السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا يوجد مكان لإرهابي في مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. «لا يوجد مكان لإرهابى في مصر» جُملة قالتها السيدة منار سليم، زوجة العقيد الشهيد أحمد المنسى في تعليقها على إعدام الإرهابى العتيد هشام عشماوى، صاغتها بكل حرفية سيدة مصرية أصيلة، وكأنها تُعبر عما في داخل كل قلوب شعب مصر.. فبعد أن ذقنا ويلات التطرّف ونما الفكر التكفيرى وتهديداتهم التى قالوها علنًا، ذقنا أيضًا ويلات التفجيرات والعمليات الإرهابية في ربوع مصر، دفع رجال الجيش والشرطة ثمنها واستشهد خيرة الشباب الأبطال الذين دافعوا عن الوطن وتصدوا لإرهابيين تربوا على العنف.
.. والسؤال: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة التى نشاهد فيها عدم وجود مكان لأى إرهابى على أرض مصر؟، مرت مصر بمراحل عديدة وخطيرة، ودعونا نتحدث بكل صراحة ودون مواربة، فخلال عام حكم الإخوان صدرت قرارات عفو عن إرهابيين كبار جميعهم من المنتمين لتنظيمات مُتطرفة، فبعضهم ينتمى لـ«تنظيم الجهاد» وآخرون ينتمون لـ«الجماعة الإسلامية» وآخرون ينتمون لـ«لتنظيم العائدون من ألبانيا» وأخرون كانوا عائدون من أفغانستان، والأخطر: أن عمليات العفو شملت إرهابيين من المنتمين لـ«تنظيم القاعدة» وَهُم من الذين عاصروا «أسامه بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة السابق، ومن الذين عايشوا «أيمن الظواهرى» زعيم تنظيم القاعدة الحالى.. وتضمنت عمليات العفو أربع شخصيات إرهابية هى الأخطر على أمن مصر والعالم كله وهم (عبدالعزيز الجمل وأبو العلا عبدربه وأحمد سلامه مبروك وأحمد عبده الكاشف)، فالأول: شغل منصب الجناح العسكرى لتنظيم القاعدة، والثانى: تكفيرى قاعدى قتل «فرج فودة»، والثالث: الذراع اليمنى لزعيم تنظيم القاعدة، والرابع: صديق أيمن الظواهرى واتضح فيما بعد أنه مُكلف من الظواهرى بتشكيل إمارة إسلامية في سيناء وذلك طبقًا لاعترافاته في نيابة أمن الدولة العليا.
.. خرج أباطرة الإرهاب من السجون بـ(جرة قلم) من «محمد مرسى» وبتعليمات مباشرة من خيرت الشاطر وأيمن الظواهرى، خرجوا ليذهبوا إلى سيناء ويتولوا تأسيس مجموعات مُسلحة وتنظيمات جديدة تكون تحت أمر إشارة من الأصبع الصغير للمرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، تلقوا دعمًا ماليًا ضخمًا، أتى لهم السلاح وتدربوا عليه في مُعسكرات تدريب ملأت وسط سيناء، انضمت لهم عناصر من الخارج، بعضهم سافر لسوريا للتدريب على عمليات التفجير التى تتم باستخدام السيارات المفخخة وعاد خبيرًا في التفجيرات ويُقدم خبراته لباقى أفراد التنظيم، وبعد ثورة ٣٠ يونيو تم فض اعتصام رابعة خرجوا علينا وهددوا الشعب المصرى، وشاهدنا السلاح في الشوارع ورُفعت أعلام تنظيم القاعدة في ميدان رمسيس، وظهرت تنظيمات جديدة تعمل جنبًا إلى جنب مع العناصر التى تدربت في مُعسكرات وسط سيناء، وبدأنا مرحلة جديدة من الإرهاب الذى نشط وتغذى وكبر ونما برعاية إخوانية كاملة، ظهرت مجموعات إخوانية أطلقت على نفسها «أنصار بيت المقدس» و«أجناد مصر» و«المقاومة الشعبية» و«كتائب حلوان» و«حركة حسم» و«لواء الثورة» و«المهاجرين والأنصار».. كان التحدى الأكبر هو: من يقود هذه المجموعات؟ ولا بد من وقف منابع تمويلهم بالأموال وبالسلاح
.. كانت الصورة واضحة بأن كل هذه المجموعات تنتمى للإخوان وتُدين بالولاء للإخوان وتُمول من الإخوان وتعمل لحساب الإخوان وتهدف لتحقيق أهداف الإخوان، تصدى رجال الجيش ببسالة لهذه التنظيمات بالتعاون مع رجال الشرطة، استشهد قيادات وضباط وجنود وأفراد، وانضموا لقائمة الشرف الوطنية التى ستظل محفورة في أذهاننا عبر التاريخ، وكتب الله لمصر النجاة من شرور هؤلاء الإرهابيين الذين عاثوا في أرض الكنانة فسادًا وإفسادًا وإرهابًا وتكفيرًا وتفجيرًا، ولأن مصر محفوظة بفضل الله نجحت الدولة في تصديها لهؤلاء الإرهابيين الجُدد الذين أرادوا سوءًا لوطننا، مع كل تفجير يقوم به الضالين نزداد صلابة وتماسكا وثقة في رجالنا الأبطال الذين عاهدوا الله على حماية الوطن، مع كل عملية إرهابية نزداد قوة ونؤمن أكثر بأننا سننتصر في معركتنا مع هؤلاء الخونة، وبفضل صمود وتعاون الجيش والشرطة والقضاء ظهرت جميع خيوط هذه التنظيمات الإرهابية، وتم الكشف من خلال تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضايا الإرهاب مع العناصر الإرهابية الذين تم القبض عليهم عن الدور الأكبر الذى يقوم «هشام عشماوى» في قيادة عدد من المجموعات الإرهابية بداية من مسئوليته عن الجناح العسكرى لتنظيم «أنصار بيت المقدس» حتى رعايته تنظيم أجناد مصر وتوليه قيادة مجموعات جديدة ارتكبت عمليات إرهابية مختلفة، منها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم وتفجير بعض الارتكازات الأمنية والاعتداءات على المقرات الأمنية وتنفيذ عملية الفرافرة وتأسيسه مجموعات جديدة أُطلق عليها (تنظيم المرابطون) في شرق ليبيا.
.. كان «هشام عشماوى» الإرهابى الأكبر والقائد الفعلى والمُدبر الحقيقى لأكبر العمليات الإرهابية والمُخطط لها، كانت فرحتنا لا توصف بالقبض عليه، وقُلنا: الآن ستهدأ العمليات الإرهابية وسيتم التحقيق معه لمعرفة معلومات أكثر وأكثر عن هذه التنظيمات، وآتى اليوم الذى تم تنفيد حكم الإعدام شنقًا على «هشام عشماوى» ليكتب نهاية لمرحلة العنف والتفجيرات التى شهدتها البلاد وتُطوى صفحة الإرهاب ولنسير في طريق البناء والتنمية واضعين أمام أعيننا روح الشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون، داعين المولى عز وجل أن يتغمدهم برحمته ويدخلهم جنته.