الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإرهاب في شمال أفريقيا وخطر تمدده

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن أفريقيا قارة حاضنة للإرهاب لأسباب تبدو موضوعية قد يكون منها عدم الاستقرار السياسي لأكثر من نصف عواصمها، فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية وواقع التنمية البطيء والجهل الذي ترفل فيه القارة لسنوات طويلة، هذه الأسباب وغيرها باتت عاملًا لانتشار وتجذر الإرهاب في القارة السمراء، حتى أصبحت مصدرة له.
دول الشمال الأفريقي تمثل البوابة الحقيقية للإرهاب الذي يضرب ربما غرب أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء وغيرها من العواصم العربية، فهي بمثابة همزة الوصل لكل افريقيا، وما زال ينطلق منها الإرهاب للقارة السمراء بأكملها ولقارة أوروبا أيضًا.
إذا نظرنا بعين التدقيق نجد التنظيمات الأكثر تطرفًا مثل قاعدة الجهاد وجوده متجذر في هذه القارة منذ فترة طويلة، وأن تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية "داعش" يحاول التواجد في هذه القارة بعد أن سقطت مملكته في 22 مارس من العام 2019 للأسباب التي ذكرناها سابقًا.
وبنفس التدقيق نجد بعض دول الشمال الأفريقي ملتهبة وتشهد صراعًا مسلحًا ونشاطًا لتنظيمات عابرة للحدود والقارات، وهنا نقصد ليبيا على وجه التحديد، كما أن السودان كان لفترة طويلة حاضنا لأغلب التنظيمات المتطرفة وخاصة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، وسبق واستضاف قيادات القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن على أراضيه لفترة طويلة، أما مصر فنفس هذه التنظيمات تريد أن يكون لها موطئ قدم رغم قوة أجهزة الأمن فيها.
أما بالنسبة لدول المغرب العربي وهنا نخص دولا مثل تونس والجزائر والمغرب، فهذه الدول كانت حاضنة للتنظيمات السلفية الجهادية لفترة طويلة، ويكفي أن نقول إن تقارير أممية كثيرة أشارت إلى أن تونس كمثال خرج منها قرابة عشرة آلاف مقاتل لتنظيم داعش وتحديدًا من مدينة سوسة، وأن أغلب قيادات هذا التنظيم المتطرف من دول المغرب العربي وبالأخص من تونس.
أفريقيا حاضنة للإرهاب كما أنها تمثل بيئة بديلة بعد سقوط ممالك التنظيمات المتطرفة، وتمثل في نفس الوقت منصة انطلاق لممارسة الإرهاب في أوروبا وآسيا أيضًا، ففي هذه القارة ونظرًا لطبيعتها الجغرافية يتدرب فيها هؤلاء المتطرفون ثم يذهبون لمناطق الصراع أو هدفهم البعيد لتنفيذ العمليات الإرهابية، وبالطبع لا توجد أنظمة سياسية قوية وقادرة على مواجهة هذه التنظيمات.
على المجتمع الدولي إن كان جادًا في مواجهة الإرهاب أن يبدأ بدعم وتعزيز الاستقرار في افريقيا وخاصة الاستقرار السياسي، وكذلك دعم خطط التنمية في هذا القارة السمراء لا أن تُترك هذه القارة بهذه الصورة التي عليها حتى باتت مفرخة للإرهاب والأصعب من ذلك أنها أصبحت بيئة للصراع السياسي.
أفريقيا واجهة الإرهاب وعنوانها الأول بين كل القارات، فلا مواجهة حقيقية للإرهاب بدون مواجهة التنظيمات الأكثر تطرفًا في القارة السمراء، ولن تتعافى هذه القارة بدون مواجهة الإرهاب فيها، ولن يسلم العالم دون مواجهة التنظيمات الأكثر تطرفًا في أفريقيا.