الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المنطقة العربية بين فكي إيران وتركيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت المنطقة العربية خلال العقد الثانى من القرن الحالى أحداثا سريعة ومتوالية، وأصبحت موجات التغيير والإسقاط والمنازعات الداخلية والتدخلات الخارجية سببا مباشرا لعدم الاستقرار.
فالمد الشيعى تحرك بشكل دائرى بتطويق الدول العربية المجاورة له مباشرة، وبينما خرجت أمريكا من العراق استطاعت إيران أن تمد أياديها الأخطبوطية في الجنوب العراقى الذى ينتمى عدد كبير من سكانه للطائفة الشيعية، وهى تلعب دورا خطيرا الآن وتستخدم ميليشيات الحشد في تحقيق مأربها، ويخوض الشعب العراقى الآن معركة ضارية في القضاء على الفساد المستشرى في ثنايا الحكومة العراقية الحالية، ومن أجل العراق العربية الموحدة، والتى يحكمها دستور يحدد الحقوق والواجبات بعد أن أضنتها الحروب في فترة الثمانينيات مع إيران الجارة ومع حماقة رئيسها صدام، الذى ابتلع الكويت بتحريض أمريكى إلى أن انتهت أمريكا إلى وجوب التخلص منه في بداية الألفية الثانية وتدمير العراق وتركها فريسة مباحة للفرس من الجنوب والترك من الشمال وكل يدفع الميليشيات الخاصة به لتقاتل بالنيابة عنه.. ولم تترك إيران جزءا من الضلع الشرقى المجاور للدول العربية إلا وطرقت أبوابه بشدة فدفعت بميليشيات الحوثى في اليمن ولمهاجمة الجنوب السعودى. بينما يلعب حزب الله الموالى دورا أكبر في الساحة اللبنانية.
وبينما يواجه العرب هذا المد الشيعى في دول العرب الآسيوى.. نجد الأطماع التركية تمد أصابعها القذرة في الشمال السورى، وتتطلع الآن بأنظارها إلى الصراع الليبى، وهى تحاول أن تطوق مصر من خلال التيارات الإسلامية المناهضة في السودان بعد أن قامت مصر بترسيم الحدود مع قبرص، واقتراب الاتفاق مع اليونان واستخراج الغاز والسيطرة عليه في منطقة شرق المتوسط.. ولا ننسى الخائن العميل الإمعة القطرى الذى ذهب ليبحث عن دور وسط الكبار فأصبح صبيا تحت الطلب يغدق بأمواله وأموال العرب لتدبير كل ما هو ضد العرب.
مثلث اكتملت أركانه وبدت معالمه جلية واضحة أضلاعه تركية إيرانية قطرية.. إنهم يعيثون في أرضنا فسادا وظلما، يستبيحون الديار ويقتلون الأطفال والنساء ويهجرون الأبرياء ويتشدقون بالمثل والفضائل والقيم.. كل ذلك يتم ومصر الحبيبة تواجه الأخطر في تاريخها بحنكة واقتدار ودبلوماسية تدعو للاحترام والعزة.. وها قد اقتربت قوات الجيش الليبى من نهاية معركة طرابلس بعد أن سقط مطارها في أيدى القوات وما زالت المعارك محتدمة مع ميليشيات الدواعش والنصرة الذين يدفع بهم أردوغان في محاولة مستميتة هى الأخيرة.. وإن الله غالب.