاهرة من السراب تلمع مع ضوء الشمس وسرعان ما تختفي.
فتاريخها مع محيطها الخليجى غير مشرف كونه يتسم بالغدر والمكيدة والتربص بإخواننا الخليجيين الذين يعرفون كيفية التعامل مع تميم وأمثاله.. وحتى لو تلحفت قطر بأمريكا أو تركيا وغيرهما فستظل عارية لأن تلك الدول لها مصالح أكبر مع محيط قطر الجغرافى.
لكن تطاول قطر الذى زاد على الحد مع أسيادها فى أن الدنيا تحتاج إلى وقفة جادة وردع يعيد الأسرة الحاكمة إلى صوابها قبل فوات الأوان وإن كانت المؤشرات التى تحدث فى الخفاء الآن تشير إلى اهتزاز الأرض من تحت الأسرة الحاكمة واقتراب أفول نجم تميم ورفاقه!!
فصبر مصر اقترب من نهايته تجاه دولة الحمدين خاصة بعد تدخلها المباشر فى قضية سد النهضة وتحريك الإثيوبيين للوقوف فى وجه مصر والانسحاب من مفاوضات سد النهضة بعد أن هددت إثيوبيا بسحب الوديعة التى تضعها قطر فى البنك المركزى الإثيوبى والبالغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار وكذلك سحب الوديعة الأخرى التى تحمل اسم تركيا لكن ( بفلوس) قطرية!!
الأمر الذى جعل الإثيوبيين يدخلون سكة التصعيد ضد مصر غير مدركين أن قضيتهم خاسرة لأن هذا حق مصر التاريخى الذى لا ينكر أحد بما فيه المنظمات الدولية.. كما أن مصر قادرة على حماية أمنها القومى متسلحة بشعب عظيم وجيش من خير أجناد الأرض وقيادة حكيمة تجيد إدارة الأزمات بحنكة وقدرة عالية.
وإذا كانت إسرائيل تضع يدها فى يد قطر للعبث وتهديد الأمن القومى المصرى فأتصور أن قادتها بل وحليفتها الأولى أمريكا يدركون تمامًا أن اليوم غير الأمس وستخسر إسرائيل الشيء الكثير إذا استمرت فى هذه المعركة وتحريض إثيوبيا على العصيان ورفض اتفاقية سد النهضة.
إن القيادة المصرية تمتلك الوعى الكافى لتحييد أمريكا راعية المفاوضات والتعرف على كل نواياها الإيجابية منها والسلبية، الأمر الذى يساعدنا على وضع العلاقات المصرية الأمريكية فى المكانة التى تريدها مصر حيث تعلم القيادة الأمريكية جيدًا وبالأخص الرئيس ترامب قدرة مصر ومكانتها الدولية بعد أن أظهرت أدوارًا مؤثرة فى الحرب على الإرهاب والتأثير بشكل مباشر على الحل فى القضايا التى تعيشها ليبيا وسوريا والعراق واليمن.
وبالتالى أستطيع القول لشعبنا العظيم فيما يتعلق بالقلق من التعنت الإثيوبي.. لا تقلق لأن ملف سد النهضة فى أيد أمينة وستعود إثيوبيا رغما عن أنفها إلى الطريق الصحيح بعد انتهاء لعبة الانتخابات لديها ومعها التصريحات والوعود الكاذبة التى فى غالب الأمر تبتعد عن الحقيقة كونها تقف على أرض رخوة ولن تجنى دول مثل قطر وتركيا سوى المزيد من المعارك السياسية على الساحة الدولية والتى تجردهم من المصداقية أمام العالم، الأمر الذى يبشر بانتهاء حقبتى تميم وأردوغان غير مأسوف عليهما فى ظل الانتظار لعالم جديد يتجه إلى تعدد الأقطاب والانتهاء من القطب الواحد الذى أفسد العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتى عام ١٩٩١ وحتى الآن.
والله من وراء القصد.