«أكلت يوم أكل الثور الأبيض».. مثل من التراث العربي يعبر عن أهمية التعاون والاتحاد بين الأشقاء للحماية من الأخطار والوقوف يدا واحدة ضد الأعداء.. وقصة المثل أن أسدًا وجد قطيعًا مكونًا من ثلاثة ثيران؛ أسود وأحمر وأبيض، فأراد الهجوم عليهم فصدوه معًا وطردوه من منطقتهم. ذهب الأسد وفكر في طريقة ليصطاد هذه الثيران، خصوصًا أنها معًا كانت الأقوى، فقرر الذهاب إلى الثورين الأحمر والأسود وقال لهما: «لا خلاف لدى معكما، وإنما أنتما صديقاي، وأنا أريد فقط أن آكل الثور الأبيض، كى لا أموت جوعًا، أنتم تعرفان أننى أستطيع هزيمتكما لكننى لا أريدكما أنتما بل هو فقط.. فكر الثوران الأسود والأحمر كثيرًا؛ ودخل الشك والخوف في نفسيهما وحب الحياة وعدم القتال والنجاة بنفسيهما وسمحا له بأكل الثور الأبيض فافترس الأسد الثور الأبيض ومرت الأيام، وعاد الأسد لجوعه، فعاد إليهما وحاول الهجوم فصداه معًا ومنعاه من اصطياد أحدهما. ولكنه استخدام الحيلة القديمة، وسمح له الثور الأسود باصطياد أخيه الثور الأحمر ولما أتى الدور على الثور الأسود وعندما اقترب من قتله صرخ الثور الأسود: وقال: أُكلت يوم أكل الثور الأبيض.
احتار الأسد فرفع يده عنه وقال له: «لماذا لم تقل الثور الأحمر، فعندما أكلته أصبحت وحيدًا وليس عندما أكلت الثور الأبيض؟!». فقال له الثور الأسود: «لأننى منذ ذلك الحين تنازلت عن المبدأ الذى يحمينا معًا، ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة، فعندما أعطيت الموافقة على أكل الثور الأبيض أعطيتك الموافقة على أكلى، وهذا المثل لم يكن الوحيد في تراثنا العربى ليحث على الاتحاد والتعاون والتحذير من الفرقة التى تؤدى في النهاية إلى هلاك الجميع.. ومن التراث والقيم والمبادئ إلى الأوامر الربانية للمسلمين والذى أمرنا المولى عز وجل فيها بالاعتصام بحبل الله جميعًا وعدم الفرقة، وكما أكد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث على الاتحاد والتعاون وعدم الفرقة إلى أيضا الحسابات العلمية والعسكرية والاقتصادية التى تؤكد أننا معًا أقوى وأعظم وأصلح لنا ولكل الشعوب العربية والإسلامية.. أن ما حدث للعراق أولًا ثم تلته الدول العربية الواحدة تلو الأخرى لهو تكرار لقصة هذا المثل الذى عرضناه سابقًا فأين سوريا واليمن وليبيا وهل مازالت الدول العربية لا تصدق حتى الآن أن الدور سيأتى عليها قريبًا طال الزمان أو قصر.. أليس اللاجئون السوريون من النساء والرجال المشردون في كل دول العالم عربًا من دولة عربية كانت من الدول العربية الكبرى ذات يوم؟ ألا تثير تصريحات أردوغان عن سوريا وليبيا استفزاز العرب أم يستشعر العرب أن ما يحدث في هذه الدول لا يمسهم؟ أم يعتقدون أنهم بمنأى عن هذه الأحداث وأن الدور لن يأتى عليهم ليتشرد مواطنوهم كما حدث في هذه الدول أم أنهم تم احتلالهم عن بعد ونحن لا ندرى؟ إن لنا في وقوف الدب الروسى مع سوريا عبرة حيث إن الموقف الروسى خير دليل على التعاون والتماسك مع الاعتراف بوجود اعتبارات روسية خاصة بها من النفوذ السياسى والمكانى والتنافس، ولكن هناك نتيجة لا ينكرها أحد وهى أنه لولا روسيا لانتهى نظام بشار إلى الأبد وللروس مواقف تاريخية لا تنسى وخاصة مع مصر فعندما وقف العالم أمامنا في بناء السد العالى وقفوا بجانبنا وعندما هزمنا في ٦٧ بالسلاح الأمريكى والغربى انتصرنا في ٧٣ بالسلاح الروسى وما زال الدب الروسى يمدنا بأحدث الأسلحة التى تضمن تفوقنا وقوتنا في مقابل الأعداء والمتربصين بنا وهو مثال للتعاون والتحالف الذى نتمنى حدوثه بين البلدان العربية.
إنها رسالة من مواطن عربى لكل الأنظمة العربية الحرة الباقية دون احتلال. تخلوا عن خلافاتكم فهى من صنع الأعداء. تخلوا عن الثقة في أنظمة احتلت وشردت إخوانكم العرب لأنهما طامعة فيكم.تذكروا أنكم أمة واحدة في تفرقكم ضعفكم وهلاككم وفى وحدتكم قوتكم وعزتكم وكرامتكم لقد بلغ السيل الزبى، ولم يعد في قوس الصبر منزع لقد سئم المواطن العربى من تخليكم بعضكم عن بعض. اتحدوا خيرا لكم ولشعوبكم ولأوطانكم. تعاونوا إرضاء لله ولرسوله فهو أمر ربانى. تكاتفوا لرد العدوان عن بلدانكم. ترابطوا ليخشاكم العدو قبل الصديق تناصروا ينصركم الله وهو خير الناصرين.... وللحديث بقية.